السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوارث البحر الأسود··· ومعايير السلامة الروسية

كوارث البحر الأسود··· ومعايير السلامة الروسية
17 نوفمبر 2007 01:17
مما لا شك فيه، أن العاصفة التي ضربت منطقة البحر الأسود كانت واحدة من أسوأ وأعنف العواصف التي تضرب المنطقة في السنوات الأخيرة؛ غير أن شراسة الطبيعة تتراجع إلى مراتب خلفية، مقارنة مع التهور البشري، عند محاولة تفسير أسباب ما وصفه رئيس الوزراء الروسي فيكتور زوبكوف بـ''أكبر حادث غرق جماعي للسفن''· ''زوبكوف'' وبعـــد أن أمر بفتح تحقيق حـــول الكارثـــة التي قذفت فيها سفينة صهريج عتيقـــة مصممــة أصلا للملاحـــة النهرية نحو 560000 جالون من النفط في مضيق كيرتش -أي حوالي 10 أضعاف حجم البقعة النفطية التي حدثت في سان فرانسيسكو في السابع من نوفمبر الجاري- قــال: ''لا يمكننــا أن نحمـــل المنــاخ كــل شيء''· وبينما تزداد صادرات روسيا النفطية وسط ارتفاع الأسعار العالمية التي وصلت إلى 100 دولار تقريبا للبرميل الأسبوع الماضي، يرى المسؤولون أن تدابير الوقاية الإيكولوجية في تحسن؛ في حين يقول حماة البيئة والمنتقدون إن المعايير تطبَّق بشكل انتقائي، مشيرين إلى أن صادرات روسيا من النفط تصدَّر عبر أنابيب ضعيفة الصيانة يعود تاريخ بعضها إلى أربعة عقود· وعلاوة على ذلك -يضيفون- فإن معظم وسائل نقل النفط الداخلية لا تستوفي المعايير الدولية· في هـــذا الإطـــار، يقول ''فلاديمير سيلفياك'' -رئيس ''إيكوديفانس'' وهي منظمة بيئية مستقلة يوجد مقرها في كلينينجراد-: ''إن الحكومة الروسية تهدف إلى تصدير أكبر قدر ممكن من النفط خلال هذه الفترة التي مازالت فيها أسعار النفط مرتفعة؛ ولأنها تخضع للسياسة الرسمية، فإن الشركات النفطية ترى في كثير من الحالات أنه يمكنها التغاضي عن المسائل المتعلقة بالسلامة دون خشية أي متابعة قضائية''، مضيفا ''فلا أحد يفكر في السلامة، والكل يفكر في المال''· وحسب الخبراء، فإن السفينة الصهريج الروسية، واسمها ''فولكنيفت ،''139 صُممت في الأصل من أجل الملاحة النهرية، ولم تكن مؤهلة للعمل في البحر، ولم يكن ينبغي لها أبدا أن تكون هناك، غير أن قبطان هذه السفينة وقباطنة سفن أخرى مختلفة أبحروا إلى مضيق ''كيرتش'' في تحد للتحذيرات المناخية، وهو أمر قد يواجهون بسببه متابعات قضائية· وقد قذف البحر بثلاث جثث إلى الشاطئ، فيما يعد خمسة رجال في عداد المفقودين؛ كما نفق ما نحو 30000 طائر في أعقاب تحطم السفينة وتشكل البقعة النفطية التي أحدثها ذلك· ويجادل المنتقدون بأن السلطات تستهدف الشركات الخاصة من أجل المراقبة أكثر من غيرها، وفي هذا السياق، يقول ''أليكس جروزديف''، المحلل بـ''كورتيس''، وهي شركة استشارية في مجـــال الطاقــة يوجــد مقرهــا في موسكو: ''إن ''لوك-أويل'' تنفق على حماية البيئة ضعف ما تنفقه شركة ''وزنيفت'' المملوكة للدولة بخمس مرات''، مضيفا ''وبالتالي، فـــإن النظـــام متناقض وغير صالح البتة''· والواقع أن الشركات النفطية