الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوادر انفراج في ميانمار

11 نوفمبر 2007 01:42
في تطور مفاجئ في مسار الأزمة السياسية في ''ميانمار'' أعلنت زعيمة المعارضة الديمقراطية ''أونج سانج سوكي'' عن استعدادها للتعاون مع الحكومة، بينما أعلن النظام العسكري الحاكم بدوره عبر بيان رسمي أذيع عبر التلفزيون، عن سماحه بلقاء السيدة ''سانج'' بالقيادة السياسية لحزبها، وهو الأمر الذي لم يحدث مطلقاً طوال السنوات الثلاث الماضية على أقل تقدير· وفي بيان نشره ''إبراهيم جمبري'' المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سنغافورة، وردت العبارات التي أعلنت بها السيدة ''سانج'' عن موقفها الجديد بقولها: :''خدمة لمصالح شعبي وبلادي، فإنني أعلن عن استعدادي للتعاون مع الحكومة، حرصاً على إنجاح عملية الحوار معها''· كانت الحكومة العسكرية قد اعلنت مؤخراً عن لقاء رسمي رتب بين مفوضها الجنرال ''أونج كاي سوف'' والسيدة ''سانج'' يوم الجمعة الماضي، وهو اللقاء الثاني من نوعه منذ تعيين الجنرال ''كاي'' في الشهر الماضي· غير أن مسؤولاً رسمياً آخر صرح الثلاثاء الماضي، بأن على السيدة ''سانج'' التخلي عن مناداتها بتشديد العقوبات المفروضة على ميانمار، قبل الاستمرار في أي محادثات لاحقة معها· ورغم محدودية هذه التحركات والخطوات، إلا أنها ربما تشير إلى بدء انفراج سياسي في الأزمة، وإلى اتجاه جدي نحو تحقيق المصالحة الوطنية السياسية فيها، مع العلم أن هذه الأزمة قد ظلت تراوح مكانها منذ عام ،1990 بعد أن تجاهلت الحكومة العسكرية فوز حزب ''سانج'' في الانتخابات، ووضعت ''سانج'' تحت الإقامة الجبرية· هناك من يعتقد أن انقضاض الحكومة الوحشي على المظاهرات السلمية التي قادها الرهبان البوذيون في شهر سبتمبر الماضي، قد أضعفت موقف الحكومة، ما قد يفتح الطريق أمام العودة التدريجية البطيئة للعملية الديمقراطية مجدداً· من بين هؤلاء السيد ''زارني'' -الباحث الأكاديمي الزائر من جامعة أوكسفورد-، فهو يرى أن لا سبيل لإحداث تغيير جوهري في النظام السياسي القائم في ميانمار، دون اللجوء إلى هذا النهج التطوري؛ مضيفا: أنه لاحظ بعض مؤشرات التغيير في سلوك الحكومة نفسها إزاء السيدة ''سانج''، خاصة وأن وسائل الإعلام المملوكة للدولة، درجت على ذكر اسمها طوال السنوات الماضية، محذوفاً منه عن قصد اسم والدها السيد ''أونج سانج'' الذي كان بطلاً ثورياً ومؤسساً للجيش البورمي· أما اليوم فقد عادت وسائل الإعلام هذه لتذكر اسمها كاملاً دون حذف أو نقصان· وأياً يكن المدى الذي سيصل إليه تخفيف حدة التوتر السياسي هذا في بورما، فهو عائد بالدرجة الأولى إلى جهود الوساطة الدولية التي بذلها ''إبراهيم جمبري'' المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ميانمار· وكما سبقت الإشارة من قبل، فقد نشر المبعوث الدولي بياناً صحفياً يوم الخميس الماضي، أعلن فيه عن تأسيسه لما أسماه بعملية سياسية يتوقع لها أن تفضي إلى إجراء حوار بالغ الأهمية بالنسبة لمستقبل البلاد السياسي بين السيدة ''سانج'' والجنرالات الحكوميين· ويبدو أن هذه العملية في نهاية الرحلة التي قام بها ''الجمبري'' إلى ميانمار قد حققت نجاحاً، وقد كلفه هذا النجاح تقديم بعض التنازلات اللازمة للمجموعة العسكرية الحاكمة، بما فيها التعهد أمامهم بمغادرة السيد تشارلس بيتري كبير مسؤولي الأمم المتحدة في ميانمار لبلادهم بنهاية الشهر الحالي· والسبب أنه كان قد أثار غضب الجنرالات بتصريح له في شهر أكتوبر الماضي، عن تدهور الوضع الإنساني في البلاد· كما واجه السيد جمبري مشاقاً عديدة في مهمته هذه، بما فيها منعه من مقابلة ''ثان شوي'' كبير الجنرالات، إلى جانب رفض جميع مبادراته، بما فيها إجراء محادثات مباشرة بين السيدة سانج وممثلين للنظام الحاكم· ليس ذلك فحسب، بل أخضع جمبري إلى محاضرة مذاعة تلفزيونياً، ألقيت عليه من قبل وزير الإعلام البورمي، اتهمه فيها الوزير بالانحياز إلى الغرب وبجهل التاريخ البورمي· إلى ذلك طالبه الوزير ببذل الجهود لإقناع الآخرين بالتخفيف من وطأة العقوبات الدولية المفروضة على بلاده· ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
المصدر: بانكوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©