السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العنف مع الأطفال

30 ابريل 2009 00:03
تجاوبا مع ما طرحته جريدة الاتحاد من خلال صفحة رأي الناس حول موضوع ضرب الأطفال والمعاملة القاسية خاصة من زوجة الأب، أريد أن أقول إن هذا الموضوع يحمل بين طياته وجنباته الكثير مما يتألم له الإنسان من شدة هذا الفعل الشنيع الذي يتعامل معه البعض من ذوي القلوب القاسية والميتة والخالية من الشفقة والرحمة مع أطهر خلق الله على الأرض وهم الأطفال، وهذا السلوك المريض هو ليس خاصا فقط بزوجات الآباء ولكن هو قاسم مشترك بينهن وبين أزواج الأمهات أحيانا• إن هذا العنف الظاهر والمتكرر على الأطفال هو ليس حكرا ظاهرا في مجتمع بعينه بقدر ما هي ظاهرة سلبية اجتماعية عالمية تمارس طقوسها الدنيئة في كل مجتمع•• فالطفل دائما هو الضحية ويظل في المجتمع بين أقرانه كطائر مكسور الجناح• هناك أمور عديدة قد تدفع الإنسان لكي يتصرف بمثل هذا التصرف الطائش المخبول مع الطفل ولعل أبرزها الغيرة منه وهذا الشعور قد ينتاب بعض قلوب الأزواج وذلك لقرب الطفل الدائم والتصاقه بأحد أبويه الفعليين•• والشعور بأن هذا الطفل المقرب و المدلل قد يزرع بعض الأحيان نوعا من الغيرة غير المحمودة عند الطرف الآخر المتربص بشيء من النظرة العكسية تجاه هذا الطفل المسكين كما وأن الوازع الديني يلعب الدور الكبير والمؤثر في هذه العملية تجاه قلوب الناس، وينعكس بالتالي على تصرفاتهم السلوكية اليومية تجاه الآخرين• كما ولا ننسى في ذات الوقت مسأله مهمة في هذا الجانب وهي إذا كانت زوجة الأب غريبة عن المجتمع الذي نعيشه فربما يتولد صراع داخلي مرير بين الأطراف الثلاثة( الأب- الزوجة- والطفل) مما قد تنتج عنه معاملة من نوع آخر كما وأنه يمكن أن تكون عبارة عن نتاجات أسرية واجتماعية قد تربى عليها البعض من الناس منذ الصغر•• وعاشت ونمت معهم حتى الكبر وعقلية خاوية فقيرة وهو ابن الزوجة أو ابن الزوج هو دائما صاحب المجال الواسع في الحب من قبل الأم أو الأب• هناك دور آخر يضاف إلى هذه العملية وهو الجانب الإعلامي المتمثل في الأعمال الفنية المختلفة من أفلام ومسلسلات وغيرها من هذه الأعمال غير العربية التي تصور زوجة الأب أو زوج الأم بتلك الشخصية الشيطانية المتسلطة المتعجرفة التي فقدت كل معاني الشفقة والرحمة تجاه هذا الطفل ••مما قد يدفع بالإنسان في بعض الأحيان لأن يتقمص هذه الشخصية ويظهر على هذه الصورة القبيحة ويمارسها على أرض الواقع، وتبدأ بعدها الصراعات الداخلية التي لا تنتهي إلا بتصرف سلبي من أحد الطرفين•• وللأسف لا توجد هناك مشاهد أو صور ايجابية كثيرة توحي بالعلاقة الجميلة بينهم• كما أن ضعف الشخصية قد يساهم في عدم الاهتمام بالأبناء كأن يتزوج أحدهم فتاة صغيرة السن وتستفيد منه في تدليلها وتنفيذ رغباتها ولا يستطيع أن يمنعها من شيء فتقوم بإخراج قسوتها على من تريد•• أو أن تتزوج المرأة رجلا قاسي الطباع ويحب أن يتحكم بكل شاردة وواردة بالمنزل ومن بينهم الأبناء• أنا طبعا لا أريد أن أبخس حق الآخرين من أصحاب هذا الوضع •• فهناك زوجات أب وأزواج أمهات كرسوا كل جهدهم وأعطوا كل ما لديهم لتربية وتنشئة هؤلاء الأطفال الضعفاء فكانوا لهم آباء يرعون شؤون حياتهم بما يرضي الله ورسوله وبما يحقق لهم الحياة السعيدة والآمنة والمستقرة•• وهناك أيضا نساء كن كالأمهات في رعايتهن للأطفال وكانت لغة الحب والحنان واللطف تجاه هؤلاء هي السائدة مما يجعل الجميع يقف لهن احتراما وتقديرا على الجهد الذي بذلوه• خلاصة موضوعي أن هناك عوامل عديدة تؤدي إلى التعامل العنيف مع الأطفال •• لكن هناك ضحية واحدة وهي الطفل•• ولا ذنب له فيما هو فيه سوى لأنه فقد حنان الأم أو الأب مبكرا فأصبح أسيرا للمعاملة القاسية من الدخيل أو الشخص الغريب الذي دخل محيط حياتهم العائلية• والعلاج في هذا الأمر لا يكون بالحكم والعقاب والجزاء مع أن هذه الأمور مهمة جدا•• ولكن هناك حلا أمثل وهو الزواج ممن يتمسك بكتاب الله وسنة نبيه فعندها ستكون تصرفاته نابعة من منطــــلق ســــامٍ ومعاملته للطفل ستكون محملة بالقيم الأصيلة•• كما لو قام كل واحد منهم بتخيل أن هذا الطفل المعذب هو طفله لم يرض أن يلقى نفس هذا المصير• حمدان محمد- كلباء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©