السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهجرة النبوية·· دروس مستمرة تجددها أحداث الزمان

الهجرة النبوية·· دروس مستمرة تجددها أحداث الزمان
2 يناير 2009 02:34
الهجرة النبوية كانت وما تزال لحظة فارقة وواحدة من أهم المحطات في حياة الإسلام والمسلمين فهي باستمرار تتدفق بالمعاني والعبر والدروس· بل تجدد وعينا بأهمية هذه الدروس ونحن نعيش حالات من الصراع لم يشهد التاريخ مثلها· فقد شاء الله تعالـي ان تكون الهجرة النبوية هي الحدث الثاني المهم بعد البعثة النبوية الكريمة ونزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم· وهذه الرحلة المباركة مليئة بالأحداث التي تحتاج لإعادة قراءة ليستعين بدروسها المسلم في هذا العصر حيث تتزايد المخاطر التي تحيق بالإسلام والمسلمين· يكفي ان يتوقف المسلمون أمام واحدة من أبرز عبر الهجرة النبوية ودروسها وهي مواجهة المخاطر التي تجابه المسلمين و الخطط التي تحاك ضدهم· وفي تحليله لهذا الدرس ذكر الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، أن المهاجرين أخذوا يتركون مكة تباعاً، حتى كادت تخلوا من المسلمين، وشعرت قريش أن الإسلام أضحت له دار تحميه، فتوجست خيفة من عواقب هذه المرحلة الخطيرة في دعوة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقررت قتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للقضاء على الدعوة· وخطّط المشركون للقضاء على الإسلام، فماذا كانت عاقبة خططهم التي لم يَنْقُصْها تدبير مدبِّر من البشر، ولم تَنْقُصْها أداة من أدوات المكر، ولم تَنْقُصْها حيلة من حِيَل العقل؟ يقول الله عز وجل: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِين الأنفال: ·30 ولكن باءت خِططهم بالفشل، وأنفذ الله عز وجل حُكْمَه· والمسلمون مطالبون بأن يستفيدوا من هذه العبرة ولو عدنا إلى تاريخ المسلمين مع الإسلام لوجدنا جوانب الدنيا - توقِّع على بيان الله عز وجل: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ ويوضح البوطي أن المقصود بذلك أن الله تعالى رَدَّ عليهم مكرهم بما مَحَقَه· ثم قال: وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ · فليس عند الله مكر يُشْقِي· وليس عنده مكرُ يسيء· وإنما مكر الله عز وجل هو تطهير الأرض من مكر الماكرين· وما تحقق بالأمس لابدّ أن يتحقق اليوم· هذا قانون الله· مَنْ ذا الذي يرتاب في ذلك؟ وهو عز وجل يقول : وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ فإلى أين يَفِرُّون؟ أصحاب الرعونات، أصحاب الطغيان والاستكبار على الله ومن ثَمَّ على عباد الله المؤمنين؟ إلى أين يفرون؟ وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ · هذه الحقيقة لا تَبَدُّل، فهي سُنّة الله عز وجل ماضية في خلائقه· والمسلموم مدعوون الى عدم اليأس من رحمة الله مهما تزايدت التحديات، فلا يمكن لتلك الخِطط وتلك الأنواع من المكر أن تفوز فتتغلّب على دين الله· مَنْ ذا الذي يتصور هذا؟ فدين الله هو الغالب دائماً يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُون هذا قرار الله سبحانه وتعالى· ومن يرتاب في قرارات الله وحُكْمِه فلْيَعُد إلى سيرة الهجرة النبوية- على حد قول البوطي- وينظر في مقدماتها ثم ينظر إلى نتائجها· فقد نَفَضَ المسلمون أيديَهم عن الدنيا وزخارفها ومتاعها ومتاع الغرور كما وصف الله سبحانه وتعالى واتّجه كلٌ منهم إلى ربه وكأنه يقول: وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى · وكانت النتائج أن أعاد لهم الله الوطن الذي سُلب ومعه أوطان كثيرة أخرى· أعاد لهم الله الأموال التي اسْتُلِبَت منهم بل التي تركوها وراءهم ومعهم كنوز من الأموال والـمُدَّخَرات الأخرى، وجعل لهم من هذا الدين شعاعاً كشعاع الشمس يمتد يميناً وشمالاً شرقاً غرباً شمالاً جنوباً في كل أنحاء العالم· وهناك دروس وعبر أخرى من الهجرة، يوضحها الدكتور أحمد الطيار الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر - من أبرزها الثبات والصبر وحسن التدبر· فمن ينظر في قصة الهجرة وترتيباتها، يحس بأبعاد ذلك التخطيط الدقيق الذي سبقه التوكل والعزيمة