الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«المرزام» رتابة في الإيقاع وسكون في الحدث

«المرزام» رتابة في الإيقاع وسكون في الحدث
11 فبراير 2015 23:37
محمد عبدالسميع (الشارقة) عرضت أمس الأول مسرحية «المرزام»، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، بحضور جمع من المسرحيين والمهتمين، وهي من تأليف وإخراج عبد الرحمن المناعي وشاركت في عرضها نخبة من الفنانين، منهم فالح فايز، إبراهيم محمد، محمد حسن، أحمد عفيف، راشد سعد، محمد الصايغ، فاطمة الشروقي، أسرار محمد، محمد السياري، خالد يوسف، وعلي الشرشني، إضافة إلى مجموعة من الفنانين الشباب. وتعني «المرزام» التي تعرضها فرقة مسرح قطر الأهلي تلك الأداة التي تصنع من الحديد أو خشب الأثل أو جذوع النخل، وتستخدم لغرض تصريف مياه الأمطار من فوق أسطح المنازل ، وتشكل المحور الأساسي اذي تنكشف على ضوئه أحداث المسرحية. وقد استوحى الفنان عبدالرحمن المناعي تلك المفردة من التراث الشعبي القطري، ليتناول من خلالها فترة هامة من تاريخ المنطقة العربية وما يدور فيها من صراع ومحاولات الهيمنة في أجواء تراثية تستلهم وسائل وأدوات التعبير الشعبية، لتتحدث عن قضية السيطرة والظلم والاضطهاد والعلاقات الإنسانية، حيث تتمحور فكرة النصّ حول قرية تعيش تحت سيطرة النوخذة «بوناصر» المنحاز إلى أحد الأطراف «أم داود» (التي تمثل حلم اليهود في السيطرة على الأرض العربية من النيل إلى الفرات) على حساب سكان القرية الأبرياء الذين يتحولون ضحية لهذا التعنت، وبينما كان يصب «المرزام» مياهاً على رأس «بو بدر» عقاباً له على جرأته وطلب ابنة النوخذة لابنه «بدر»، يتطور الحدث ليصبّ في نهاية المسرحية دمًا (بمقتل جفال المتخلف عقلياً)، وهو ما يمثل تنامي الظلم ضدّ هؤلاء البسطاء. والمسرحية تدور في زمن كساد اللؤلؤ وسنوات الجوع وتسلط شيخ القرية وتمييزه بين أهلها وهو ما يؤدي إلى أحداث تصل بالقرية لفقدان وجودها وانهيار قيمها. لم تضف فكرة المسرحية جديدا بتناولها قضية وثيمة تقليدية معروف نتيجتها مسبقاً. واتسمت المشاهد بالرتابة في الإيقاع والسكون في الحدث، والجمود من البداية حتى النهاية بديكور ثابت لم يتغير. كما شاب الأداء التمثيلي الكثير من الهفوات. وكانت نهاية المسرحية كابوسا مؤلما بانتصار أم داود (رمز الصهيونية وأطماعها وجبروتها) وقيام كلابها بنهش جثة المجنون ليكون ضحية القوة المسيطرة على المنطقة، معبرةً عن اليأس والظلام وعدم القدرة على تقديم حل للصراع، واعتمادها على المواويل والغناء كحل مبشر. المسرحية بهذا الطرح تجعلنا نتساءل: هل المسرح الخليجي مجرد «مرزام» و«سكة» و«سقا» وثيمات أكل عليها الدهر وشرب، أم أن هناك ثيمات أخرى أكثر تعبيراً عن واقعنا المعاصر؟ وهل هذا القالب قادر على أن يطرح قضايانا ورؤانا وأحلامنا؟. وهل يتفق العرض مع عنوان الملتقى الفكري المصاحب والمقام تحت عنوان «في ظل التحولات الاجتماعية الراهنة أي أفق للمسرح الخليجي؟».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©