الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

افتتاح الحرم الجديد لجامعة باريس السوربون أبوظبي

افتتاح الحرم الجديد لجامعة باريس السوربون أبوظبي
13 فبراير 2011 22:53
(أبوظبي) - أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أهمية استقطاب الجامعات العالمية، وتوفير الدعم اللازم لها للقيام بدورها المطلوب في الارتقاء بالمنظومة التعليمية في إمارة أبوظبي إلى المستويات العالمية التي تصبو إليها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”. ولدى قيام سموه بافتتاح الحرم الجامعي الجديد لجامعة باريس السوربون أبوظبي في جزيرة الريم أمس، تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، وبحضور دولة فرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا أشار سموه إلى أن افتتاح أفرع لجامعات عريقة قدمت مخرجاتها المتميزة عبر عقود من الزمن وفق أسس تعليمية وأكاديمية راسخة، معتبرة أنها خطوة في الاتجاه الصحيح لجعل أبوظبي مركز إشعاع ثقافي وعلمي في المنطقة. وأضاف سموه أن التحديات المستقبلية التي تصاحب عملية التطوير التي تشهدها إمارة أبوظبي كبيرة ومتعددة وهي بحاجة إلى قيادات وكفاءات مؤهلة وقادرة على خوض غمار تلك التحديات، وتحويل الخطط الطموحة إلى واقع عملي ملموس يعيشه المواطن والمقيم، ويشعر بالفخر والاعتزاز تجاه ما تحقق. وشدد سموه على أن المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المؤسسات التعليمية في إمارة أبوظبي تفرض عليها مواكبة دقيقة للتطورات الراهنة في مجال التعليم، كما أنها تتطلب تضافر كافة الجهود من قبل بقية المؤسسات والفعاليات المجتمعية باعتبارها شريكة استراتيجية في تحقيق المبادرات التعليمية. وحضر الحفل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة، ومعالي حميد محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم، ومعالي محمد أحمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي، ومعالي فاليري بيكريس وزيرة التعليم العالي في فرنسا، ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، والدكتور سعيد حمد الحساني وكيل وزارة التربية والتعليم، والدكتور عبد الله الخنبشي مدير جامعة الإمارات، والدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، والدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا والعديد من الأكاديميين ومديري المؤسسات التعليمية والاجتماعية المختلفة إضافة إلى عدد من السفراء العرب والأجانب والمدعوين وأولياء الأمور والطلبة وأبناء الجالية الفرنسية. جامعة للنخبة وأشار دولة فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي في كلمة خلال الحفل إلى أن جامعة السوربون أبوظبي ستتمكن بما توفره من إمكانات مادية كبيرة من أن تصبح إحدى جامعات النخبة في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا مؤكدا أن أمام الطلبة فرصة استثنائية للالتحاق بهذه الجامعة والدراسة فيها. وأشاد بالعلاقات التاريخية بين الإمارات وفرنسا، خاصة في المجالات الثقافية والتعليمية التي تشهد على تطورها الجامعة ومتحف اللوفر وغيرها من الأنشطة الثقافية والتعليمية الأخرى مشيرا إلى مشروع تربوي سياسي اقتصادي حيوي تتم مناقشته منذ حوالى عام بين المسؤولين في البلدين بالتعاون مع جامعة بيير وماري كوري ويرتكز أساسه على توسيع فكرة التعليم الذي تقوم به الجامعة ليشمل آفاقا جديدة في مختلف العلوم. جسر للتبادل الثقافي والعلمي ألقى معالي الدكتور مغير خميس الخييلي كلمة افتتاحية قبل ذلك قال فيها: إن المتأمل في التطور الكبير الذي تشهده إمارة أبوظبي في شتى المجالات الحياتية وسعيها إلى التحول بخطى واثقة نحو الاقتصاد المعرفي القائم على الابتكار وإنتاج المعرفة عبر رؤيتها الاقتصادية 2030 سيجد أن الخطوة الرائدة بافتتاح جامعة باريس السوربون أبوظبي “إنما هي جزء أصيل من تلك الرؤية” التي باتت تتحقق شيئا فشيئا أمام أنظار العالم. وأشار إلى أن الجامعة بدأت تنساب في كيان المجتمع الإماراتي لتحدث النقلة المنشودة، وأنها ستمثل بعراقتها منعطفا مهما في مسيرة التعليم في إمارة أبوظبي وستلقي بظلالها على أجندة التعليم في الشرق الأوسط، حيث سعى مجلس أبوظبي للتعليم لتحقيق تطلعات حكومة أبوظبي في مجال التعليم عبر إطلاق خطة استراتيجية تسعى للارتقاء بجودة التعليم العالي إلى المستويات العالمية، ومواءمة التعليم العالي مع الاحتياجات الاجتماعية، والثقافية والاقتصادية للإمارة إضافة إلى إقامة نظام متكامل للبحث العلمي وإتاحة الفرصة أمام الطلبة