الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأمن بوابة النهضة الاقتصادية

الأمن بوابة النهضة الاقتصادية
13 نوفمبر 2007 05:05
''كردستان·· طائر الاستثمار المحلق في سماء العراق الملبدة بالغيوم'' · اكتشفنا هذه الحقيقة في الطائرة المتجهة من دبي إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان· على متن الطائرة وجدنا أن اغلبية الركاب من اصحاب البشرة الآسيوية من الصينيين والكوريين الذين يعملون في شركات الاتصالات والتجارة ورجال أعمال أكراد قادمين عبر ''الترانزيت'' من الصين، وفنيين من أميركا وأوروبا، لنكتشف أن هناك من يذهب ليضخ اموالا في الاستثمارات وسط لهب النيران بالعراق حيث توجد بقعة ليست هادئة فحسب بل جاذبة للاستثمار· خلال العامين الأخيرين أصبح مطار أربيل الصغير يستقبل مئات المستثمرين والفنيين والمتخصصين في كافة المجالات يومياً ، بينما اختفت البزات العسكرية التي كانت تملأ اركانه سابقاً حين كان قاعدة عسكرية في عهد صدام حسين، مشهد الحركة في المطار المتواضع أفضل مرآة للتغير الذي شهده إقليم كردستان منذ ،2003 ودليل ذكاء الأكراد في استثمار الأمن الذي صنعوه لجذب الأموال والاستثمارات وتحولهم من ''مقاتلي الجبل'' إلى ''مقاتلي التنمية''، ولكن هـذه الصـورة لا تكتمل بسبب الفساد الذي ينخر في مؤسساتهم بعد أن خطفت ''نداهة'' الثراء السريع المسؤولين الأكراد· في شوارع أربيل والسليمانية تنتقل عيناك يميناً ويساراً بين المباني الجديدة حيث لا تكاد تدخل شارعاً إلا وتبصر أبنية حديثة تقام على جانبيه لأغراض سكنية أو مكتبية أو لمركز تجاري متعدد الأغراض· وإذا ما خرجت قليلا إلى أطراف أربيل تشاهد المجمعات السكنية التي تحتل أراضي واسعة وتبنى وفق أحدث المواصفات، حيث يلفت نظرك المدن الجديدة التي تحمل أسماء أجنبية مثل القرية الإيطالية، والمدينة البريطانية، وبارادايس، أي (الفردوس)· وفي الفندق تجد صعوبة في الحجز وتواجه ارتفاع الأسعار بسبب زيادة عدد القادمين من رجال الأعمال من الدول العربية وتركيا وإيران والدول الأجنبية إما لعقد اتفاقيات اقتصادية أو لمتابعة مشاريعهم القائمة، أو للبحث عن فرص استثمارية جديدة في الإقليم· جنة الاستثمارات يصف رئيس هيئة استثمار إقليم كردستان هيرش محرم محمد شمال العراق بانه ''منطقة عذراء استثمارياً''· ويقول إن الاقليم يحتاج كافة الاستثمارات من بنية تحتية وطرق ومستشفيات ومدارس وخدمات صحية واتصالات وفنادق ومصانع ·· الخ· ويشير وزير التجارة في حكومة إقليم كردستان محمد رؤوف إلى أن ''الفرص الاستثمارية تراكمت في العراق عامة وكردستان بشكل خاص بسبب إهمال النظام السابق من 1980 إلى ،2003 حيث لم يقم بأية مشروعات في البنية الأساسية بسبب دخوله في حرب تلو الأخرى، وتسبب في تراكم 20 سنة من التأخر''· ويضيف رؤوف ''تظهر اليوم فرص استثمارية لأكثر من 30 سنة، فأربيل اليوم والمناطق الجديدة والتطور العمراني كلها مشروعات خاصة، بينما لم يبن في أربيل خلال الثلاثين عاماً السابقة حتى 2003 سوى مستشفى صدام حسين· والتي غيرت حكومة إقليم كردستان اسم المستشفى إلى ''رزكاري''· وتحاول حكومة كردستان العراق توفير المناخ الاستثماري الملائم لجذب الاستثمارات حيث يؤكد وزير التجارة أنه تم وضع البنية الأساسية من القوانين لجذب المشروعات في كافة المجالات، ويقول إن ''هناك عدة عوامل