الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أنقرة: أمستردام عاصمة الفاشية وفلول النازيين

أنقرة: أمستردام عاصمة الفاشية وفلول النازيين
13 مارس 2017 12:25
أنقرة، أمستردام (وكالات) شهدت العلاقات التركية الهولندية توتراً كبيراً غير مسبوق، بعد تصريحات المسؤولين الأتراك ضد أمستردام التي وصفوها بـ«عاصمة الفاشية وفلول النازيين»، متوعدين باتخاذ إجراءات عقابية احتجاجاً على منع دخول وزيرين تركيين لأراضيها، في حين أكد رئيس الحكومة الهولندية بالعمل من أجل نزع فتيل المواجهة الدبلوماسية، وتظاهر العشرات أمام القنصلية الهولندية في إسطنبول مطلقين هتافات ضد «العنصرية الهولندية» حسب وصفهم. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن هولندا «ستدفع ثمن تضحيتها» بعلاقاتها مع تركيا من أجل الانتخابات التي ستشهدها أمستردام الأربعاء المقبل. داعياً المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على هولندا، وقال أردوغان في كلمة ألقاها بحفل توزيع جوائز في مدينة إسطنبول «سنجري التقييمات اللازمة قبل وبعد انتخابات هولندا الأربعاء المقبل وعلى أساسها سنحدد الموقف الذي سننتهجه لأن هذه الحادثة لا يمكن أن تبقى من دون رد». ووصف الممارسات الهولندية تجاه وزراء بلاده والجالية التركية في هولندا بأنها «مظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا» ووصفهم بأنهم «فلول للنازيين»، قائلاً «كنت أظن أن النازية انتهت في أوروبا لكن الحقيقة أنها استيقظت اليوم»، معتبراً أنه «من حق أي وزير تركي الذهاب إلى أي بلد للقاء دبلوماسيي بلاده». مضيفا أن «أحداث الأيام الماضية مظهر لواقعة إسلاموفوبية والغرب كشف بوضوح عن وجهه الحقيقي في الفترة الأخيرة». وأضاف أن الأتراك لن يغادروا هولندا بل ستتوسع الجالية التركية هناك، متعهدا بتعليم السلطات الهولندية «ما هو معنى الدبلوماسية». ورد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على تصريحات أردوغان بوصفها «مجنونة وغير لائقة»، متعهداً بالعمل من أجل نزع فتيل المواجهة الدبلوماسية مع تركيا، والتي وصفها بأسوأ أزمة تشهدها بلاده في سنوات، وأعلن روته أنه أضطر إلى منع الوزيرين التركيين من التنقل داخل بلاده لإجراء حملات دعائية بسبب تهديدات أنقرة بفرض عقوبات ضد حكومة هولندا. وأعرب روتي عن صدمته بمحاولة وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول صيان قايا، الوصول إلى تجمع للمغتربين الأتراك في روتردام بهدف حثهم على التصويت في الاستفتاء المقبل لصالح إجراء تعديلات دستورية في تركيا توسع صلاحيات الرئيس أردوغان، وقال «لا نستطيع أبدا العمل تحت هذا النوع من الابتزاز»، مضيفا «لقد رسمنا خطا أحمر». بدورها، قالت وزيرة الأسرة التركية إن «هولندا ارتكبت جريمة في حق الحريات» بعد أن أجبرتها على الخروج من البلاد ومنعتها من لقاء الجالية التركية ومسؤولين أوروبيين. وأضافت الوزيرة في مؤتمر صحفي عقدته في إسطنبول، إنها تلقت معاملة «غير إنسانية» من قبل السلطات الهولندية «بعد مهاجمة الفريق الصحفي بالكلاب البوليسية والأحصنة». وأشارت صايان إلى أن «الغرب ينتقد تصرفات تركيا بعد ما شهدته من محاولة انقلابية فيما أنهم يمنعوننا من أبسط حقوقنا في بلادهم»، واصفة الإجراء الهولندي بأنه «أمر غير منطقي» بعد أن تم منعها من دخول القنصلية التركية في مدينة روتردام الهولندية وترحيلها إلى ألمانيا. وشددت على أن المعاملة التي تعرضت لها في هولندا أمر «لا يمكن قبوله» بما في ذلك إلقاء القبض على القائم بالأعمال وعدد من الطاقم المرافق للوزيرة وعدم توفير الاحتياجات الأساسية. وكانت الشرطة الهولندية قد أجبرت الوزيرة التركية على النزول من