السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاروق شوشة: الوطن العربي مازال ينتج نصوصاً متميزة

فاروق شوشة: الوطن العربي مازال ينتج نصوصاً متميزة
11 نوفمبر 2007 01:43
الشاعر فاروق شوشة تمتد رحلته مع الشعر إلى أكثر من 50 عاما أنتج خلالها 18 ديوانا شعريا و14 دراسة متخصصة في اللغة والشعر والثقافة· وحول حياته التي قضاها مع الشعر ومن أجله قال إن نشأته في القرية ودراسته بالكُتاب أثرت على بذور الشعر الأولى لديه وهو يشعر بالحنين الى تلك القرية التي تطل على النيل فتصل بينه وبين بحيرة المنزلة، ''قرية الشعراء'' بمحافظة دمياط، حيث استمع الى الشعر لأول مرة من خلال منشدي السيرة الهلالية وتعرف الى اللغة العربية من خلال الدراسة في الكُتاب التي جعلته مفتونا باللغة العربية· وأكد أن الشعر العربي منذ البدء حتى الآن يربطه خيط حريري لكنه نسيج مفصلي لو انقطع لافتقدنا لغة الشعر، وهي العربية الجميلة· فن لغوي ويقول شوشة إن الشعر فن لغوي لا يمكن الكشف عن كنوزه الا لمن يمتلك ثقافة لغوية، فتلميذ الاعدادية يستطيع قراءة رواية لنجيب محفوظ ولكن خريج الجامعة من الصعب أن يتعامل مع شعر أدونيس، لأن البعد اللغوي في ثقافة شبابنا غائب، وهذا سبب ازدهار شعر العامية اكثر من الفصحى· وأكد ان الاهتمام بالعربية لابد ان يكون في مراحل التعليم المختلفة، وهذا لا يعني ان تشغل الجامعة نفسها بتعليم اللغة العربية وانما يجب ان يكون انشغالها بتذوق جماليات النصوص العربية وتحليلها والمقارنة بينها فضلا عن دراسة النصوص الابداعية الاجنبية· وأضاف انه يكتب شعره بغض النظر عن أي مشاغل خاصة أنه مؤمن باستمرار الشعر فهو قائم بذاته ولن يعوضه شيء ولن يعوق مسيرته عائق حتى لو كنا في زمن الرواية، كما يقال· وقال انه بعد خروجه من الوظيفة امتلك حريته كاملة سواء بالنسبة للكتابة الشعرية أو النثرية، وانعكس هذا على اعتزازه بذاته على المستوى الشعري والأدبي بدءا من ديوانه ''هئت لك'' ثم ''سيدة الماء'' مرورا ''بالجميلة تنزل الى النهر'' وحتى كتابة ''الشعر أولا والشعر أخيرا'' وبين كل هذه المؤلفات خيط دقيق هو الحرية والفرح بالنجاة من سجن الوظيفة· قصيدة النثر وحول عدم اقباله على كتابة قصيدة النثر أكد فاروق شوشة ان كل انسان ميسر لما خلق له فأذنه مسكونة بالموسيقى، ورغم ما في قصيدة النثر احيانا من لغة شعرية وتناولات جريئة ومقتحمة وخيال غير مألوف فإنه يرى انها شعر ناقص ولا يرى فيها الجمال الذي يجده مع الأشعار الواضحة الموسيقية وإن كان يعتبر محمد الماغوط خير من قدم قصيدة النثر ولا يجد من يقاربه في جميع ما كتب· ويؤكد فاروق شوشة أن الوطن العربي ما زال يقدم نصوصا شعرية متميزة، ولا يزال القابضون على جمرة الشعر يضيفون الى انجازاته، ولا يعترض شوشة على التجريب في قصيدة النثر ويرحب بكل كتابة جديدة، فمن حق المبدع أن يجرب ويخرج عن المألوف، وكونه لا يقبل على كتابة قصيدة النثر ليس معناه انه ضد اصحابها، وما يهمه فقط هو استمرار حركة الشعر، وأن يكون له دور رئيسي في حركة الابداع وألا يسكت صوت الشعر أبدا· الشعر والمرأة وقال إن علاقة الشعراء بالمرأة دائمة ولم تنقطع منذ العصر الجاهلي، ولكن نظرة كل شاعر تختلف حسب العصر، فقد رأى الشاعر الجاهلي في المرأة مجرد مفاتن جميلة ورأى فيها الشاعر الحسي وسيلة لممارسة المتعة مقترنة بغيرها من المتع كالشراب والصيد ورآها الشاعر العذري مثالا يقربه من معاني الطهر والشرف والنبل، وعموما فإن الشاعر العربي كان يملأ يومه بالحب· وظلت المرأة هي الشغل الشاغل للشاعر، حيث يبحث عن تفاصيل لقائهما الأول، أما الحب الآن فهو جزء من صخب الحياة ومن معاناة الوجود وبدا هذا في شعر أمل دنقل وصلاح عبدالصبور، والحب في قصائد الشعر الآن معاناة ولن يتاح لأحد طرفيه ما أتيح للمحبين القدامى من فراغ فضلا عن وجود مساحة للصدمات العاطفية والاجتماعية، وأصبحت عين الفتاة الآن على من يستطيع ان يحقق لها بعض الأحلام وعين الفتى على من تدفع به الى الامام· العلاج بالشعر يقول فاروق شوشة إن العرب أول من اكتشف العلاج بالشعر قبل ان يكتشف العلاج بالموسيقى، فالموسيقى كامنة، ومن هنا اقترح ان تستخدم نماذج من شعر صلاح عبدالصبور ونزار قباني وابراهيم ناجي وأمل دنقل في علاج المصابين بأمراض نفسية أو عصبية نظرا لما تتمتع به هذه الأشعار من سهولة اللغة ووضوحها وإمكان النفاذ اليها بلا تعقيد، وقد قرأ هذه الفكرة في كتاب باللغة الانجليزية اسمه ''العلاج بالشعر'' حيث تبين من واقع تجارب عملية أجريت على مرضى نفسيين امكانية استخدام نصوص شعرية في علاجهم خاصة ان هذه النصوص تم استخدامها كوسيلة لاكتشاف ما بداخل عالم اللاوعي وبعد مرور عام من العلاج أصبح عدد من المرضى كتابا للشعر·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©