احتجاجات المزارعين الهنود تواجه المناطق الصناعية

في ظل ارتفاع أسعار الأسهم، أعرب عدد كبير من كبار الشخصيات والأثرياء في المدن عن ترحيبهم بمعدل النمو الاقتصادي للهند البالغ 9% بل إن البعض قد يقول إن الاقتصاد الهندي لم يكن على هذه الحالة الطيبة أبداً· لكن خطط التنمية الهندية أحدثت موجة من الغضب بين الملايين الذين أضيرت مصالحهم خلال مسيرة الهند تجاه التقدم الاقتصادي، وللمرة الأولى منذ الإصلاحات الاقتصادية التي تم تطبيقها قبل أكثر من 15 عاماً، شهدت الهند احتجاجات عنيفة من المزارعين وأصحاب المحال والتجار الصغار احتجاجاً على إقامة المشروعات وتنفيذ السياسات· وأدت أعمال المقاومة لإنشاء مناطق اقتصادية خاصة - وهي مراكز تستهدف تحفيز النشاط الصناعي ومشروعات التعدين والصلب- إلى وقوع ضحايا بين صفوف المحتجين والشرطة في مناطق كثيرة، وكانت الحكومة الهندية قد وافقت على إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة على الرغم من معارضة المزارعين الذين يقولون إن المشروعات الصناعية سوف تشردهم من الأراضي الخصبة وتحرمهم من معيشتهم· وهاجمت الناشطة الاجتماعية مديحه بتكر عمليات الاستيلاء ''القهري'' للأراضي والأعمال الوحشية التي تقوم بها الشرطة، ومن ناحية أخرى، قامت حركات في أنحاء الهند بتعبئة الدعم لمناهضة عمليات الاستحواذ على الأراضي· وشهدت الأشهر القليلة الماضية احتجاجات مناهضة لإقامة مناطق اقتصادية خاصة في ولايتي هاريانا والبنجاب بشمالي الهند وولاية ماهاراشترا الغربية وولاية جوا في جنوب غرب البلاد حيث قررت حكومة الولاية سحب خططها لإقامة تلك المناطق، كما شهدت ولاية أوريسا المجاورة للبنجاب احتجاجات مناهضة لمشروعات عملاقة للسبب نفسه واختطف مزارعون موظفي مصنع الصلب التابع لشركة ''بوسكو'' الكورية الجنوبية وهو أكبر استثمار أجنبي منفرد في الهند· وشهدت الأشهر القليلة الماضية احتجاجات أصحاب المحال والتجار والمزارعين على دخول المتاجر الأجنبية العملاقة مثل وول مارت وسلسلة متاجر ''ريليانس'' المحلية قائلين إن تلك الخطط سوف تدمر معيشة ما بين 15 إلى 20 مليون شخص· وتقود الشركات العملاقة ثورة في صناعة التجزئة عبر متاجرها العملاقة في الهند حيث يقدر حجم قطاع التجزئة بما يصل إلى 350 مليار دولار وهو ما يجعله أحد أكبر الأسواق في العالم، وفي مناطق نائية مثل ماهاراشترا حيث يشعر مزارعو القطن المثقلون بالديون بمشاعر اليأس من التنمية المزدهرة التي تركتهم في أوضاع مزرية قام بعضهم بالانتحار على الرغم مــــــن برامج الإغاثــــة التي قدمتها الحكومـــــة للمنطقـــة التي أصحبت الآن توصم بأنها ''منطقة الانتحار''· وقام بعض أولئك الذين طردوا من منازلهم بحجة إقامة مشروعات صناعية باتخاذ إجراءات كان من بينها تنظيم أكثر من 20 ألف ممن سلبت أراضيهم وأرامل وعناصر قبلية مسيرة في أكتوبر إلى دلهي للمطالبة بحقوقهم في أراضيهم· ومؤخراً، عكست تصريحات القيادة الهندية بشكل متزايد النمو غير العادل في البلاد، فرئيس الوزراء مانموهان سينغ الذي تولى السلطة بوعود تحقيق إصلاحات اقتصادية شاملة قال إن ''التنمية غير العادلة'' تفرض أكبر تحد أمني بالنسبة للهند ·