السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطن يستزرع الأسماك النيلية وسط صحراء ليوا

مواطن يستزرع الأسماك النيلية وسط صحراء ليوا
18 مارس 2010 19:59
لم يكن بخيت بن سوقان المنصوري يتخيل يوماً أنَّ فكرة استغلال مياه الري المستخدمة في الزراعة يمكنها أن تتحول إلى مشروع اقتصادي كبير، يدر ربحاً خيالياً على صاحبه، ويساهم في جذب المئات من السائحين يومياً إلى مزرعته، بعد أن قدموا إلى الدولة خصيصا لمتابعة بحيرة الأسماك النيلية التي نفذها وسط الصحراء، وأبرزتها المواقع العالمية، ومنها موقع «جوجل ايرث». ويعتبر بخيت المنصوري أول مواطن إماراتي ينجح بالفعل في إنشاء مزارع للأسماك النيلية التي تعيش في المياه العذبة، مثل البلطي والقراميط وغيرها من أنواع الأسماك المختلفة، وسط رمال الربع الخالي في مدينة ليوا. البداية مبشرة حول بداية الفكرة وكيف تطورت إلى هذا المستوى يقول المنصوري: «البداية كانت عام 1995 عندما بدأ الاهتمام بالمزارع، وخلال متابعتي لمزرعتي في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية، وجدت أن هناك كميات كبيرة من المياه العذبة تستخدم يومياً في الزراعة، وفكرت كيف يمكن استغلال هذه المياه بشكل أفضل، وخلال تلك الفترة وجدت أن المزارعين في مصر يقومون باستغلال مياه ري الأرز في تربية الأسماك، اختمرت الفكرة في رأسي: لماذا لا تتم تربية الأسماك أيضاً في الأحواض المستخدمة لري المزروعات داخل المزرعة. يؤكد المنصوري أنَّ فكرته في بدايتها لم تكن تجارية، ولكنها اعتمدت في الأساس على توفير تكاليف الإنتاج والاستغلال الأمثل للموارد، خاصة، وأنَّ تربية الأسماك في أحواض المياه ستعمل على توفير أسمدة عضوية مجانية، تساهم في زيادة إنتاج المزرعة، إلى جانب توفير كميات من الأسماك يمكن أن تستخدم في الطعام، وبالفعل بدأ التجربة بكميات قليلة من الأسماك، ولكنها توالدت بشكل جيد وحققت إنتاجاً متميزاً مما جعله يفكر في استثمار هذا المشروع بشكل اقتصادي، حينها بدأ في جلب كميات من الأسماك بشكل أكبر من خارج الدولة، وتربيتها في أحواض مياه الري، وإجراء عمليات تهجين لها، ونجح في إنتاج سلالات جديدة من الأسماك النيلية التي تتحمل العيش في مياه ذات ملوحة معينة، وذات نمو سريع، كما تتميز بوزن كبير. بحيرات في الصحراء يكشف بخيت أن نجاح المشروع جعله يفكر في إنشاء بحيرات مياه عذبة وسط صحراء ليوا، لتستوعب الكميات الكبيرة من الأسماك، وهو ينتج حالياً ما بين 35 و45 طنا سنوياً، وهي مرحلة بدائية، حيث يطمح إلى زيادة طاقته الإنتاجية لتكون 110 أطنان من الأسماك المتنوعة سنوياً، خاصة أن مزرعته تضم أنواعا عديدة من الأسماك مثل البلطي بمختلف أنواعه، الأزرق والأخضر والنيلي وكذلك اسماك الكات فيش (القراميط) سواء السوداء او الحمراء وأيضا اسماك المبروك (الكارب) بأنواعها الثلاثة: المبروك العادي، والأحمر ذو الرأس الكبير، والبياح، كما أنَّه لا يجد أي معاناة في عمليات التسويق، حيث يقوم ببيع إنتاج مزرعته للأهالي، والباقي للشركات، بخلاف الكميات التي يقوم بتصديرها للخارج. موضحاً أن هذه البحيرات الكبيرة تم وضعها على المواقع العالمية، وهو ما ساهم في إبرازها للسائحين من مختلف دول العالم، حيث فوجئ بتوافد أعداد كبيرة من هؤلاء السواح يحرصون على زيارة المزرعة لمتابعة كيف تعيش اسماك نيلية، وسط صحراء الربع الخالي، وبعض هؤلاء السائحين أكدوا له انهم حضروا خصيصا من اجل معاينة هذه التجربة الغريبة، ونتيجة للأعداد الكبيرة التي توافدت على المزرعة بشكل يومي، قام بعمل برنامج ترفيهي لهم من خلال تجهيز أدوات صيد للسمك، ليقوم السائحون باصطياد السمك بأنفسهم من هذه البحيرات. ويؤكد المنصوري أنَّ استخدام الأسماك بجانب الزراعة يحقق فائدة مضافة، وذلك من خلال تحقيق التوازن في المعادلة الغذائية، حيث تتم تربية الأسماك في مياه الري الذي يخرج غنياً بالمواد العضوية المستخدمة في الزراعة، وهذه الزراعات يتم استخدام مخلفاتها كغذاء أيضا للسمك، في إطار تحقيق تواصل الدورة الغذائية، لذلك فإنَّ من شأن توفير أراض بالقرب من الغابات أن يساهم في خفض تكاليف الإنتاج، ويعطي مردوداً اقتصادياً مضاعفاً، كما ستعمل تلك الغابات على مواجهة التصحر والحد من آثارها السلبية. مردود اقتصادي كبير يعتبر مشروع مزارع الأسماك من المشروعات الناجحة والقادرة على تغطية تكاليفها خلال 3 سنوات، إذا ما تمت إدارتها بشكل سليم وناجح، حيث يؤكد بخيت سوقان المنصوري أن استزراع الأسماك، وخاصة النيلية، من المشروعات الناجحة التي لها مردود اقتصادي كبير على المالك، وفوائد بيئية ايجابية كبيرة، كما أن مجالات تسويقه متوفرة ولا توجد فيها أي معاناة. ويشير المنصوري إلى أن معدل التحويل في الأسماك يبلغ 1,5 حيث يحتاج كل كيلو جرام واحد من السمك إلى 1,5 كج من العلف، ويحتاج السمك في مرحلة (الذريعة)، وهي المرحلة الأولى من عمر السمك، إلى أعلاف تبلغ نسبة البروتين فيها 50% بينما تقل هذه النسبة في المرحلة الثانية من عمر السمك، وهي مرحلة (الاصبعيات)، لتصل إلى 35%، وفي مرحلة (التربية) تكفي نسبة 25% من البروتين في العلف الحيواني.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©