والامتثال لأمر الله عز وجل ثم تلاه الأخذ بالأسباب· فالهجرة النبوية لم تكن قضية مفاجأة ولا أمرا عفويا، بل كان فيها الإعداد والتنظيم والتخطيط الذي سبقه التمهيد لهذه الهجرة مثل عقد بيعة العقبة، وقيام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، باغتنام مواسم الحج للقاء أهل يثرب ليدعوهم ويهيئهم· هكذا مهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لهذه الهجرة ثم خطط لها لخداع المشركين يوم طلب من سيدنا علي بن أبي طالب البطل المغوار أن ينام في فراشه، فهذه التنظيمات من كتمان تام لخبر الهجرة، واختيار ملائم للتوقيت والخروج في وقت الهزيع الأخير من الليل، كل هذه الأمور تعلم الأمة أهمية التخطيط في حياتها وأهمية التنظيم وأهمية الشورى وأهمية التعاون، ثم العزم والتوكل على الله والصمود في سبيل مرضاة الله عز وجل مهما كانت الصعاب ومهما كانت الكوارث ومهما كانت التحديات· ويتضح حسن التدبير والتخطيط أيضا في تلطفه في الخروج حتى لا يشعر به الراصدون، وسلوكه طريقا غير مطروق كثيرا، واختباؤه في الغار ثلاث ليال، وهي المدة التي يغلب على الظن انهم يطلبونه ثم يتسرب اليأس الى نفوسهم· ويؤكد الدكتور الطيار أن الهجرة كانت لحظ فارقة وبداية عهد جديد لظهور قوة الإسلام وانتشاره بسرعة فائقة، بعد أن مضت عليه 13 سنة، عانى خلالها المسلمون أشد أنواع المعاناة من المشركين وكان الرسول فيها ممنوعا من الجهر بالعبادة، مما اضطر بعض المسلمين الى الهجرة الى الحبشة، ثم بعد ذلك الى المدينة قبل هجرة الرسول· ومن هذه الدروس والعبر التي نحن في أشد الحاجة إليها اليوم تجربة المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين، فهذه التجربة نحتاج إلى تجسيدها في شكل التعاون والتضامن مع إخواننا المسلمين الذين يعانون من ويلات القتل والحصار والتجويع والحروب، وكذلك التضامن مع المسلمين الذين حلت بهم الكوارث الطبيعية من خلال المؤسسات الرسمية التي تقوم بالدعم والإغاثة مثل هيئة الهلال الأحمر، فدرس المؤاخاة خير معين للمسلمين في هذا العصر الذي تشتد فيه التحديات أمام أمتنا من كل صوب· هجرة أم سلمة نموذج للتضحية من أعظم الدروس والعبر التي تجلت في عملية الهجرة، التضحية في سبيل الله، حيث ترك المسلمون الأوائل بيوتهـــــم وزوجاتهم وأموالهم وأولادهم وعشيرتهم مهاجرين إلى الله، وهل هناك أعظم من هذه التضحية في سبيل الدين؟ دلالة على أن الدين والمعتقد أعز وأغلى من كل ما سبق، يضحي المسلم الســـويُّ بكل ما يملك من أجل سلامة دينه وسلامة معتقده، وهذا ما يجب على المسلمين فهمه اليوم وهم يواجهون أشد المؤامرات وأبشــــع الجرائــم المستهدفة لدينهـــم وإنسانيتهــــم وأوطانهم· ويعرض فضيلة الشيخ سامح قنديل نماذج من التضحيات التي بذلها المسلمون أثناء الهجرة، ومنها نموذج أم سلمة التي هاجرت مع زوجها وابنها، وهم أول أهل بيت هاجر، فلما رآه أصهاره مرتحلاً بأهله قالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها! أرأيت صاحبتنا هذه ؟ علام نتركك تسير بها في البلاد فأخذوا منه زوجته، وغضب آل أبي سلمة لصاحبهم فقالوا: لا والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا ! وتجاذبوا الغلام بينهم! وانطلق أبو سلمة مهاجراً وحده إلى المدينة، وحبست أم سلمة عند قومها وأخذ قوم أبي سلمة الولد! وظلت هي وحيدة تبكر ابنها وزوجها لمدة سنة: حتى سمحوا لها بالهجرة، فخرجت بولدها تريد المدينة وليس معها أحد· وفي الطريق لقيها عثمان بن طلحة، وكان مشركاً فأخذته مروءة العرب ونخوتهم فانطلق بها يقودها إلى المدينة، كلما نزل منزلاً استأخر عنها مروءة· فلما وصل قباء قال: زوجك في هذه القرية فادخليها على بركة الله ثم انصرف راجعاً إلى مكة· فكانت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ تقول : والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة· وما رأيت صاحباً قط أكرم من عثمان بن طلحة· قصة هجرة عجيبة، وأعجب منها موقف ذلك المشرك الذي صاحب هذه المرأة المسلمة التي ليست على دينه ليوصلها، وأحسن معاملتها، وغض بصره عنها طيلة خمسمائة من الكيلو مترات قطعها في أيام، ثم عاد إلى مكة دون راحة· إنها سلامة الفطرة التي قادته أخيراً إلى الإسلام بعد صلح الحديبية· صهيب ضحى بكل ماله ليربح دينه تعد هجرة صهيب ـ رضي الله عنه ـ نموذجا آخر من تضحيات المهاجرين في سبيل الله، فعندما أراد الهجرة قال له كفار قريش: أتيتنا صعلوكاً حقيراً فكثر مالك عندنا، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك ! والله لا يكون ذلك ! فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي، أتخلون سبيلي ؟ قالوا نعم ! قال: فإني قد جعلت لكم مالي· فبلغ ذلك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ربح صهيب· لا تحزن إن الله معنا عام هجري جديد يحمل الرقم (1430) نتوقف فيه عند درس يحتاجه كل مسلم، فقد تآمرت قريش مؤامرة كبرى للقضاء على الإسلام، وحشدت لذلك كل طاقاتها، وما تملك من قوى، وشاركها في تآمرها إبليس اللعين الذي تمثل على شكل شيخ من شيوخ أهل نجد! وتنضوي المؤامرة الكبرى على ثلاثة آراء: إما الحبس والتقييد بالحديد؛ وإما الإخراج والإبعاد والنفي والحرمان من العيش في بلده؛ وإما القتل الذي استقر رأيهم عليه بطريقة خبيثة ماكرة، ولكن الله تكفل لنبيه محمد ''صلى الله عليه وسلم'' بأن يحفظه من مكر الكافرين حتى يتم تبليغ رسالة ربه، فلم تتمكن منه قريش في مكة، رغم الجائزة الكبرى التي رصدتها (مئة ناقة) ولم تتمكن منه رغم وصولها إلى الغار ومعهم خبراء من قصاص الآثار· ففي السيرة النبوية لابن كثير ''أن المشركين اقتفوا أثر النبي ''صلى الله عليه وسلم وصحبه''، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ها هنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال''· ولما وقف المشركون على باب الغار، قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه''! فقال له الحبيب ''صلى الله عليه وسلم'': ''ما ظنك باثنين الله ثالثهما'' ؟! لا تخف إن الله معنا''، وفي ذلك يقول الله تعالى (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ، إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ''التوبة:·''40 ذلك أنه ''صلى الله عليه وسلم'' داخل في المعية الإلهية، وهذا ترجمة عملية للآية الكريمة (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)، وقد منح الله سيدنا موسى وهارون مقام المعية الإلهية عندما خافا من بطش فرعون، قال تعالى (قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) ''طه: ،''46 ولما لحق فرعون وجنده بموسى ومن معه وخشي أصحاب موسى من الوقوع في قبضة فرعون ثبتهم موسى ''عليه السلام'' بالمعية الإلهية (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ· قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) ''الشعراء: 61 -·''62 وقد ذكر القرآن الكريم صفات إن تحقق بها عباده دخلوا في المعية الإلهية، ومن ذلك: الصبر على المحن والشدائد والابتلاءات والصعاب التي تعصف بالمؤمن فيصبر ويلتجئ إلى الله تعالى، كما في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) ''البقرة: ·''153 التقوى وتعني امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، كما في قوله تعالى (وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) ''البقرة: ·''194 الإحسان، كما في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) ''البقرة: ·''128 وقوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ''العنكبوت: ·''69 والإحسان مقام يستشعر به المسلم بأن الله يراه ويراقبه، كما في الحديث الصحيح ''الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك''· الالتزام بالشرع الرباني كما جاء في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ، فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) ''المائدة: ·''12 فقد ربطت الآيات الكريمة المعية الإلهية بالتزامهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان بالرسل ونصرتهم والإنفاق في وجوه الخير ابتغاء وجه الله تعالى· وختاماً علينا أن نتأكد أن الله معنا فهل نستشعر هذه المعية الإلهية؟ د·محمد بسام الزين drbassam@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©