أدت إلى حدوث الازدهار والتطور الاقتصادي والتجاري في الإقليم أهمها: المناخ الاستثماري الجديد بعد إصدار قانون الاستثمار الذي يمنح مزايا وامتيازات جيدة للمستثمر الأجنبي· وهناك أيضاً الفرص الاستثمارية العديدة من بنية أساسية ومجالات عديدة للاستثمار في قطاعات حيوية كالزراعة والصناعة والصحة والتعليم وغيرها'' ومن القوانين المهمة التي أقرتها حكومة الإقليم لجذب الاستثمارات الأجنبية الإعفاء من الضرائب لفترة زمنية تصل مدتها إلى عشرة أعوام وإمكانية الرحيل مع الأرباح دون اقتطاعات· كما أن الارتباط المباشر بين مطار أربيل وعدد من عواصم الدول المهمة غير البعيدة مثل اسطنبول ودبي وفيينا من خلال شركة ''كردستان إيرلاين'' يساعد على سهولة التحرك إلى كبرى مدن الإقليم· ووفقاً لوزير التجارة فإن هناك اليوم 5800 شركة مسجلة في إقليم كردستان العراق من بينها 770 شركة أجنبية تمثل الشركات التركية نحو 75% منها· ويوضح رئيس هيئة الاستثمار أن حجم الاستثمارات الأجنبية التي تم انجازها في الاقليم بلغ 3 مليارات دولار، ولكن حجم الاستثمار الذي دخل الاقليم لا يزيد على نصف مليار دولار حتى الآن· وأشار إلى أن هناك شركات كبرى تعمل حاليا في الإقليم منها شركة ''اوراسكوم'' التي تنشئ مصنعاً كبيراً للأسمنت وإنشاء الجامعة الأميركية والفنادق الكبرى· وأكد رئيس هيئة الأستثمار أن كافة أنواع الاستثمارات مرحب بها، ولكن ''في الوقت نفسه فإن حكومة الإقليم لديها أولويات تتعلق بمشروعات البنية التحتية''، مشيرا إلى أن ''وزارة التخطيط في الإقليم تقوم بمهمة وضع الخطط الاستراتيجية للإقليم والقسم الأعظم من المشروعات ينفذه القطاع الخاص''· وأوضح أنه ''خلال عامين ستقوم حكومة الإقليم بإعاة النظر في قانون حوافز الاستثمار، خاصة فيما يتعلق بالامتيازات التي تقدم للمستثمرين في القطاع الفندقي''، لافتا إلى ''أن القانون الاستثماري الحالي يعطي من يبني فندقاً حق تملك الأرض، ولكن فيما بعد قد يعدل القانون ولن يمنح حق تملك الأرض'' الأمن قاطرة النمو يؤكد رجل الأعمال الكردي ''س·ل'' أن الأمن هو قاطرة النمو في الإقليم، ويعزو ذلك إلى قوة البشمركة في حراسة حدود الإقليم· ويشير إلى أن الحفاظ على ما أسماه ''شبه الدولة'' الكردية في شمال العراق هو ما حافظ على قدرتها على جذب الاستثمارات، ولكنه يستطرد بالقول إن ''مجرد الوجود ضمن خريطة العراق يعوق دون جذب استثمارات ضخمة لخوف الكثيرين من فكرة المجيء إلى العراق''· وأشار وزير التجارة إلى أن عدداً من المستثمرين كانوا يخشون في البداية القدوم إلى كردستان بسبب تواتر اخبار العنف في أنحاء العراق، ولكنهم بعد وصولهم إلى الاقليم اكتشفوا أن الأمن في الاقليم يتيح لاستثماراتهم النجاح· ويقول فلاح مصطفى باقر المسؤول عن العلاقات الدولية في حكومة الإقليم ''لم يكن أمراً سهلا جذب المستثمرين إلى منطقة تشكل جزءا من بلد غارق في الحرب، لكننا ركزنا على نقطتين مهمتين هما ضمان الأمن والاستقرار السياسي·'' ومما يذكر أن حكومة إقليم كردستان العراق أقرت في اغسطس 2007 خطة استثمار بنحو 4 مليارات دولار مخصصة لمشاريع التطور والبنية الأساسية واطلقت حملة إعلامية اطلقت عليها ''العراق الآخر'' في بريطانيا لجذب المستثمرين الأجانب· الباب المفتوح خطت حكومة الإقليم خطوات مهمة تجاه تطوير التجارة الخارجية بعد أن قامت برفع القيود على