الجيش الأميركي يعترف بمقتل 4 جنود في المعارك مع الصدريين

اعترف الجيش الأميركي امس بمقتل أربعة من جنوده على يد متمردي ميليشيا ''جيش المهدي'' التابعة لتيار مقتدى الصدر خلال المعارك التي دارت يومي السبت والأحد الماضيين في بغداد· في وقت اعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جوزف بيدن أن ''جيش المهدي'' قد يخرج منتصراً من المواجهات التي دارت مؤخراً لا سيما أن القوات الحكومية العراقية لم تتمكن من القضاء عليه· وقال بيدن في مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية ''إن واحداً من الأمور التي تثير قلقي هو أن ما حصل يشبه ما حصل مع ''حزب الله'' في لبنان في 2006 حين ذهب الاسرائيليون بكل قوتهم الى هناك، وصمد الحزب وخرج أقوى من المواجهات''· وأضاف ''في هذا المجال يقول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه سيتغلب على جميع هؤلاء المتمردين وعلى الصدر وجيش المهدي، وهذا ما يعطيني الانطباع في الظاهر على الأقل أن الصدر يمكن ان يخرج منتصراً''· وأضاف بيدن ''ما زلنا نحتاج الى معلومات كثيرة عن وقف إطلاق النار، كيف أجري التفاوض في شأنه، هل منيت الحكومة المركزية والمالكي والعسكريون بخسائر فادحة، أم الصدر؟''· وأعلن من جهة ثانية أن لديه انطباعاً بأن الولايات المتحدة لم تضطلع بدور بالغ الأهمية في التفاوض حول وقف إطلاق النار، وثمة أسباب تحمل على الاعتقاد انه حصل في إيران وعبر الإيرانيين، مؤكداً أن الادارة لم تطلعه شخصياً على الأمر· وكان المالكي أمر الاسبوع الماضي بشن عملية ضد عناصر الميليشيات في البصرة جنوب بغداد· ومن دون أن يسمي ''جيش المهدي''، تعهد بالقضاء على المجرمين الذين يبثون الرعب بين المدنيين· وامتدت المعارك الى المناطق الأخرى في جنوب العراق وبعدها الى بغداد، حيث كانت معاقل ''جيش المهدي'' مسرحاً لمواجهات عنيفة، حيث أفادت الأرقام الرسمية انها أسفرت عن 461 قتيلا على الاقل وعن اكثر من ألف جريح· لكن المالكي أمر امس الاول بوقف الاعتقالات التعسفية لعناصر الميليشيات، وشكر منافسه الصدر لتقيد رجاله بأوامره وتسليم السلاح· وقال بيدن ردا على سؤال عن رأيه في تصريحات الرئيس جورج بوش الذي وصف الهجوم على البصرة بأنه لحظة حاسمة للعراق واختبار لحكومة المالكي ''عندما يتحدث الرئيس عن لحظة حاسمة، هذا يحمل على الاعتقاد بأن المسؤول الديموقراطي في بغداد قرر القضاء على تصرفات أشرار الحركة الشيعية والتقدم مع قوات الديموقراطية لمواجهتهم، لكن الأمور لا تجري على هذا المنوال هناك''· وسيرأس بيدن الثلاثاء المقبل جلسة استماع مع السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر وقائد القوات الاميركية الميدانية الجنرال ديفيد بترايوس حيث قال ''سنطرح سؤالين اساسيين·· ماذا أنجزنا من خلال إرسال تعزيزات؟ والى أين نذهب الآن، على مستوى الالتزام الاميركي والسياسة الاميركية لتحقيق نجاح في العراق؟''· في وقت جدد بوش من بوخارست دفاعه عن الحرب وقال ''إن زيادة القوات الأميركية هناك أسفر عن تحسن أمني ملحوظ لكن مازال هناك قتال عنيف ينتظرنا''· ورأى النائب أسامة النجيفي أنه يعتقد أن العمليات التي جرت في البصرة افتقرت للتخطيط المسبق ونفذت بشكل متسرع· وشدد على أن التوقيت الذي اختير للعملية وكذلك الطريقة التي أديرت بها كانا خاطئين· وأقر وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي بأن قواته واجهت مقاومة أكثر ضراوة مما كان متوقعاً· فيما قال مسؤولون في القوات المتعددة انهم كانوا يعتقدون أن الحملة لن تطلق قبل يونيو· وكشفت تقارير إخبارية عن أن مبعوثين عن المالكي التقوا مع الصدر سراً في إيران تحت رعاية قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، واتفقوا على التهدئة وهو الأمر الذي يعزز مجدداً موقع ونفوذ إيران على الساحة العراقية·