الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحمام رمز السلام والألفة مع الإنسان

الحمام رمز السلام والألفة مع الإنسان
18 مارس 2010 20:01
تبدو في العلياء كما لو أنها قبائل ياسمين انتثرت في الجو، أو نتف قطن تتمايل على كتف الغيم، ترفرف بجناح من البهجة وآخر من المحبة، لترسم على وجوه الناس بسمات ومشاعر الرضا فور ملاقاتها، كونها رمز اللطف والوداعة. فإن لم يطارد الناس طيور الحمام في الحدائق والساحات، طارت إليهم وحطت على رؤوسهم أو أكتافهم أو أكفهم. يتفق علماء الجيولوجيا على أن الحمام وجد في العالم منذ ملايين السنين، فقد استدلوا عليه من الأحافير والعظام المحفوظة في الصخور، حيث عاش الحمام بين المنحدرات والرفوف الصخرية في قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، ومازال موجودا حتى يومنا. وبدأ الإنسان منذ حوالى 5 آلاف سنة في أسر الحمام سواء لأكله أو لتحميله الرسائل، ونتيجة لتربية الحمام وتعاقب الأجيال باتت تتوفر أنواع عديدة منه بألوانه وأشكاله المختلفة. استخدم الحمام في ثقافات الشعوب قديما كرمز للحب والإخلاص، ولدى الشعوب الشرقية كان رمزاً جامعاً للحكمة والفهم، فهو أكثر أنواع الطيور ذكاء واقترابا وآلفة من الإنسان، فيما اعتبر في العصور الوسطى والحديثة رمزا للحب والسلام. يقول د.سليم الخال اختصاصي الطب البيطري: “يعيش الحمام على هيئة أزواج متوالفة بشكل جماعي أو فردي، يصدر صوتا يسمى “هديل” ويختلف في شدته وطوله وطبقاته حسب نوع الحمام وحجمه وعمره، فالذكر هو الأكثر إصدارا للهديل وهو ذو حجم أكبر بشكل عام ورأس أكبر. إنما تتغير المواصفات حسب النوعية، إذ يتراوح طول الحمام بين 15-45 سم، ولدى بعضه ريش يغطي قدميه بما فيها الأصابع، وتتراوح ألوانه بين الأسود الباهت للبني الغامق والمصفر البرتقالي والوردي المحمر، ولون العينين متباين، وكذلك مقدرته على الطيران متباينة، وأيضا مقدرته على التفريخ. حيث يمكن للحمام وضع البيض في جميع أوقات السنة إذ تضع الأنثى بيضتين لونهما أبيض وتتم حضانتهما نحو 18 يوما من قبل الزوجين بالتناوب، وبعد التفقيس تتم رعاية الصغار من قبل الأبوين معا لمدة شهر كامل”. ويضيف الخال: “تختلف مواد العش الذي يسكنه الحمام، فممكن أن يصنع من سعف النخيل أو العيدان الصغيرة أو القش أو نشارة الخشب أو البرسيم أو الريش الطويل، ويقبل بأي صندوق أو عش يناسب حجمه، لكن الأشكال الشائعة للعش هي الصندوق الخشبي أو الأبراج أو الأقفاص. فيما يتغذى الحمام على الحبوب كالأرز والبرغل والشعير والعدس والفول المطحون وفتات الخبز، فضلا عن الماء”. تشير هيئة البيئة في أبوظبي عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن الحمام “يظل ينتج منتظما حتى يبلغ عمره 12 سنة بخلاف الدجاج (3 سنوات). إضافة إلى سهولة تغذيته إذ يكفي تغذية الحمام الكبير وهو يتولى تغذية الصغار. كما تتعدد أغراض تربيته، فمنها لغرض رياضي (الحمام الزاجل للسباقات). أو للطيران والاستعراض (حمام الهواية). أو حمام الزينة الذي يتميز بشكله وصوته الجميل. فضلا عن إنتاج الصغار بغرض التسويق والأكل”. ويُعرف عن الحمام أنه طائر قوي يتحمل التقلبات الجوية من حرارة أو برودة، ويتكيف معها بسهولة، ومن أهم مزاياه إن تربيته سهلة ولا تحتاج إلى عناية كبيرة ومساكنه لا تكلف إلا نفقات قليلة، كما أنه لا يتعرض للأمراض الوبائية كثيرا. كما يُعرف عنه أنه شديد الذكاء والألفة، لا ينسى الجميل الذي يسدى إليه، فإذا قدم له أحد الحبوب بيده ذات مرة وأكل منها ففي كل مرة يراه فيها يحوم حوله ويتودد إليه شكراً وعرفانا!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©