السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله سمك: الإسلام أعطى المرأة ما أعطى الرجل

عبدالله سمك: الإسلام أعطى المرأة ما أعطى الرجل
18 مارس 2010 20:03
حرص الإسلام على تكريم المرأة والدفاع عن حقوقها لتقوم بدورها المهم في رعاية أسرتها وتنمية مجتمعها. وعلى الرغم من وجود آيات قرآنية كثيرة وأحاديث نبوية عديدة تتحدث عن المرأة ومكانتها وحقوقها وواجباتها وأهميتها كعضو فاعل في المجتمع المسلم، فإن البعض اتخذ من بعض الأحاديث الشريفة التي ذكرت في الصحاح عن أهل جهنم والنار ذريعة لإثارة الشبهات ومنها قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ “ورأيت أكثر أهلها النساء”. ويقول الدكتور عبدالله سمك- أستاذ العقيدة والمذاهب ومقارنة الأديان بجامعة الأزهر- إن الإسلام حرص على المساواة بين المرأة والرجل، وأعطى المرأة ما أعطى الرجل من التكريم والتقدير والتعظيم، ولذلك تجد القرآن الكريم يكرم المرأة من خلال الحديث عن العديد من الشخصيات النسوية ودورهن في مجتمعاتهن. فقد كان سباقا في تكريس وضع المرأة وجعلها حجر الزاوية في تكوين الأسرة والتنشئة الصالحة وتأصيل مبدأ الشراكة بينها وبين الرجل، وحماية حقوقها المادية والمعنوية. وأضاف إن رسالة الإسلام تحقق العدل بين الناس والله تعالى يحاسب العباد على ما قدمت أيديهم في الحياة الدنيا من خير أو شر وما قاموا به من صالحات وطاعات وما ارتكبوه من ذنوب فالمولى عز وجل لا يظلم أحدا بسبب جنسه أو لونه، يقول سبحانه: “وما أنا بظلام للعبيد” ق 29، وقوله تعالى: “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة” النساء 1، وأساس التفاضل بين الناس في الإسلام العمل الصالح والالتزام بمنهج الله والحرص على القيام بأوامره واجتناب نواهيه والابتعاد عن المحرمات. وأكد أن الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن ان عامة أهل النار من النساء صحيح، وأنه حديث متفق على صحته ، فقد روي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى، أو في فطر إلى المصلى فمر على النساء، فقال صلى الله عليه وسلم: “يا معشر النساء: تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير”. وأوضح أن الحديث جاء بلفظ “رأيتكن أكثر أهل النار”، والرسول- صلى الله عليه وسلم- ذكر سببين هما كثرة اللعن، وكفران العشير أي الزوج، فالسببان اللذان جعلهن أكثر أهل النار هما اللعن وكفران الزوج، والحديث في كلماته ومعناه يدل بوضوح على أنه جاء على سبيل التحذير للنساء من المعاصي وخاصة الأخطاء الشائعة بينهن مثل إنكار معروف الزوج وحسن عشرته بمجرد أن تغضب منه لأي سبب ولو كان تافها. ويضيف إن تعاليم الإسلام تؤكد أن المرأة سوف تدخل الجنة أو النار جزاء على ما قدمت في الحياة الدنيا من أعمال وطاعات وهو ذات المعيار الذي يحاسب الله به الرجال أيضا. ومن هنا فإن من يدخل النار سوف يكون مستحقا لذلك بسوء عمله ذكرا كان أم أنثى إلا أن يشمله الله برحمته وكرمه وإحسانه. وأشار إلى أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أمر النساء في ذات الحديث بالصدقة والإكثار منها وهذا يؤكد أنهن يستطعن الإفلات من عذاب النار بالتقرب إلى الله تعالى بالبذل والعطاء والإكثار من الأعمال الصالحة وخاصة الصدقة وهو ما يعني أنه يمكن تجنب سواء العاقبة وأنها ليست قدرا محتوما عليهن، وإلا لما كان لأمره- صلى الله عليه وسلم- بالصدقة هنا فائدة. وحذر د. عبدالله سمك من خطورة اجتزاء النصوص والتوقف عند بعض معانيها دون البعض الآخر. وقال إن قيم ومبادئ وتوجيهات الإسلام تشكل نظاما تشريعيا متكاملا ولا يجوز أن يقوم البعض باقتطاع نص أو جزء من آية أو حديث ويسلط الضوء عليه بلا علم أو فهم ودراية ويعمد إلى تجاهل باقي النص أو النصوص التي توضح المقصود وتلقي الضوء على معانيه الحقيقية ويتهم الإسلام زورا بما ليس فيه. ومن يتأمل يجد أن الحديث الشريف ذاته يعتبر دليلا على حرص الإسلام الشديد واهتمامه بالنساء وقد فهمت صحابيات جليلات هذا المعنى فقلن في حديث البيعة: “الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا”. وقال إن القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بها العديد من الإشارات التي تؤكد صراحة وجوب الجنة للنساء الصالحات، فقد ضرب الله مثلا للذين آمنوا باثنتين من النساء هما السيدة مريم والسيدة آسيا وهما امرأتان في الجنة، بينما يتحدث القرآن عن رجال مثل فرعون وهامان وقارون لكنهم بأعمالهم وعصيانهم الله تعالى في النار. وهناك من الأحاديث ما يؤكد ذلك ومنها الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن حبان وأوجب الجنة للمرأة التي تصلي فرضها وتصوم شهرها وتطيع زوجها وتحصن فرجها، فهي تدخل الجنة من أي الأبواب شاءت. وكذلك الحديث الذي رواه البخاري وغيره وأوجب الجنة للمرأة التي يموت عدد من أولادها فتصبر وتحتسب وأيضا الحديث الذي ذكر أن المرأة التي تموت في أثناء الولادة تكون من الشهداء وقد رواه أحمد والنسائي وأبو داود. وكذلك الحديث الذي أوجب الجنة للأرملة التي تصبر على محنة موت زوجها وتجاهد لتربية أطفالها الأيتام. والخلاصة ان الله وحده هو الذي يعلم من في الجنة ومن في النار وليس للإنسان ان يخوص في هذا الباب بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©