صراع القاع بين الشارقة والإمارات في «الملعب البيضاوي»

دبي (الاتحاد) - مواجهة حامية الوطيس وصراع ملتهب في القاع تدور أحداثه في الملعب البيضاوي، ويجمع الشارقة الجريح مع الإمارات المتطور في مباراة يساوي الفوز فيها ثلاث نقاط فعلياً، ولكنها تتجاوز ذلك معنوياً، وفقاً للمنطق الذي فرض على الفريقين أن يلتقيان في ظل هذه الوضعية، حيث يحتاج الشارقة للفوز واستعادة المركز العاشر وبدء حملة الهروب من دوامة الهبوط، فيما يسعى الإمارات لمواصلة نتائجه الإيجابية والابتعاد عن منافسه المباشر في معركة القاع. ويعيش الشارقة ظروفاً غاية في الصعوبة، ويجد نفسه اليوم في موقف خطير يمس سمعته وتاريخه كنادٍ كانت له صولات وجولات وفي رصيده الكثير من البطولات، ولكنه اليوم في وضع لا يحسد عليه، وكانت خسارته الأخيرة أمام الجزيرة بخماسية نظيفة، هي انعكاس لهذا الموقف المتأزم، حيث تراجع إلى المركز الحادي عشر، وبرصيد لا يتجاوز تسع نقاط جمعها من فوزين وثلاثة تعادلات، ويدفع الشارقة اليوم ثمن عدم الاستقرار خلال هذا الموسم، حيث بدأ الموسم، وهو تحت قيادة المدرب الروماني تيتا الذي تمت إقالته، والتعاقد مع البرازيلي فييرا قبل أن تتم إقالة هذا الأخير، وإعادة تيتا الذي تعرض للخسارة الثقيلة أمام الجزيرة في أول مباراة يقود فيها الفريق بعد عودته. ويحتاج الشارقة إلى الكثير من الجهود المضاعفة من قبل كل المنتمين للنادي من أجل تجاوز هذا “المطب” الذي يتعرض له، وستكون مباراة اليوم مفترق طرق بالصعود إلى الأعلى أو الغرق في دوامة القاع. الإمارات الذي تذيل جدول الترتيب في المسابقة لفترة طويلة هذا الموسم، وجد ضالته أخيراً وبدأت نتائجه بالتحسن عبر العديد من التعاقدات التي أبرمتها إدارة الفريق، وكان التعاقد مع التونسي لطفي البنزرتي مدرباً للفريق، وكذلك مع العاجي ديارا والأوزبكي جينريخ نقطة تحول في مسار الفريق الذي بدأت نتائجه تسير بشكل إيجابي، حيث حقق في الجولات الثلاث الماضية سبع نقاط ليقفز إلى المركز العاشر متقدماً على دبي والشارقة، وأصبح رصيده الإجمالي 10 نقاط، وكان الفريق في الجولة الماضية قد حقق الفوز على الأهلي بهدفين مقابل هدف، ويخوض مباراة اليوم من أجل الفوز وتحقيق النقاط الثلاث والابتعاد عن الشارقة منافسه المباشر بأربع نقاط سعياً لاقتحام المنطقة الدافئة. أكد أن ديارا سر قوة المنافس تيتا: الفوز في المباراة يساوي 6 نقاط وأنتظر جهداً مضاعفاً من لاعبي «النحل» رضا سليم (دبي) - قال الروماني تيتا مدرب الشارقة أتمنى أن يقدم اللاعبون كل ما لديهم من جهد في أرض الملعب خلال شوطي المباراة، لأن الفوز باللقاء يساوي 6 نقاط، وليس ثلاث فقط، وأتمنى أن أوفق في اختيار أفضل 11 لاعباً في التشكيلة ومن يلعب يجب أن تكون لديه روح وعزيمة، من أجل الوصول إلى الهدف المطلوب من المواجهة، لأن الفريق بحاجة إلى النقاط، ولعبنا في الدور الأول على ملعب المنافس وفزنا 2-1. وأضاف: حذرت