مشرف: الانتخابات قبل 9 يناير··ولا موعد لإنهاء الطوارئ

حدد الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف أمس تواريخ حل البرلمان والمجالس المحلية وإجراء الانتخابات التشريعية الجديدة، لكنه رفض تحديد أي موعد لإنهاء حالة الطوارئ المعلنة التي بدأت أسبوعها الثاني أمس وان كان كرر وعده بالتخلي عن منصبه كقائد للجيش قبل تسلم مهام ولايته الرئاسية الثانية بعد حسم المحكمة العليا الطعون بهذا الشأن· وفي أول ظهور أمام وسائل الإعلام منذ إعلان حالة الطوارئ، عقد مشرف مؤتمرا صحفيا سعى خلاله الى تهدئة الرأي العام الداخلي وشرح الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ القرار، مؤكدا أنه لم ينتهك الدستور عبر فرض حال الطوارئ· وأعلن أن الانتخابات البرلمانية ستجرى قبل 9 يناير المقبل بينما سيجري حل المجلس الحالي في 15 نوفمبر الجاري حين تنتهي فترة ولايته كما ستتوقف المجالس الإقليمية الأربعة عن العمل في 20 نوفمبر· وقال إن انتخابات المجالس الجديدة ستجرى في نفس اليوم وأن حكومة مؤقتة ستتولى السلطة من تاريخ حل هذه المجالس وحتى إجراء الانتخابات· وأضاف مشرف ''سأكون واضحا للغاية وستحدد لجنة الانتخابات قواعد اللعبة التي سيلتزم بها الجميع دون تفرقة''· كما أوضح أنه سيبدأ ولايته الرئاسية الثانية كزعيم مدني في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن المحكمة العليا التي أعيد تشكيلها مؤخرا عقب إعلان الطوارئ يجب أن تصادق أولا على إعادة انتخابه· ولم يحدد مشرف متى ستنتهي حالة الطوارئ لكنه دافع عن هذا الإجراء قائلا ''إن من شأن الطوارئ تأمين التحضيرات الجارية استعدادا للانتخابات وضمان اجرائها نزيهة وشفافة الى جانب تقوية الحرب على الإرهاب· وأكد أن ''الطوارئ'' مطلوبة لضمان السلام في باكستان وتوفير بيئة مواتية للانتخابات· وذكر أن هذه الخطوة ''قرص دواء مر يجب أن نبلعه'' ووصفها أيضا بأنها أصعب قرار يتخذه في حياته والسبب هو انقاذ العملية الديمقراطية· وبرر عزل رئيس المحكمة الدستورية العليا افتخار تشودري بأن الصراع بين السلطتين القضائية والتنفيذية نابع من شخص واحد، وأضاف أن الشلل الذي أصاب الأداء الحكومي بسبب التصادم بين القضاء والسلطتين التنفيذية والتشريعية وتدخل القضاة في الشؤون السياسية دفعاه إلى فرض الطوارئ، واستبعد تماما أي عملية لإعادة تشودري و12 قاضيا طردوا من مناصبهم بعد رفضهم تعليق الدستور، وقال ''لقد ذهبوا''· واضاف ''نحن الآن في وضع صعب ولا يمكنني إعطاء تاريخ لإنهاء حالة الطوارئ لانها تسهم في تحقيق فرض القانون والنظام وكفاح أفضل ضد الإرهاب''· وتطرق إلى القيود التي فرضتها الحكومة مؤخرا على وسائل الاعلام عندما منعت بث القنوات الاخبارية المحلية والاجنبية في باكستان، واضاف ''انا مع حرية الإعلام لكن يجب ان تكون هناك رقابة على وسائل الإعلام لمنع تعمد تلطيخ السمعة وتشويه الحقائق ونشر الأكاذيب والإذلال''· وعند سؤاله عن علاقته برئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو قال مشرف إنه ليس بينهما أي مشاكل شخصية، لكنه أنكر أن شعبيتها ارتفعت بسبب تحريضها الدائم عليه· وقال حول تخليه عن منصبه العسكري إنه لا يزال ينتظر أن تبت المحكمة العليا بشرعية فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 6 أكتوبر وأنه سيتخلى حينئذ عن منصبه في قيادة الجيش· ويفترض أن تبت المحكمة العليا قبل 15 نوفمبر في شرعية انتخاب مشرف· وستبقى أمام لجنة الانتخابات فترة تقدر بـ 45 إلى 60 يوما من تاريخ حل البرلمان إلى موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري بالاقتراع العام المباشر والتي كانت مرتقبة في منتصف يناير لتعيين أعضاء البرلمان والمجالس المحلية· الى ذلك، تم رفع حالة التأهب الأمني في إسلام آباد إلى درجة كبيرة بسبب توقع وصول رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو التي غادرت امس إلى لاهور حيث تعتزم تنظيم أكبر تظاهرة من هناك الى العاصمة بعد أن أمهلت مشرف حتى الخميس ليتخلى عن منصبه العسكري وينهي حالة الطوارئ· رايس مرتاحة لتحديد موعد الانتخابات واشنطن - وكالات الأنباء: رحبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس امس بإعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف موعدا لتنظيم الانتخابات البرلمانية، وأعربت في مقابلة مع شبكة ''ايه بي سي'' الاخبارية عن ارتياحها بشأن تصريحات مشرف وتحديده التاسع من يناير المقبل موعدا للاقتراع البرلماني· كما أثنت على الجوانب الايجابية في كلمة مشرف مثل قطعه وعدا بالتخلي عن منصبه العسكري كقائد للقوات المسلحة، وقالت إن هاتين الخطوتين تضعان باكستان مرة أخرى على طريق الديموقراطية· وشجعت مشرف على إنهاء حالة الطوارئ المفروضة في أسرع فرصة ممكنة، وأكدت استمرار دعم واشنطن لإسلام آباد، وأوضحت أن الطريق نحو الديمقراطية ليس ناعما وأنه كان من الجلي للعيان أن الوضع في باكستان لم يكن بالمثالي، في محاولة منها للدفاع عن الاجراءات التي اتخذها مشرف·