سيارتها وركوب أخرى بعد محاولة سحب سيارتها عبر رافعة لتغادر المكان المكتظ بالمتظاهرين قرب القنصلية التركية في مدينة روتردام برفقة الشرطة بحيث لم تتمكن من دخول مقر القنصلية. إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده ستستمر في اتخاذ إجراءات ضد هولندا إلى أن تعتذر على الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، وحتى الاعتذار لن يكون كافيا. وتحدث تشاووش أوغلو للصحفيين في فرنسا، قبل حضوره لقاء عاما في مدينة متز بشمال شرق البلاد، فقال إن تركيا ستنتظر لترى إذا كانت الدول الأوروبية ستعبر عن انتقادها «للفعل الفاشي» من هولندا، مؤكداً أن تصرفات هولندا ستكون لها عواقب. وخلال اللقاء مع الجالية التركية في المدينة، وصف أوغلو هولندا بـ «عاصمة الفاشية». بدوره وصف متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن «الممارسات الهولندية»، تجاه الوزراء الأتراك، بـ «اليوم الأسود للديمقراطية الأوروبية». وكتب قالن على صفحته بموقع تويتر «المنع الذي فرضته الحكومة الهولندية على الوزراء الأتراك، واستخدامها القوة ضد المتظاهرين السلميين، يعد يوما أسود للديمقراطية الأوروبية». وأعرب عن «أسفه لإلحاق هولندا الضرر بالعلاقات الدبلوماسية القديمة بين البلدين، إرضاءً للعنصريين والفاشيين»، في إشارة إلى خيرت فيلدرز سياسي هولندي يميني متطرف. وفي سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الهولندية أمس، إن السلطات التركية مسؤولة عن سلامة الدبلوماسيين الهولنديين في تركيا، وقالت في بيان «الموقف غير واضح، السلطات التركية مسؤولة عن سلامة البعثة الدبلوماسية الهولندية في تركيا، قدمنا شكوى للسلطات التركية». وكان عشرات الأتراك احتجوا أمس أمام القنصلية الهولندية في إسطنبول، حيث رفع المحتشدون العلم التركي ومرددين هتافات مناهضة للعنصرية الهولندية تجاه وزرائهم، وتمكن أحد المحتجين من نزع العلم الهولندي من فوق مبنى القنصلية واستبداله بالعلم التركي، قبل أن يتم نزع العلم التركي وإعادة الهولندي بعد نصف ساعة. وفي أعقاب ذلك أغلقت فرق الشرطة التركية مبنى القنصلية لدواع أمنية كما أغلقت الشرطة مداخل ومخارج السفارة الهولندية في أنقرة وقنصليتها في إسطنبول لدواع أمنية. فيما رفعت السلطات التركية مستوى تدابيرها في المنطقة من خلال نشر فرق من القوات الخاصة وأخرى تابعة لقوات مكافحة الشغب. وفي هولندا، فرقت الشرطة الهولندية فجر أمس، بالقوة مواطنين أتراكاً تجمعوا للتعبير عن رفضهم منع وصول موكب الوزيرة قايا إلى مدينة روتردام. وتجمع المئات من المحتجين في امستردام، الذين راحوا يلوحون بأعلام تركية مطالبين برؤية الوزيرة التركية. واستخدمت الشرطة الكلاب ومدافع المياه، لتفريق الحشد الذي رشقها بالزجاجات والحجارة. وقال شاهد عيان إن الشرطة ضربت بعض المحتجين بالهراوات. زعيم المعارضة التركية يدعو لتعليق العلاقات مع هولندا أنقرة (وكالات) دعا كمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، حكومة بلاده إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية مع هولندا على خلفية توتر العلاقات. وقال قليجدار أوغلو خلال مشاركته في حفل افتتاح مركز محلي بولاية أضنة جنوبي البلاد، إنه إذا كانت هولندا لا تسمح لوزير الجمهورية التركية بدخول أراضيها، «فإنني أوجه دعوة إلى الحكومة، من فضلكم علقوا علاقاتنا مع هولندا، وسنقدم لكم كل الدعم». وأوضح أن الدبلوماسيين والوزراء لديهم حصانة، وأنه من غير المقبول أن يُمنع الوزراء الأتراك من التوجه إلى ألمانيا أو هولندا. وأكد أن حزبه يرفض هذه الممارسات ويدينها بالأشكال كافة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©