المؤهلين للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي. وأوضح معاليه أن ذلك يأتي حرصا على إعداد أجيال تتميز بأعلى المستويات العلمية لتتبوأ مراكز قيادية في المستقبل وتمضي بمسيرة التنمية إلى مزيد من التقدم بثقة واقتدار، وانطلاقا من ذلك كله فإن العمل يتم بتفاؤل لكي تكون جامعة السوربون أبوظبي جسرا للتبادل الثقافي والعلمي بين مختلف الحضارات والثقافات وحلقة الوصل بين الشرق والغرب، ورافدا قويا للتراث المعرفي ،ومنبرا يجسد مفاهيم التكامل بين الحضارات، ويسهم في إرساء معاني الانسجام والتعاون بين مختلف الأجناس. مهن المتاحف وأكد البروفيسور جورج مونلييه رئيس جامعة باريس السوربون في كلمته خلال الافتتاح على ضرورة المساهمة في وضع لبنة في صرح البناء الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي للمستقبل في عهد ما بعد البترول من خلال تقديم تعليم فرنسي متميز يندمج في الخطة التنموية العامة لإمارة أبوظبي لتمكينها من تأهيل القيادات والكفاءات لمواجهة التحديات القادمة. وأضاف أن الجامعة ستواصل إحداث وتطوير برامج الماجستير المهنية المحددة والخاصة لتلبية احتياجات الإمارات مثل ماجستير “مهن المتاحف”، كذلك هناك نية في التعاون بين سوربون أبوظبي، وجامعة بيير وماري كوري لإدخال برامج للدراسات العلمية البحتة كالرياضيات والعلوم ، وبذلك ستكون السوربون جامعة كبرى متكاملة ونموذجا عالميا يقتدى به في المنطقة. وفي ختام الحفل قام سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان ودولة فرانسوا فيون بالتوقيع على اللوح التذكاري، وتبادلا الهدايا التذكارية ثم قاما مع الحضور بجولة في بعض أقسام الجامعة، خاصة المكتبة التي تضم أكثر من 200 ألف عنوان في مختلف فروع المعرفة والموضوعات التي يتم تدريسها للطلبة. خصوصية المجتمع أكد البروفيسور ديكارا مدير جامعة باريس السوربون أبوظبي لـ”الاتحاد” أهمية هذا الحدث الذي يجسد قيمة ومكانة الجامعة التي أصبحت جامعة “محلية” تراعي خصوصية المجتمع الإماراتي وتعمل في الوقت ذاته كجسر للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب حيث تضم الجامعة 620 طالبا وطالبة يمثلون 60 جنسية عربية وأجنبية، وبينهم 30 في المئة من المواطنين والمواطنات، وتمتد مظلة “سوربون أبوظبي” لتشمل طلبة من الصين والهند وكازاخستان وشمال أفريقيا وأميركا الشمالية وأيضاً الجنوبية ودولاً أوروبية أخرى، ويشكل الطلبة القادمون من شمال المغرب العربي أغلبية في الجامعة حيث يتصدرهم طلبة المملكة المغربية ثم الجزائر ثم تونس ودول أخرى في الشرق الأوسط، إضافة إلى طلبة من السعودية وقطر. وأوضح أن الحرم الجامعي الجديد يمثل نقلة نوعية بكل ما تحمله الكلمة من دلالات حيث يستوعب الحرم 2000 طالب وطالبة ويضم منظومة واسعة من المختبرات والمكتبات والمسارح والقاعات الدراسية المجهزة ومجمعاً للأنشطة الرياضية الطلابية، ويوفر للطلبة بيئة عالمية في التعليم والإبداع والتواصل الحضاري مع مختلف المجتمعات، بالإضافة إلى وجود سكن داخلي يستوعب 500 طالب وطالبة في مباني منفصلة تراعي الخصوصية المجتمعية. التنمية المستدامة وأكد أن تخصص القانون يحظى بإقبال كبير من جانب الطلبة، تليه برامج مثل العلوم السياسية والاقتصاد والإدارة، وتمثل هذه البرامج مع القانون إجمالي 50 في المئة من نسبة الإقبال الطلابي على الالتحاق بها، تليها برامج أخرى في اللغات والإدارة والإنسانيات والحضارة، بالإضافة إلى برامج متميزة في الأدب الفرنسي والفلسفة وتدريس اللغة الفرنسية في برامج مكثفة. وقال ديكارا إن الفترة المقبلة ستشهد تدشين عدد من البرامج الدراسية في مقدمتها ماجستير التنمية المستدامة والذي سيتم طرحه بالتعاون مع أكاديمية “هيج” للقانون في أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى ماجستير آخر في إدارة المؤسسات الفنية من المسارح والمؤسسات الموسيقية وغيرها، وتتكامل هذه البرامج مع برامج أخرى في الماجستير والبكالوريوس وتشكل جميعها ركائز استراتيجية التطوير في الجامعة. توطين التدريس وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد ابتعاث دفعات طلابية من المواطنين الحاصلين على الماجستير لاستكمال درجة الدكتوراه في جامعة سوربون باريس بحيث يعود هؤلاء الطلبة بعد تخرجهم للعمل في جامعة باريس السوربون أبوظبي، ومن المتوقع أن يشكل هؤلاء نواة أساسية لأعضاء هيئات التدريس المواطنين الذين سيكونون داخل القاعات الدراسية خلال الفترة المقبلة بدلاً من الأساتذة الحاليين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©