الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القيصرية» وتحفيز المخاض ليسا أفضل الخيارات

«القيصرية» وتحفيز المخاض ليسا أفضل الخيارات
14 فبراير 2012
الأصل في الولادة القيصرية أنها تدخل جراحي اضطراري لا يتم إلا إذا أصاب المرأة الحامل أعراض ولادة مبكرة، أو إذا كان بقاء الجنين داخل الرحم يعرضه هو أو أمه أو كليهما للخطر. ويُفترض في الأطباء أن يلجؤوا أحياناً إلى تحفيز الولادة عندما يسيل الماء من الكيس السلوي للرحم في وقت مبكر من الحمل. لكن واقع مستشفيات النساء والتوليد تغير، وأصبحت كل حامل اليوم تُسأل في أول زيارة لها وقبل أشهر الحمل بكثير ما إذا كانت ترغب في ولادة طبيعية، أو محرضة، أو في ولادة قيصرية اختيارية. هذا الواقع جعل خياري الولادة المحفزة والجراحة القيصرية يطغيان على حساب الولادة الطبيعية، ليس لأسباب موضوعية، وإنما للجوء غالبية الحوامل إلى “أسهل” الحلول و”أكثرها أماناً” بالنسبة لأطباء التوليد، الذين يفضل الكثير منهم إجراء جراحة مدتها ربع ساعة على تكبد عناء البقاء مع الحامل ساعات وساعات حتى تلد بشكل طبيعي، فملازمة الحامل مدةً قد تصل إلى ست ساعات أو أكثر حتى تضع مولودها بشكل طبيعي هو هدر للوقت في نظر بعض الأطباء، كما أن اللجوء إلى الجراحات القيصرية هو في رأي عدد من إدارات المستشفيات والعيادات “خيار عملي” يسمح لها بـ”مساعدة” أكبر عدد من الحوامل على وشك الولادة في وضع مواليدهن. بيْد أن دراستين جديدتين تُفيدان أن هذه الممارسات الأكثر شُيُوعاً في أوساط التوليد لا تُفيد المواليد الجُدد، بل قد تضرهم. هذا ناهيك عن إسهام شق البطون في تقييد عدد الأبناء الذي قد يرغب الزوجان في أن يُرزقوا به، وهو ما يتماشى في نهاية المطاف مع سياسة “تنظيم النسل” المتبعة رسمياً. وقد شككت الدراستان الجديدتان اللتان قُدمتا خلال الاجتماع السنوي لجمعية طب الأمومة والأجنة في صواب وحكمة الاتجاه السائد حالياً في ممارسات التوليد. وشملت الدراسة الأولى 2,560 رضيعاً من المواليد الذين وُلدوا مبكراً، فوجدت أن الرضع الذين وُلدوا بعملية قيصرية قبل بلوغهم 34 أسبوعاً عانوا من مشكلات في ضيق التنفس أكثر بنسبة 30% مما عاناه أقرانهم من الرضع الذين رأوا النور عبر المهبل، وليس عبر شق البطن. وتقول الدكتورة ديان آشتون، نائبة مدير مؤسسة “مارتش أوف دايمز” غير الربحية والتي لم تشارك في الدراسة، “بالرغم من أن الجراحة القيصرية تكون في الكثير من الحالات ضروريةً حرصاً على صحة الرضيع أو الأم أو كليهما، فإن البحث يُشير إلى بعض الحالات التي تكون فيها هذه الجراحات غير مفيدة لبعض المواليد”. وسلطت الدراسة الثانية الضوء على نوع آخر من الولادة وهو الولادة المحفزة، والتي يُلجأ إليها في العادة عندما يتمزق الكيس السلوي. فعندما يحدث هذا، يلجأ الأطباء إلى تحريض الولادة من أجل تسريع وضع المولود وتقليل مخاطر إصابته بأي عدوى، وحمايةً لأعضائه من الاعتلال. ووجد منجزو الدراسة أن 536 من الحوامل اللاتي تمزقت أكياسهن السلوية طُلب منهن الخضوع لولادة محفزة، أو البقاء تحت العناية عن كثب لمدة وصل معدلها إلى 3,5 يوم. وأظهرت هذه الدراسة أن مخاطر الإصابة بعدوى أو ضيق التنفس لدى المواليد الجُدُد في الحالتين كلتيهما (الولادة المحفزة، والبقاء تحت العناية والمتابعة عن كثب) كانت منخفضةً ومتقاربةً. وتعليقاً على هذه الدراسة، قال الباحثون “بالنظر إلى هذه النتائج، اقترحنا أن يُرجح أطباء التوليد اللجوء إلى إدارة الحمل، ومتابعته عن كثب بدل المسارعة إلى تحفيز الولادة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً”. عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©