الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جون بولتون: إدارة بوش في الاتجاه الخطأ عمداً

جون بولتون: إدارة بوش في الاتجاه الخطأ عمداً
11 نوفمبر 2007 01:40
''لقد تعثرت الجهود التي بذلها البيت الأبيض في كبح جموح إيران، بسبب استمرار فشله الدبلوماسي طوال الأربعة أعوام والنصف الماضية· أما سياساته إزاء كوريا الشمالية، فهي ليست سوى احتيال وانحراف خطيرين· ثم إن البيت الأبيض لا يزال يتطلع إلى تحقيق مهمة إحلال سلام مستحيل في منطقة الشرق الأوسط، على حساب اتخاذ موقف ثابت وراسخ ضد مخاطر الانتشار النووي في تلك المنطقة''· من كان يصدق أن تصدر عبارات نارية كهذه في انتقاد إدارة بوش من شخصية مثل ''جون بولتون'' الذي كان يعد في نظر بوش أحد أوفى مؤيديه وأكثرهم ثباتاً في الدفاع عنه في المنابر الداخلية والدولية، بما فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة التي كان يعمل بها سفيراً لبلاده حتى قبل أقل من عام من الآن؟ فعلى رغم نظرة خصوم بوش من الليبراليين إلى ''جون بولتون'' على أنه من أشد الموالين للرئيس والمدافعين عن نهجه وسياساته طوال السنوات الماضية من عمر الإدارة، إلا أنه تحول أخيراً إلى أحد أشد وأقسى منتقديه، سواء كان تعبيره عن موقفه الانتقادي الجديد هذا، عبر ما كتب من مقالات رأي في مختلف الصحف الأميركية، أم من خلال اللقاءات الصحفية التي أجريت معه· غير أن التطور الأهم فيها، أنه وضع آراءه هذه في كتاب كامل خصصه لانتقاد الإدارة نفسها التي ظل من أقوى مؤيديها وأعلاهم صوتاً في صفوف اليمين والمحافظين الجدد حتى إلى وقت قريب· وبالنسبة لشخص قانوني مثله -هرع إلى ولاية فلوريدا في عام 2000 ولم يتوان عن ترك كل ما أمامه، لينضم إلى العراك القانوني الذي نشب حينها بشأن إعادة فرز الأصوات الانتخابية لحملة بوش-، فلا شك أن الشعور بالإحباط إزاء أداء الإدارة الحالية هو ذو طابع شخصي بحت· ومثلما عبر هو بنفسه عن هذا الإحباط بقوله: ''فلم أكن لأقضي 31 يوماً في ولاية فلوريدا عام 2000 لينتهي بنا الحال إلى ما نحن عليه الآن''! وفي الحقيقة، فإن تنامي هذا الموقف الانتقادي لدى ''بولتون''، إنما يعكس شعورا عاما بالملل لدى بعض المحافظين، منشؤه الإحساس بالضعف الذي ألم بالإدارة جراء استمرار الحرب الاستنزافية في العراق، إلى جانب مأخذهم على الإدارة من تخليها عن أهم المبادئ التي كان واجباً مراعاتها لحل الأزمة، بما فيها تبني سياسة أكثر اعتدالاً تقوم على منهج التفاوض· وإلى جانب ''جون بولتون''، هناك نواب جمهوريون من شاكلة ''بيتر هيوكسترا'' من ولاية ''ميتشجان''، من عبروا عن الرأي القائل: ''فإنك ترى مثل هذه الأمور، وهي تحدث عادة في نهاية كل إدارة سد أمامها الطريق وتعثرت مسيرتها، فلا تكون لها من حيلة سوى ما تفعله الإدارة الحالية في مفاوضاتها الجارية مع ''بيونج يانج'' بشأن تفكيك برنامجها العسكري النووي''· يذكر أن ''هيوكسترا'' يعد من أشد منتقدي مفاوضات واشنطن-بيونج يانج· أما النائبة الجمهورية ''إلينا روس-ليهتنن'' من ولاية فلوريدا، فقد نشرت مقال رأي مؤخراً في صحيفة ''وول ستريت'' دعت فيه إلى رفع السرية عن معلومات استخباراتية تفيد عن توجيه إسرائيل لضربة عسكرية ضد موقع سوري في سبتمبر الماضي، ثارت حوله الشكوك في أن يكون موقعاً نووياً تعمل ''بيونج يانج على تزويده بالمعدات والتكنولوجيا النووية التي تلزمه· وقال السيد ''هيوكسترا'' أثناء لقاء صحفي هاتفي أجري معه، إنه سيتابع عن كثب ما تقوم به الإدارة إزاء ''بيونج يانج''، كما سوف أتابع بالاهتمام ذاته ما تفعله الإدارة بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من جهة، وبشأن سوريا من جهة أخرى· غير أن تحول بوش نحو سياسة أكثر براجماتية وواقعية قد ارتبط أو تصادف مع مغادرة عدد من صقور إدارته لمناصب ومواقع مسؤولياتهم التي كانوا يؤثرون من خلالها على عملية صنع السياسات واتخاذ القرارات، مصحوباً بتولي ''كوندوليزا رايس'' لمهام وزارة الخارجية· وبالنتيجة فقد انتقلت بعض الحوارات التي كانت تدور يوماً في أروقة الإدارة خلف الأبواب المغلقة، إلى العلن الآن؛ وقال السيد ''بولتون'' إنه شعر بأنه لا أمل البتة في تصحيح مسار الإدارة، ولذلك فقد آثر التخلي عن منصبه مع تلازم لحظة انتهاء مدة عمله مع نهاية الكونجرس الماضي الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون في أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي· ومما ساعد خطوة التقاعد هذه، أن البيت الأبيض كان قد زكى ''بولتون'' لمدة عام آخر في تمثيل الولايات المتحدة دبلوماسياً في الأمم المتحدة، إلا أن المؤكد أن مجلس الشيوخ الجديد لن يوافق مطلقاً على تلك التزكية· ومضى ''جون بولتون'' أثناء حوار أجري معه مؤخراً في معهد ''أميركان إنتربرايز'' -مؤسسة جمهورية بحثية، عاد إليها مؤخراً- بقوله : ''ولكن الذي تكشف لاحقاً أن الإدارة لم تكن تمضي في الاتجاه الخاطئ فحسب، بل هي قد عقدت العزم فعلاً على المضي في هذا الطريق إلى نهايته؛ لذلك وعندما نظرت إلى أمر بقائي في الحكومة من ميزان الخسارة والربح، فقد أدركت أن بوسعي أن أفعل الكثير وأنا خارجها، خاصة فيما يتصل بمجال السياسات، وهو مجال خلافي الرئيسي معها''· يذكر أن الرئيس بوش كان قد وصف تنحي ''بولتون'' بأنه خطوة محبطة حينها؛ وبالنظر إلى شدة حساسية هذه الإدارة إزاء الانتقادات الموجهة لها، فقد أتضح أن ذلك الوصف كان في محله تماماً· إلى ذلك قال أحد كبار مسؤولي الإدارة -رفض ذكر اسمه-: إن التعليق الوحيد الذي صدر عن بوش عندما ورد ذكر اسم ''جون بولتون'' خلال حوار هو قوله: ''إنه شخصية مثيرة للاهتمام''، ثم سرعان ما تعمد تغيير الموضوع نفسه· كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©