الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوفون: تحولت من تسجيل الأهداف إلى منعها بنصيحة أبي!

بوفون: تحولت من تسجيل الأهداف إلى منعها بنصيحة أبي!
12 فبراير 2015 02:42
محمد حامد (دبي) فتح جيجي بوفون حامي عرين اليوفي قلبه متحدثاً عن مسيرته الكروية الحافلة بالإنجازات الجماعية والأرقام الفردية، وفي واحدة من ورش العمل الإيطالية التي تناقش تفعيل وتنمية المواهب، وأكد العملاق الإيطالي، أنه كان يعشق تسجيل الأهداف في طفولته، ولكنه قرر في عام 1990 وبناءً على نصيحة الأب أن يصبح متخصصاً في منع الأهداف لا تسجيلها، ومن هنا كانت نقطة البداية لأحد أفضل حراس المرمى في التاريخ. بوفون البالغ 37 عاماً حقق كل شيء، فهو أحد 3 نجوم في تاريخ الساحرة حصلوا على شرف المشاركة في كأس العالم 5 مرات، وهو أفضل حارس في دوري الطليان 9 مرات «رقم قياسي»، كما أنه الأكثر حفاظاً على شباكه بـ 243 مباراة من بين 411 مواجهة، وهو لا يزال حارس المرمى الأغلى في تاريخ كرة القدم. «فضفضة» بوفون كشفت عن تمتعه بأعلى درجات النضج، حيث أكد أنه تطور كثيراً على المستوى النفسي، كاشفاً عن أن هناك فارقا كبيرا بين شخصيته في بداية مسيرته، والعقلية التي يتمتع بها الآن، وأضاف: «أشعر بنضج كبير على المستويات كافة، وفي حال لم يكن لدي هذا الشعور المؤكد الآن، فإنني أصبح شخصاً غير سوي بكل تأكيد». وتابع بوفون: «منذ أن كنت طفلاً شعرت بعشق كرة القدم، وكان لدي شغف دائم بالوصول إلى مكانة مشاهير النجوم، فقد اعتدت في طفولتي تسجيل الأهداف، وليس التصدي لها، وفي عام 1990 وعلى نحو مفاجئ نصحني أبي بالتحول إلى حراسة المرمى، كنت مندفعاً ولدي شيء من الثقة في النفس التي وصلت في بعض الأحيان إلى حد الغرور، وقد يكون ذلك نافعاً في مرحلة ما، فقد كنت قوياً مع اللاعبين الذين هم أكبر مني سناً». الموهبة والعمل قدم بوفون درساً في تنمية الموهبة، حيث أكد أن الشخص الموهوب قد لا يكون له فضل كبير في ذلك؛ لأنه يرث هذه القدرات من الأب والأم، فالجينات هي البطل في هذه الحالة، ولكن العمل والمثابرة والشخصية القوية هي التي تحافظ لأي لاعب على موهبته، وتابع: «نحن نحصل على الموهبة بالوراثة، نعم هي أساس التألق، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل، فالموهبة تزول وتدخل عالم النسيان إذا لم يتم صقلها بالعمل الجاد والمثابرة». ومن بين الدروس الأخرى التي يمكن الاستفادة منها، ما قاله بوفون من أن كل شخص يتعرض للإحباط في بعض الأحيان، ولكن يجب عليه أن يتماسك ويقاوم هذا الشعور ليواصل مسيرته بنجاح، واعترف النجم الإيطالي بأن حالة من الإحباط وشعوراً بالاكتئاب سيطرا عليه بين عامي 2003 و 2004، لكنه تعافى من هذه الحالة، ووصف ذلك بقوله: «إنها الثقوب والفجوات السوداء التي تسيطر على الروح في بعض الفترات، كنت فخوراً بمسيرتي الكروية، ولكنني لم أكن سعيداً على المستوى الشخصي، إنها لحظة مهمة لكي تصبح شخصيتنا أكثر نمواً وتطوراً». واستمر بوفون في الحديث عن نفسه وعن فلسفته في الحياة بعيداً عن الكرة، فقال: «أعاني في بعض الأحيان حينما أحاول أن أفهم نفسي، صحيح أنني أكثر توازناً ونضجاً في الفترة الحالية، ولكن المعاناة مع النفس مستمرة، أقف مع نفسي دائماً، وأحاول أن أحصل على أفضل شيء في الحياة، ليس هناك ما أندم عليه، لقد دفعت ثمن أخطائي في كل مراحل حياتي، وفي جميع الأحوال يمكن القول إن الضربة التي لا تقتلني تجعلني أكثر قوة، ونحن جميعاً نستفيد من الأخطاء ونصبح أكثر نضجاً». التضحية والألم حقق بوفون الكثير من إنجازاته الكروية بعد أن تجاوز 30 عاماً، مما يؤكد رغبته الدائمة في الحفاظ على جاهزيته البدنية والنفسية، دون النظر إلى عامل السن، وهو الآن يبلغ 37 عاماً، لكنه لا يزال متوهجاً متألقاً كعادته، وتحدث بوفون عن السر في ذلك، فقال: «من الناحية البدنية، بدأت في الاهتمام بنفسي بعد أن بلغت الـ 30، إنه أمر يتطلب التضحية للبقاء في مستوى لائق يتجاوز سلبيات التقدم في العمر، صحيح أنه مؤلم جسدياً في بعض الأحيان، ولكن طموح البقاء في حالة جيدة لأطول فترة ممكنة يجعل الشعور بالألم الجسدي يتراجع». بوفون أصبح فعلياً أحد أهم رموز الكرة الإيطالية، ورمزاً تاريخياً لليوفي، حيث لم يرحل عن الفريق بعد قرار هبوطه إلى دوري الدرجة الأدنى على العكس من بقية النجوم الذين قرروا مغادرة النادي والبحث عن مستقبلهم بعيداً عن النادي الذي كان يواجه في هذا الوقت محنة كبيرة، وعلى الرغم من هذه المكانة الكبيرة التي وصل إليها، إلا أن بوفون بتواضعه المعهود قال إنه يتطلع لأن يصبح مثل فرانشيسكو توتي نجم روما، وأليساندرو ديل بييرو أيقونة اليوفي، حيث يمثل كل منهما الرمز التاريخي لفريقه. وتابع بوفون: «في بعض الأحيان، يسأل اللاعب نفسه هل يجب أن أستمر في مسيرتي كما هي أم أقوم بتغيير ما، أم أنه يتعين علي التوقف؟ مررت بهذه الحالة أكثر من مرة، وكان من الوارد أن يتغير شكل مسيرتي الكروية، ولكن الشعور بالانتماء يظل هو الأقوى في مثل هذه الحالات، إنه أمر يكتشفه الشخص في نفسه، والرائع في الانتماء للنادي أنه أمر يروق للجماهير ويلمس مشاعر الجميع». واختتم بوفون: «الآن قد يكون السؤال، هل يمكنني أن أصبح رمزاً مثل توتي وديل بييرو؟ إذا كانت هناك رغبة قوية مشتركة بين اللاعب والنادي للاستمرار معاً تصبح الأمور أكثر سهولة، وتستمر الرحلة إلى أبعد نقطة ممكنة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©