الأجنبية قد تجد نفسها أحيانا خاضعة لعمليات مراقبة بيئية معيقة؛ فقبل حوالي عام، وبينما كانت شركة الغاز الطبيعي العملاقة ''جازبروم'' المملوكة للدولة تناور من أجل الاستحواذ على عملية تطوير لآبار ''سخالين ''2 بساحل المحيط الهادي، والتي كانت تقوم بها شركة ''شيل''، وصل ''ميلتوف'' مع فريق من المفتشين، وأعلن أن ''شيل'' تسببت بنحو 50 مليار دولار من الخسائر في حق النظام الإيكولوجي المحلي· وفي غضون أسابيع، قامت ''شيل'' ببيع حصتها في العملية لـ''جازبروم'' بسعر منخفض جدا· ويقول ''ميخائيل كروتيخين''، المحلل بـ''روز-إينيرجي''، وهي شركة للاستشارات في مجال الطاقة، معلقا: ''إذا كانت العلاقات بين الشركة والسلطات جيدة، فإن المفتشين يميلون إلى عدم إيجاد أي مشكلة· أما في حال كانت العلاقات سيئة، فإن جميع أنواع المشاكل تظهر''· ويتم نقل معظم النفط الروسي عبر شبكة أنابيب ''ترانسنيفت'' التي يبلغ طولها 50000 كيلومتر، وهي شركة احتكارية ملك الدولة، لا تقدم معلومات كافية حول عملياتها· غير أن ''ريجنوم''، وهي خدمة إخبارية على الإنترنت تهتم بمجال التجارة والأعمال، تقدر أن الشركة تعاني ما متوسطه 10 تسربات خطيرة في العام، ومن ذلك بقعة نفطية بحجم 14000 جالون حدثت العام الماضي في أنبوب النفط ''دروزبا ''1 المتوجه نحو أوروبا· وحسب الخبراء، فإن الكابوس الحقيقي يتمثل في المليون أو نيف من الأنابيب المحلية التي تغذي نظام ''ترانسنيفت''؛- ويقول ''أليكسي كيسليوف'' -ناشط من منظمة ''السلام الأخضر''- فرع روسيا-: ''كل هذه الأنابيب تقريبا قديمة وعفا عليها الزمن؛ وهناك تسربات تحدث بشكل يومي''· وعلاوة على ذلك، تشير الأرقام المنشورة في دورية البنك الدولي الشهرية، ''وورد فاينانس ريفيو''، إلى أن تسربات أنابيب ارتفعت من نحو 19000 حالة في 2002 إلى أكثر من 22000 في ،2005 ويقول كيسليوف: ''التجهيزات المقامة حديثا جيدة عموما، ولكنها تمثل نسبة صغيرة من المجموع، فالأغلبية في حالة سيئة''· هذا وتخطط روسيا حاليا لعملية توسيع كبيرة لشبكة التصدير، ومن ذلـــك إنشـــاء 2500 ميل من الأنابيب عبر سيبيريا الشرقية، من المنتظر أن تزود الصين وشرق آسيا والولايـــات المتحـــدة بالنفط، بيد أن حماة البيئـــة يقولــون إن أكثر مــا يثير مخاوفهـــم هــو التوسيع المرتقب لعمليات التنقيب عن النفط والغاز في المنطقـــة القطبية، وخاصة في حال حظيت مطالبة موسكو بالسيطرة الاقتصاديـــة على نحو نصـــف مليون ميــل مربع في منطقة القطب الشمالي على موافقة الأمم المتحدة· وتقدر روسيا أن المنطقة قد تحتوي على ما قد يصل إلى 10 مليارات طن من البترول؛ ويقول سيلفياك: ''إننا قلقون جدا بخصوص محاولات فتح المنطقة القطبية، التي مازالت نظاما بيئيا فريدا لم يمس''، مضيفا ''إن سجل شركات النفط والغاز الروسية بخصوص السلامة جد ضعيف؛ فليس هناك ما يشير إلى أنهم يتعلمون من الحوادث من قبيل ما حدث في مضيق ''كيرتش''· فريد وير-موسكو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©