مكونات وجبات الموظفين تنعكس على أدائهم في العمل

إن النظرة العامة للمقصف على أنه بقالة يتوفر فيها أنواع كثيرة من المواد الغذائية بصرف النظر عن قيمتها الغذائية نظرة لا وجود لها في أيامنا هذه بعد أن أدركت الشركات التي تفكر في المستقبل أن قوى العمل تنشط وتبدع إذا ما تم تقديم الطعام الرائع في محتواه، اللذيذ في مذاقه · وهذا ما يؤكده مجموعة من المسؤولين في عدد من الشركات الكبرى بقولهم: ''إنه أمر واضح بالفعل، أطعمهم طعاماً صحياً لذيذاً وسوف يصبحون أكثر سعادة وإنتاجية''· فهاهو مقصف شركة ''روجرز ستيرك هاربور وشركائه'' التي تعمل في مجال الهندسة المعمارية في العاصمة البريطانية لندن يقدم لائحة طعام فاخرة تتضمن قطع فيليه محمرة إلى جانب البطاطا المقلية، وسلطة البط الساخنة وكفتة اللحم· وكذلك شركة ''جوجل'' التي يعد مقصفها من أفضل الكثير من المطاعم الكبرى حيث تفتخر الشركة بتقديم سمك السيف المشوي على الفحم ولحم الضأن المحمر المفروك بالميرمية الطازجة والثوم· ومن أشهر مقاصف العمال في بريطانيا مقصف وكالة الإعلام ''موذير'' حيث يتم إرسال قوائم الطعام عن طريق رسائل إلكترونية، والأشخاص من خارج الشركة الذين يمرون عادة من جانبه يعتقدون أنه مطعم من تلك المطاعم المنتشرة في المنطقة وليس بمقصف تابع للشركة· لقد أصبح للمقاصف دور ثقافي أيضاُ لا يمكن إغفاله بأي حال من الأحوال حيث تمثل وجبات الغداء وقتاُ رائعاً وثميناً للالتقاء بالأشخاص الذين لا يعملون ضمن فريق واحد أو إدارة واحدة، كما أنها فرصة لمساعدة الأشخاص الجدد في الشركة على الاندماج· ويشير ''كريستوفر وانجيك'' مؤلف كتاب ''الطعام في العمل'' وهو كتاب نشرته منظمة العمل الدولية، أن الشركات باتت أكثر اهتماماً بما يتغذى به الموظفون لما ينجم عنه حتماً من أن الغذاء الجيد يعني أداء أفضل· ويوضح أن هذا الأمر ينجح أضعافا مضاعفة مع تلك الشركات التي تقع في أماكن بعيدة نائية حيث لا يكون أمام الموظفين أي خيار آخر سوى استخدام مقصف الشركة هناك ومن هنا تظهر أهمية أن تولي الشركات هذا الجانب اهتماما كبيراً· وهناك تصور عام بأن وجبات الغداء الرائعة تحتفظ بها الشركات الغنية والمبهرجة، ولكن ليس الأمر دائماً هكذا حيث قد توجد وهي كثيرة في الواقع مقاصف تضم افخر قوائم الطعام في عدد من الشركات الصغيرة البسيطة·