كلمات خالدة لإبراهيم الفقي

تظل أقوال الكبار وحكمهم عصية على الموت، يموت أصحابها وتظل خالدة، لا تشيخ أبداً، تصلح لكل مكان وزمان، تقهر الخوف بدواخلنا وتسمو بنا فوق أحوال الدنيا ومنغصاتها، وُتقوم اعوجاجات أنفسنا، وتخلصنا من اسوداد أعماقنا. كلمات وحكم وأقوال صيغت لتضمِّد بالقلم ما تنبض به قلوب كتابها كما تضمد جراحنا، عن تجارب وخبرات الحياة نبعت لتروي عطشنا، هكذا هي كلمات من استطاع أن يغير في العالم ويحط أولى لبنة في مجال التنمية البشرية في العالم العربي، تحدث في هذا المجال قبل أن يعرف سبيله إلى هذه الأقطار، حين أطلّ بحديثه من خلال الشاشات وعلى الهواء، كان حديثه طلاسما، كان جديدا، وما برح أن انتشر وغزى العالم، بلّغ أفكاره بعدة ألسن، أتقن النفاذ إلى عمق الناس، طور من نفسه والعالم من حوله، صيته سبق اسمه، ورغم ما وصل إليه بجد وتعب مضاعف ظل إبراهيم الفقي رائد التنمية البشرية ابن البلد الذي يتحدث عنه في كل المحافل الدولية، صان العهد وأنشأ معهدا لتكوين الشباب، سعيدا كان يضرب المثل بتلاحم أسرته، ورياضيا يتحرك بسرعة ولم تثقله السنين بأمراض العصر، كان حريصا رحمة الله عليه على نفسه وجسده وروحه. حزنت كثيرا عند سماع خبر وفاته، حزنت على بناته وزوجته اللواتي كان يتحدث عنهن بشغف وحب، تسرب الألم إلى صدري حين علمت بالخبر، كون بعض أحلامه لم تتحقق إذ صرح لي يوما حين التقيته على هامش محاضرة عن العلاقة الوالدية التي قدمها في الاتحاد النسائي العام أنه يطمح لإنشاء قناة في العين متخصصة في التنمية البشرية، وأحلامه كانت لا حصر لها، رحلت برحيل الفقيد، لكن أقواله ستظل نبراسا يستنار بها، وستظل أعماله خالدة. بعض من أقواله ? لا تغضب لأنك لا تستطيع جعل الآخرين مثلما تود أن يكونوا، طالما عجزت أنت عن تحقيق ما تريد أن تكون. ? الشخص الذي عنده أكثر من بديل لكي يحل مشكلة واحدة عرف الطريق إلى القمة. ? إذا كان هناك من يحبك فأنت إنسان محظوظ وإذا كان صادقاً في حبه فأنت أكثر الناس حظاً. ? “إن الأفكار لها قوة أكبر مما تتخيل .. فهي إما تأخذك إلى السعادة أو إلى التعاسة، وفى كلتا الحالتين، فأنت صانع هذه الأفكار، ولذا لاحظ جيدا فيما تفكر.. لأن أفكارك ستحدد واقع حياتك الآن ومستقبلك غدا.. فكلما كانت أفكارك إيجابية وبناءة، كلما عشت حياة ناجحة وسعيدة.. وكلما كانت أفكارك سلبية، فأنت أبعد ما تكون عن تحقيق أي شيء إيجابي في حياتك”. ? معظم الناس يضيع وقته في التحضير لكي يعيش حياة أفضل، ولكنه لا يعيش هذه اللحظات التي من الممكن أن تكون آخر لحظات حياته. lakbira.tounsi@admedia.ae