الحركة التجارية وأصدرت قوانين تشجع الاسثمار في هذا القطاع· وقال وزير التجارة محمد رؤوف إن ''البداية كانت بتحرير التجارة وتوفير الفرص التجارية سواء كانت كردستانية أو أجنبية، موضحا عدم وجود أي قيود على حركة التجارة، ولا تتجـــــاوز التعريفة الجمركية 5 %، وفقا للقانون العراقي، إلا أن هناك مواد أساسية ليس عليها تعريفة جمركية مثل المواد الاستهلاكية والمواد الطبية''· وبالنسبة للمعابر التجارية لكردستان فهي في أم القصر في جنوب العراق، والمعبر التجاري مع الحدود الأردنية والحدود السورية والحدود الإيرانية· كما يعد معبر إبراهيم الخليل أهم المعابر التجارية مع تركيا· كا تأتي المواد الأساسية عبر دبي بشكل رئيسي· وتحدث الوزير محمد رؤوف عن الخطط الاستراتيجية التي وضعتها حكومة الإقليم للاستثمار في المجالات الزراعية والصناعية والسياحية، مشيراً إلى أن الإقليم سيشهد خلال السنوات القادمة نمواً اقتصادياً كبيراً بسبب تدفق عوائد الاستثمارات· فعلى المستوى الزراعي أوضح الوزير أنه وفقا للخطة الاستراتيجية فإن التصدير في المجال الزراعي سيبدأ خلال 5 سنوات، حيث توجد فرص عديدة خصوبة غالبية الأراضي في الإقليم ووفرة المياه خاصة في منطقة شهروزر الخصبة، وإمكانية زراعة العديد من المحاصيل الزراعية خاصة الحبوب والخضار والفواكه· وبالنسبة للصناعة فإن الاقليم - وفقا للوزير- سيكتفي ذاتيا من الإسمنت خلال سنتين وبعدها سيتم بيع الإسمنت لباقي مناطق العراق، حيث إن العراق بحاجة إلى ما بين مليون إلى 3 ملايين وحدة سكنية ويحتاج بالتالي إلى ملايين الأطنان من الأسمنت· ويوجد في إقليم كردستان اليوم مصنعان كبيران للإسمنت و3 مصانع كبيرة تحت الإنشاء· وهناك أيضا استثمارات في البترول والغاز والرخام والمرمر والحديد والمياه المعدنية الصالحة للشرب سواء الجوفية أو السطحية وهناك سعي لتصديرها· وهناك 3,6 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في العراق، حصة الاسد منها لاقليم كردستان العراق في منطقة ما بين أربيل والسليمانية· وبالنسبة للسياحة، يوجد في الإقليم مقومات كبيرة خاصة مع تعدد فصول السنة الأربعة وهناك فرص ذهبية للاستثمار في هذا المجال·· 800 إصدار و2500 صحفي الصحافة الكردية·· البحث عن الحرية عندما وقفنا أمام كشك الصحافة الشهير بجوار قلعة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، أدهشنا عدد الصحف والمجلات باللغة الكردية الموجودة على رصيف القلعة، فمن أين جاءت كل هذه الصحف والمجلات في كردستان العراق؟· نحن في العراق وفي كردستان حيث لا توجد أي رقابة بأي شكل كان على الصحافة والإعلام، حيث بدأت كل مجموعة مهما كانت صغيرة في إصدار صحيفة، ففي محل بيع الصحف تجد دوريات باللغة الكردية وأخرى بالعربية وبالسريانية والتركمانية· تجد نفسك امام مجتمع صحفي غريب يتميز بغزارة الإنتاج ولكنه مازال ضعيفا من حيث المادة الصحفية المقدمة أو الامكانيات في الإخراج الصحفي والطباعة· صحافة تخطو خطواتها الأولى في رحاب الحرية ولكنها لم تتعلم بعد السير بمفردها، فرجال السياسة الحزبيون يسيطرون عليها فيجعلونها من حريتها أداة يتلاعبون بها وبالصحفيين·· فقد كان يقول لنا أساتذتنا في مهنة الصحافة عندما خطونا اولى الخطوات إلى صالات التحرير الواسعة انظر إلى صحافة بلدك تعرف ما هو مجتمعك· وفي كردستان العراق، الصحافة هي مرآة