السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منع العقاب الجسدي في كوريا يربك المعلمين

13 فبراير 2011 23:17
سيؤول (ا ف ب) - منع العقاب الجسدي في المدارس في العديد من مناطق كوريا الجنوبية، ترك المعلمين حائرين، في بلد تسوده الثقافة العسكرية، وقد أدارته حكومات استبدادية حتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وتقول جنيفر شانج «36 عاماً»، وهي معلمة رياضيات في مدرسة تقع بالقرب من سيول «لا أدري كيف يمكنني الاستمرار في صف فوضوي يضم أربعين فتى هائجاً، ولا كيف أفرض الهدوء من دون معاقبتهم». لتأديب تلامذتها، كانت تستعمل عصا من خشب الجوز، لكن السلطات التعليمية في عاصمة كوريا الجنوبية منعت العقاب الجسدي في المدارس في نوفمبر 2010، وحذت حذوها مقاطعتان. وقد أثارت هذه القرارات جدالاً حاداً في كوريا الجنوبية، حيث تولى أهمية كبرى للتعليم وحيث العقاب الجسدي أمر مقبول ويتم تشجيعه. ودخول جامعة مرموقة يحدد المسيرة المهنية، وحتى إمكانات الزواج. وهي ضغوط تبرر، وفقاً للأهل والمعلمين، اللجوء إلى الصفع أو الضرب بالعصا في حال لم ينجز التلامذة فروضهم أو بعد نيلهم علامات سيئة أو إذا ما ثرثروا. وعقاباً للتلامذة أيضاً، يفرض عليهم القيام بتمارين لعضلات الذراعين عن طريق الانبطاح ومحاولة الارتفاع مرة بعد مرة بالاستناد إلى اليدين أو أصابع القدمين، أو إبقاء أذرعتهم مرفوعة، أو السير حول الملعب بوضعية القرفصاء. وأظهرت دراسة حديثة أن 70% من التلامذة أو طلاب المدارس الثانوية خضعوا لعقاب جسدي. وقد أدت إصابات خطرة تسبب بها الضرب العنيف إلى إدخال بعض المعلمين إلى السجن. وفقاً لكيم دونج سيوك الناطق باسم اتحاد نقابات المعلمين، فإن أعداد التلاميذ الكبيرة في الصفوف والضغوط للنجاح تدفع المعلمين إلى اعتماد قواعد تأديبية صارمة. يقول كيم «بوجود 40 تلميذاً في الصف الواحد ورغبة كل الأهل بدخول أولادهم إلى جامعات جيدة، تستحيل ممارسة هذه المهنة من دون عقاب جسدي». وتضم الصفوف في كوريا الجنوبية 35,3 تلميذ معدلا وسطا، وهو أحد أعلى المعدلات في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي. وقد أظهر فيلم فيديو تم تصويره بواسطة هاتف نقال، معلماً يشتم طفلاً في الحادية عشرة من عمره ويضربه، الأمر الذي أثار صدمة كبيرة في يوليو الماضي. فاستغل المسؤول الجديد في دائرة التعليم في سيول هذه الجلبة لمنع كل أشكال العقاب الجسدي. وأشار الناطق باسم المكتب التربوي إلى أن «العقاب الجسدي همجي وغير إنساني وغالباً ما يعتبر الوسيلة الأبسط للتعبير عن الغضب. والأمر الأكثر خطورة هو أنه يجعل العنف اليومي أمراً عادياً بنظر الشبان». ويرى المعلمون أن هذا الحظر أتى بشكل فجائي. يقول كيم دونج سيوك «نحن نعرف أن الزمن تغير، وأنه لم يعد يجب علينا أن نضرب التلامذة، لكننا نريد أن نتمكن من اللجوء إلى أنواع عقاب أخرى». ويشكك المعلمون في فعالية اقتراحات السلطات التعليمية: فاستدعاء الأهل أو إرسال الأطفال إلى صفوف لـ»التفكير» لا يأتي بأي منفعة تذكر. التلاميذ أنفسهم منقسمون. فقد أظهر استطلاع للرأي أجري في يناير وشمل 23 ألف تلميذ وطالب في الصفوف الثانوية أن 50% منهم يؤيدون العقاب الجسدي، وان 40% يعارضونه، و10% ليس لديهم رأي في هذا الموضوع. ويقول جيون جون سو، وهو طالب في الصفوف الثانوية في مدينة غيمشيون (وسط البلاد) «عندما يضربني أحد المعلمين، أقول لنفسي إن ذلك يحصل لسبب وجيه وإنني أستحقه، مع أنني أشعر ببعض الإهانة». أما كيم شانج هوان، الباحث في معهد تطوير التعليم الكوري، فيقول «نحن في خضم مرحلة انتقالية معقدة وفوضوية». ويشير إلى أن الأهمية التي تولى للعقاب في التربية تعود إلى الثقافة العسكرية التي طبعت البلد في ظل حكومات مدعومة من الجيش، من ستينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي، لكن ذلك سيتلاشى تدريجياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©