مليونا سجين في ذاكرة التاريخ

تدخل سجلات ترصد مصير مليوني سجين اسروا إبان الحرب العالمية الأولى من بينهم النقيب شارل ديجول الذي اصبح لاحقا رئيسا لفرنسا سجل ''ذاكرة العالم'' الذي تقوم بتجميعه منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ''يونسكو''· والهدف من اعتراف المنظمة بهذه السجلات هو الحيلولة دون ان يطويها حالة من فقدان الذاكرة الجمعية من خلال الحفاظ على تراث وثائقي انساني يتزامن مع الذكرى التاسعة والثمانين للهدنة التي اعلنت في 11 نوفمبر عام 8191· وديجول والمغني الفرنسي موريس شيفالييه من بين الجنود الذين سجلت القوات الالمانية اسماءهم ومحال ميلادهم والاماكن التي اسروا فيها بدقة في سجلات نظيفة· وقال مارتن مورجير من اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز في متحف اللجنة الذي يضم هذه المجموعة القيمة ''ستحفظ السجلات للأجيال القادمة· إنها رمز للمعاناة حتى وإن بدت باردة على الورق·'' وشكلت اللجنة وكالة اسرى الحرب الدولية في عام 4191 للم شمل من فرقت بينهم الحرب من اسرى حرب ومعتقلين مدنيين واسرهم التي تتلمس اخبارهم· كما زارت عددا كبيرا من السجناء في معسكرات حربية لتفقد احوالهم· ووافقت ''يونسكو'' في يونيو الماضي على ضم سجلات اللجنة لسجل ''ذاكرة العالم'' ووصفتها بأنها شهادة على مدى المعاناة الانسانية خلال الحرب العالمية الأولى وايضا ''شهادة لعمل رائد لحماية المدنيين''· ومن المقرر أن يقام احتفال رسمي في جنيف الخميس المقبل بهذه المناسبة· وقال مورجير ''كانت المرة الاولى في التاريخ التي تجرى فيها مثل هذا النوع من المتابعة· في ذلك الحين كنا نتسلم ألف طلب من الاسر يوميا، مما أبقى 005 متطوع منشغلا''· واحتفظ المتطوعون بقوائم اسماء الاسرى التي سلمتها السلطات الالمانية والمتحالفة في اوروبا وافريقيا وآسيا· وهي مجموعة من 3142 جزءا تغطي الفترة من 4191 إلى 3291· وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان نحو تسعة ملايين رجل قتلوا خلال ''الحرب الرامية لإنهاء جميع الحروب'' وكثيرا منهم في خنادق مخيفة· وتغطي السجلات مليونين من حوالي سبعة ملايين اسير ومعظمهم على الجبهة الغربية· وحفظت سجلات الصليب الاحمر لسنوات في قبو مدرسة في جنيف ويمتد طولها في حالة تجميعها الى حوالي 004 متر، حيث اضرت الرطوبة ببعض منها· وبدأت الوكالة خطة طموح لترميم السجلات وترقيمها بحلول عام 4102 ليتوافق مع الذكرى السنوية المئة لبداية الحرب ونشرها على شبكة الانترنت·