مجتمع مازال يعيش حالة من الترقب، ومازال الأقوياء -بعيداً عن الشعارات البراقة- يتصارعون على الكعكعة، وبالتالي فإن الصحافة هي أداة في صراع تقسيم الكعكعة· 800 صحيفة ومجلة يعمل فيها أكثر من 5 آلاف صحفي بينهم 2500 على الأقل مدرجون في نقابة صحفيي كردستان، 800 إصدار تعكس كافة شرائح مجتمع كردستان، صحافة انتقلت فجأة من التحريض والسرية إلى العلنية ومجتمع رجال الأعمال الجديد والسياسيين الرسميين· وبدأت طفرة العمل الصحفي في إقليم كردستان عقب انتفاضة 1991 التي قام بها سكان الإقليم ضد الحكم البعثي، والحصول على الحكم الذاتي، حيث بدأت المطبوعات الحزبية في الظهور في شوارع اربيل والسليمانية ودهوك· وصدر قانون المطبوعات في 1993 والذي نص على عدم شرعية الرقابة بأي شكل كان، ومنح تسهيلات لإصدار الصحف والمجلات وظهور محطات (F.M) والقنوات التلفزيونية المحلية· وفي إقليم كردستان، لا يجوز حبس صحفي بسبب آرائه أو معتقداته، ويتم فقط تغريم الصحفي في حال إدانته، كما لا يحق للاجهزة الأمنية تفتيش الصحفي أو منزله إلا بأمر من المدعي العام وبحضور ممثل لنقابة صحفيي كردستان· صحافة ''حزبية'' يشير حامد محمد علي عضو مجلس نقابة صحفيي كردستان إلى هيمنة الصحافة الحزبية في كردستان، حيث كانت الأحزاب وخاصة الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني إلى جانب الأحزاب الشيوعية والاسلامية والكلدانية والآشورية هي المبادرة بإصدار الصحف· ويقول إن الأحزاب تتحكـــــــم في 95% من إصدار الصحف والمجلات وقنوات التلفزيون والإذاعات· وهذه السيطرة الحزبية تقود إلى نوع من تقييد حرية التعبير بسبب تقيد الصحفي بسياسات الحزب، ونتيجة أن الأحزاب الكردية تسعى في اللحظة الراهنة إلى نوع من المصالحة وتهدئة الصراعات فيما بينها، فإن الصحفي يجد نفسه غير قادر على نقد أطراف معينة في الحكومة من خارج حزب الصحيفة أو المجلة حتى لا يغضب الحزب الآخر، وكذلك يتقيد في نقد رموز وأعضاء الحكومة من حزبه في صحيفته· وربما حفرت بعض الصحف ''شبه المستقلة'' ثقباً في جدار الحزبية السميك، مثل صحف ''هاولاتي'' والتي تجد فيها أخبارا غريبة عن الصراعات الحزبية الكردية التي لا يتحدث أحد عنها وكأنها غير موجودة· ويؤكد حامد محمد على أنه بعد 2003 بدأ على استحياء الخوض في ملفات الفساد، ولكن مازال الصحفيون في الإقليم يعانون من صعوبة الحصول على المعلومات لاستكمال تحقيقاتهم الصحفية لإثبات فساد بعض المسؤولين· وبسؤاله عن سبب عدم وجود نقد واضح لرئيس الاقليم مسعود بارزاني أو رئيس العراق جلال طالباني أو رئيس الوزراء نيجريوفاني في الصحف، قال حامد إن الأكراد مازالوا يتعاملون مع هذه الرموز السياسية باحترام شديد بسبب مساهماتهم في النهضة السياسية للاقليم، والمساس بهذه الشخصيات سيواجه بغضب شعبي، ولكن ليس هناك رقابة فوقية لمنع انتقادهم· أزمة العمالة الوافدة يشكو ''محمد ·ت'' من أن العمالة الأجنبية استولت على وظائف العمالة الكردية في المشاريع الاستثمارية الجديدة التي يشهدها إقليم كردستان· وبالفعل لا ينكر أحد من المسؤولين ظاهرة ازدياد استقدام العمالة الأجنبية في إقليم كردستان من البنجاليين والنيباليين بشكل خاص سواء للعمل في المصالح الحكومية أو الشركات الخاصة التي يفضل أصحابها استقدام العمالة من الخارج في ظل عدم وجود قانون يلزمهم بتوظيف العمالة من السوق