لاعبي الفريق من الهجمات المرتدة لفريق الإمارات الذي يلعب بقوة، ويعيش نشوة العودة من جديد، ويلعب معنويات عالية، خاصة أنه نجح في جمع 7 نقاط من 3 مباريات، وهي نسبة جيدة، بالإضافة إلى أن ديارا هو الآخر، من أفضل اللاعبين في الفريق، ويعيش حالة من التألق، ويحتاج إلى رقابة من الشارقة، ولكن ليس أمامنا سوى اللعب والفوز، من أجل فريقنا وجمهورنا، وأيضاً أتمنى أن يسجل هجومنا في المباراة، لأن الفريق لم يسجل أهدافاً في آخر 3 مباريات منها مباراتان في الدوري وواحدة في كأس "اتصالات"، وأطالب المهاجمين بتأدية دورهم في إحراز الأهداف. وحول المشاكل الدفاعية قال تيتا: سوف يعود موسى حطب وسلطان رمضان إلى الدفاع، وأمام الجزيرة كنت مجبراً على اللعب بهذه التشكيلة، لعدم توفر البديل في المنطقة الدفاعية، ووضعنا علي السعدي وعمران عبد الرحمن، لأننا لم يكن لدينا حلولاً أخرى، وفي المرحلة المقبلة سوف يعود شاهين عبد الرحمن وياسر عبد الله، ويغيب عن المباراة عبد العزيز صنقور لعودته إلى صفوف المنتخب الأولمبي وسليمان المغني المصاب. وأضاف: أن أي خط دفاع يكتسب قوة وصلابة في اللعب معاً، وعندما تضطر إلى تغييرات في الدفاع خلال كل مباراة، فمن الطبيعي أن تكون هناك مشاكل، وبالفعل الشارقة يعاني من مصاعب دفاعية فقط، وأتمنى أن نتجاوز كل الظروف ونلعب مباراة جيدة، ونكسب النقاط، خاصة أننا نلعب في ملعبنا، ولابد أن نحرز أهدافاً، ونحسم النتيجة لمصلحتنا. وقال مدرب الشارقة: إن المباراة هامة جداً في مسيرة الفريق في دوري المحترفين، ولو حققنا الفوز سوف نترك المركز قبل الأخير، ونعود إلى العاشر، وهذا مهم جداً للاعبين من الناحية المعنوية، قبل التوقف الذي يستمر لمدة شهر، وخلاله نبحث عن الطريقة التي تجعل الفريق يعود بالشكل المناسب في الدوري، وإصلاح الأخطاء التي وقعنا فيها. وطالب تيتا جماهير الشارقة بالتواجد في المدرجات ومساندة الفريق، لأنه بحاجة إلى جماهيره، ونعدهم أن نقدم كل ما لدينا من أجل إسعادهم، وقال: هل أنا كمدرب سوف أكون سعيد عندما يكون الفريق في هذا الموقف في الدوري؟. وأشار تيتا إلى أنه كان حزيناً بعد الخسارة من الجزيرة، ولم يلعب أي لاعب في الفريق بطريقة خشنة، والدليل أن الشارقة لم يحصل على إنذارات، ولم يكن لدينا الحماس بما فيه الكفاية لمواجهة الجزيرة وغابت عنا الروح. البنزرتي: المواجهة لها حساباتها الخاصة نظراً لحساسية موقف الفريقين سالم الشرهان (رأس الخيمة) - مواجهة مصيرية تجمع "الصقور" و"الملك" اليوم، في الشارقة بحكم موقفهما في جدول الترتيب، ويوجد "الأحمر" في المركز العاشر برصيد 10 نقاط، و"الأبيض" الحادي عشر برصيد 9 نقاط، أي أن الفارق بينهما نقطة، وفوز الإمارات إذا تحقق يدفعه لتوسيع الفارق إلى 4 نقاط، وبذلك يتقدم خطوة جيدة إلى الأمام، ويتأزم موقف " الملك" أكثر، أما فوز الشارقة فسوف يشعل المنافسة على الهبوط بصورة كبيرة، ومن هنا تكمن صعوبة المواجهة