الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإرهاب في بريطانيا... والحاجة إلى استراتيجية شاملة

الإرهاب في بريطانيا... والحاجة إلى استراتيجية شاملة
13 نوفمبر 2007 22:12
حتى عهد قريب كانت الحكومة البريطانية ترفض الاعتراف بوجود وكالة المخابرات الداخلية ''إم آي ''5؛ أما اليوم، فقد أضحت خطابات رئيس الوكالة أمرا ضروريا يمليه الواقع، هذا الأسبوع، أشار رئيس ''إم آي ''5 ''جوناثان إيفانز'' إلى أن الوكالة تسعى إلى توعية الجمهور بالتهديد الإرهابي، والتشديد على أن عمــــلاء الاستخبـــارات وحدهــم لا يستطيعـــون حل مشكلة التطرف الإسلامي· وقد أعقب خطابَ ''إيفانز'' كشفُ مسؤولين بريطانيين وأوروبيين عـــن مخططـــات بشـــأن تدابير أكثــــر صرامــــة بخصــوص فـــرض القانون· يرى خبراء محاربة الإرهاب أن خطاب ''إيفانز'' ليوم الاثنين كان لافتا لثلاثة أسباب: ذلك أنه رفع أعداد أنصار الإرهابيين النشطاء من 1600 إلى ،2000 مشيرا إلى إمكانية وجود ما قد يصل إلى 2000 شخص آخر مجهول يتعاطفون مع الإرهابيين؛ وحذر من أن المشكلة لم تبلغ بعد أوجها؛ وألمح إلى أهمية تفهم الجمهور للجهود التي تبذلها وكالة ''إم آي ·''5 وفي هذا السياق، يقول ''بيتر نومان'' -الخبير في الإرهاب بمؤسسة ''كينجز كوليدج'' في لندن- معلقا: ''إن المسؤولين الأمنيين غير سعداء، لأنهم يعتقدون بوجود تهديد حقيقي، إلا أن لا أحد من الجمهور يشاطرهم هذا الرأي''· وكما يبدو محاولة لإبراز حقيقة هذا التهديد، اعتقلت الشرطة 14 جزائريا وتونسيا الثلاثاء في عملية لمحاربة الإرهاب شملت عددا من دول الاتحاد الأوروبي، وقادتها السلطات الإيطالية· وحسب الشرطة، فقد تم اعتقال شخصين في بريطانيا بتهمة تزوير الوثائق بهدف تسهيل الدخول غير القانوني لانتحاريين إلى إيطاليا بغرض إرسالهم إلى العراق وأفغانستان· وحسب ''بوب أيارز'' -الخبير الأمني بمؤسسة ''كاثام هاوس''- أن من بين الأمور المهمة التي كشف عنها خطاب ''إيفانز'' أن عدد الأشخاص الذين يتبنون هذه القضية (الإسلامية الإرهابيــة) في بريطانيا في تزايد كبير، كما يرى ''أيارز'' أنه كان من الخطــأ الاعتقــاد بــأن المتشددين قد هُزموا فقط بالنظر إلى سلسلة الإدانات الإرهابية الأخيرة، وعدم وجود مؤشرات كافية على أي مخطط حالي خاص، إذ يقول: ''إن حقيقة أنهم لم يقوموا بأي عمليات مؤخرا أمر لا يبعث على الارتياح''· وفي خطابه ليوم الاثنين، وصف ''إيفانز'' الإرهاب بـ''التهديد الأكثر آنية وخطرا'' في تاريخ الوكالة منذ تأسيسها قبل 98 عاما، وأن الإرهابيين يعملون بشكل ممنهج على استهداف الشباب ودفعهم إلى الراديكالية، وتجنيدهم لتنفيذ أعمال إرهابية، مضيفا: ''لقد رأينا هذا العام أشخاصا لم تتعد أعمارهم الخامسة عشرة والسادسة عشرة متورطين في أنشطة لها علاقة بالإرهاب''· ورغم أن التصميم المشتـــرك في القضـــاء على التهديــد الذي ظهر في تفجيرات نظـــام النقــل العمومي في لنـــدن فــــي السابـــع مــن يوليـــو 2005 لم يضعــف، إلا أن ثمــة انقسامــا قويــا بخصوص أفضل الطرق لبلوغ هذا الهدف، فقد اعترف ''إيفانز'' بأن ''هذه ليست مهمة وكالات الاستخبارات والشرطة فقـــط''؛ متحدثـــا عن جهـــد جماعي، والمسؤولية المشتركة للحكومة، والجاليات الدينية، والمجتمع المدني· وتتبنى حكومة رئيس الوزراء البريطاني ''جوردون براون'' مقاربة العصـــا والجزرة؛ حيـــث توجـــد مخططـــات تقضــــي بتسخير ملايين الجنيهات لدعم المسلمين المعتدلين ومساعدة الجاليات على مقاومة الميولات المتطرفة والتصدي لها؛ كما يجري التخطيط لبرنامج وطني يقضي بتدريب الأئمة والخطباء على التفاعل أكثر مع الشباب، وتعليم بعض الأئمة الإنجليزية، وبموازاة مع ذلك، تهيب السلطات بالمساجد إلى الالتزام بعــدد مــن القواعــد والقوانين التي يرتقب أن تنظـــم وتقنن لأول مرة الأنشطة في مساجد بريطانيا الـ1500؛ غير أن ''نومان'' يقول: إن الأموال المرصودة لهذه المبادرات متأخرة أو لم تصل بعد، إن المشكلة تكمن في عدم وجود استراتيجية شاملة؛ وهو ما يؤكده المحللون من أن مركز الأصولية الإسلامية البريطانية انتقل منذ بعض الوقت من المساجد إلى النوادي الرياضية، والاجتماعية، والأكثر من ذلك، شبكة الإنترنت''· لقد تم الكشف في بريطانيا عن بعض تفاصيل سياسة ''براون'' بخصوص محاربة الإرهاب يوم الثلاثاء في الخطاب السنوي للمملكة، ومن ذلك منح الشرطة صلاحية التحقيق مع المشتبه فيهم بعد توجيه التهم إليهم، ومنع الإرهابيين المدانين من السفر إلى الخارج· ومن جهة أخرى، أشارت الحكومة إلى أنها ستمضي قدما في الدفع بتشريع يمنح الشرطة وقتا أطول للتحقيق مع المشتبه فيهم قبل توجيه التهم إليهم؛ والجدير بالذكر أن الفترة القصوى للتحقيق اليوم هي 28 يوما؛ وقد اقترح ''براون'' 56 يوما، غير أن التشريع يرتقب أن يواجه معارضةً قوية في البرلمان· مارك رايس أوكسلي - لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©