المحلية· ويعتبر الكثيرون هذه الظاهرة تجاهلا متعمدا للأيدي العاملة المحلية التي لا تقل خبرة أو كفاءة عن العمالة المستوردة، وأقل تكلفة في نفس الوقت، محملين السلطات الرسمية مسؤولية التساهل في هذا الموضوع، بعدم إلزام الشركات الأجنبية بإيجاد فرص عمل للمواطنين الأكراد، مقابل التسهيلات العديدة التي حصلت عليها هذه الشركات·وأكد مدير هيئة الاستثمار أن القانون لا يفرض على المستثمر جنسية معينة للعمالة، وأن المستثمرين يحتاجون أحيانا لقوة عمل غير موجودة في إقليم كردستان، معتبراً أن القضية هي عرض وطلب· وأوضح هيرش محمد أن مستثمرا كوريا جنوبيا كان يعمل في مشروع عقاري استقدم عمالة هندية من دبي رغم أن أجورهم أكبر من العمالة الكردية، ولكن السبب في ذلك أن المستثمر الكوري يرى أن إنتاجية العامل الهندي أكبر من العامل الكردي· ويرى أن هذه المشكلة في القيام بمسح شامل للعمالة الكردية ومهاراتها لتوفيرها للمستثمر الأجنبي قبل الوصول إلى الاقليم· دبي العراق أكد وزير التجارة أن دبي هي المثل الأعلى والقدوة في الاستثمار والتنمية بالنسبة لكردستان، مشيراً إلى أنه'' تمت دراسة تجربة دبي ونهضتها الاقتصادية وتطويرها بما يتوافق مع طبيعة البيئة الكردية''· فيما أوضح رئيس الاستثمار أن ''تجربة الإمارات في النمو الاقتصادي والاستثماري كانت من أهم التجارب التي ركز عليها المسؤولون في الاقليم للاستفادة منها''· وقال إن الهيئة قامت ''بزيارات ميدانية للإمارات للقاء شركات ورجال أعمال للاستفادة من خبراتهم في التطوير الاستثماري''· وقال هيرش ''لقد درسنا النموذج الإماراتي ونحاول تطبيقه، وبدأنا تكوين علاقات وثيقة مع الشركات والمستثمرين، ونروج لما يوفره الإقليم من تسهيلات في الأراضي والضرائب لجذب المستثمرين الإماراتيين''، لافتاً إلى أن كردستان تمثل المدخل للاستثمار في العراق· وأشار رئيس هيئة الاستثمار إلى وجود مباحثات عديدة مع شركات خليجية وعربية وأجنبية لجذب الاستثمار إلى الاقليم، موجها دعوته للشركات الإماراتية إلى الاستثمار في كردستان، وأن يقوم رجال الأعمال الإماراتيون بدور المبادرة، مؤكداً وجود فرص استثمارية عديدة في ظل توفر الأمن والاستقرار في الإقليم· صناعة الرخام توجد في إقليم كردستان كسارات عديدة في جبال محافظة السليمانية وأربيل تستخرج منها مادة حجر الرخام بألوان متعددة منها الأصفر والأبيض والأخضر والأحمر والرصاصي والأسود· وتعد تلك الأحجار بكل أنواعها ثروة وطنية، حيث يعتقد البعض أن نوعية الرخــــــام في كردستان تأتي بالدرجة الثانية بعد الرخام الإيطالي· وقال بعض المهتمين إنه يمكن اكتشاف العديد من المواد الخام الطبيعية في الإقليم من خلال إجراء الدراسات والابحاث والمسح الجيولوجي، حيث يمكن استغلال الكثير من تلك الخامات في أغراض التنمية ولإقامة المصانع العملاقة والتي تعتمد اعتمادا كليا على خامات محلية كمصانع الاسمنت والجير والجبس الصناعي ومواد البناء· ولا يزال الكثير من هذه الخامات لم يستغل بعد بالاضافة إلى وجود دلائل على وجود خامات المعادن الفلزية كالحديد والكروم والنحاس والرصاص والزنك وغيرها من المواد الخام الأولية التي مازالت بحاجة إلى دراسات جيولوجية لمعرفة جدواها الاقتصادية والتأكد من احتياطيها التعديني في كردستان·
المصدر: أربيل-السليمانية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©