الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سائقو الإسعاف يلتقطون أنفاسهم!

17 نوفمبر 2007 01:07
بات بإمكان سائقي عربات الإسعاف في بغداد الآن التوقف لبرهة من الزمن والتقاط الأنفاس واحتساء أكواب الشاي وتبادل الحديث في مشهد كان يبدو مستحيلا قبل سنتين، وهو ما يشير الى تراجع مستوى العنف في العاصمة العراقية بشكل ملحوظ· وقال قيس محمد مدير مركز الاسعاف الفوري لقاطع الكرخ الجنوبي ''الى فترة قريبة كان زخم العمل لا يتوقف لدينا وكانت السيارات بسائقيها وبطواقمها الطبية من المسعفين لا يتوقفون عن العمل من أول ساعات النهار حتى نهايته''· وأضاف محمد ''كان السائق يؤدي احيانا 5 مهمات في يوم واحد اي يغطي خمسة انفجارات في المنطقة المسؤول عنها فقط··وهذا معناه لا توقف عن الحركة ابدا''· وتابع ''أما الآن، فإن الحال اختلف كثيرا والوضع تحسن··عندنا سيارات اسعاف احيانا لا تخرج حتى ليومين··والسائقون أصبحوا يتحركون بحرية وأمان بعد ان كانوا يعانون من صعوبة وخوف في الحركة''· ويغطي قاطع الكرخ الجنوبي مناطق جنوب بغداد بأكملها مع عدد من مناطق غرب بغداد وهي مناطق كانت تعتبر الى وقت قريب من أكثر المناطق في العاصمة التهابا وسخونة ومازال بعضها حتى الآن يشهد عمليات مسلحة بين الحين والآخر· وبألم واضح تحدث محمد عن ''الشهداء'' من سائقي سيارات الاسعاف الذين قتلوا خلال فترة العنف التي مرت بها بغداد· وقال ''استشهد منا العديد أكرم ومظفر وباسم وكاوه وكان آخرهم مظفر''· قالها وهو يشير الى صورته الملونة التي كان يضعها على مقربة من مكتبه· وتوقف في الباحة الامامية للقاطع عدد من السيارات التي كانت ضحية للعنف خلال الفترة الماضية وعكست صورتها الظروف الصعبة التي كان يعيشها سائقو عربات الاسعاف اثناء تأدية عملهم· كان بها اثار العديد من الطلقات النارية وكان ببعضها ثقوب كبيرة وعديدة نتيجة استهدافها بالعبوات الناسفة· وظهر على الزجاج الامامي لإحدى العربات آثار رصاصة باتجاه مكان جلوس السائق· وقال خالد كمال الدين وهو سائق اسعاف انها طلقات من سلاح قناص بحي العامل استهدفت زميلا لهم اسمه ابراهيم ''اصابته بجبهته الامامية لكن الحمد لله لم يقتل''· وأضاف كمال الدين وهو يقف امام سيارة غطتها ثقوب انفجار عبوة '' كنا لا نجرؤ على الخروج ليلا لأي سبب كان واذا خرجنا كان لزاما ان تكون معنا سيارة شرطة حماية··وهناك مناطق لم نكن نذهب اليها ابدا· أما الآن فنحن نخرج بطمأنينة وتقريبا إلى كل الاماكن والمناطق وفي أي وقت وبدون اي حماية''·'' وقال علاء ناصر وهو مسعف ''اتذكر في حادثة انفجار محطة وقود المنصور قبل عدة أشهر نقلت دفعة واحدة 17 جثة في سيارة الاسعاف··ومازلت اتذكر ان احدى الجثث كانت تحترق·· عندما سحبناها بقوة لاخراجها من السيارة انخلع فرش السيارة من مكانه''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©