اليوم، ولهذا فإن كل فريق أعد العدة لهذه المواجهة المصيرية، خاصة أن القادمين من رأس الخيمة يدركون تماماً أهمية حصد النقاط الثلاث، وفي هذا التوقيت بالذات. وأصبحت الحاجة ملحة لـ"الصقور" من أجل الفوز، وخطف نقاط المباراة لتأكيد انتفاضته التي بدأت مع نهاية الدور الأول، بالتعادل أمام الوحدة في أبوظبي، ومن ثم الفوز على دبي في العوير، وأكملها بالفوز على الأهلي في رأس الخيمة، لهذا فهو يدخل لقاء اليوم لتأكيد هذه الانتفاضة من خلال تحقيق الفوز، ويعول أبناء رأس الخيمة على المقومات التي يملكونها للوصول إلى هدفهم اليوم، من اهتمام ودعم مجلس الإدارة، واكتمال صفوف الفريق، وبوجود جهازين فني وإداري على مستوى عالٍ من الكفاءة، وجماهير عاشقة لفريقها. وأشار لطفي البنزرتي مدرب الإمارات إلى أن مباراتهم أمام الشارقة اليوم مثل بقية المباريات المدرجة ضمن جدول منافسات دوري المحترفين، ولها الأهمية نفسها، وإن كانت ذات خصوصية وحساسية، نظراً لموقف الفريقين في الترتيب، ولهذا نسعى من خلالها لتعزيز رصيدنا من النقاط، أي أن الفوز مهم لنا، كما هي الحال لـ"الملك"، لذا نحاول جاهدين حصد النقاط الثلاث، لكي تساعدنا إلى التقدم خطوه مهمة إلى منطقة الأمان، وبالتالي تعطينا الاستقرار المطلوب، مع كامل احترامنا وتقديرنا للشارقة الذي يبحث هو الآخر عن استعادة توازنه. وأضاف: من هنا تكمن صعوبة المباراة بالذات لنا، لأننا في وضعية صعبة، إلى جانب أننا نلعب خارج أرضنا، وهذا من شأنه أن يضع اللاعبين تحت ضغط نفسي، وعليه فقد ركزنا خلال الفترة التي أعقبت مباراة الأهلي على تهيئة اللاعبين نفسياً وفنياً لهذه المواجهة التي لا تحتمل "القسمة على اثنين"، واللاعبون يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بالدفاع عن سمعة ناديهم. وأشار البنزرتي إلى أن الروح الجديدة التي ظهر عليها اللاعبون في مباراة الأهلي تحديداً، إلى جانب الروح القتالية، تعطينا المؤشر الطيب بأنهم قادرون بعزيمتهم وإصرارهم في الخروج من المباراة بالنتيجة التي نأملها، وكذلك جماهيرنا الوفية التي ستكون حاضرة وبقوة خلف الفريق ومؤازرته، وهي بكل تأكيد الدافع القوي للفريق. وعن رؤيته لفريق الشارقة أكد البنزرتي أن "الملك" من الفرق القوية، وتاريخه معروف على الساحة الرياضية في الدولة، ويملك عناصر على مستوى عالٍ من الكفاءة، واهتزاز مستواه ونتائجه لا يقلل من مكانته، كأحد الفرق القوية، لهذا فإن خسارته الأخيرة أمام الجزيرة لن تخدعنا، ونحن نضع قوته في اعتبارنا، وعلى هذا الأساس نحاول التعامل معه بحذر شديد، وأسلوب متوازن، وهي الطريقة التي بدأ اللاعبون في تطبيقها جيدا. وأضاف آمل أن يكون التوفيق بجانب مهاجمي الفريق، من خلال استثمار الفرص التي تتاح لهم بالصورة الإيجابية، خاصة أن الخط يضم لاعبين يمتازون بالمهارة والخبرة، أمثال ديارا وألكسندر، وأيضاً الموهوب "الشاب" وليد عنبر، ومن خلفهم محسن متولي وحسنوف.