الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جيبس» وآخر يوم بالبيت الأبيض

«جيبس» وآخر يوم بالبيت الأبيض
13 فبراير 2011 21:53
دانا ميلبانك محلل سياسي أميركي في يومه الأخير كمتحدث باسم البيت الأبيض، سُبِق "روبرت جيبس" إلى المنصة الموجودة في غرفة الإيجاز بشخصية متميزة. كانت هذه الشخصية هي الرئيس الأميركي أوباما نفسه الذي كان قد انتهى للتو من إلقاء بيان عن تنحي الرئيس المصري من منصبه. فبدلاً من أن يغادر أوباما إلى جناحه بعد إلقاء بيانه، وقف على منصة الإيجازات ليقول: "من الواضح أن رحيل جيبس ليس هو الخبر الرئيسي اليوم". ثم أضاف: "بعد أن أدليت ببياني عن مبارك، قلت إن الواجب يحتم عليّ القدوم إلى غرفة الإيجازات كي أقول بضع كلمات عن سكرتيري الصحفي بمناسبة انتهاء عمله". وتهدج صوت أوباما -على خلاف المألوف- وهو يخاطب مساعده القديم بكلمة "صديقي"، ويعانقه قائلاً إنه هو الذي ساعده على أن يبدأ خطواته الأولى. وفي إطار رسمي مزين بالصور، وضع أوباما ربطة العنق التي كان قد استعارها، أو على الأصح صادرها، من "جيبس" قبل أن يلقي خطابه الشهير أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 2004. وأضاف أوباما مثنياً على سكرتيره الصحفي: "لم يكن المرء يتمنى رفيقاً يشاركه خندقه أفضل من جيبس". كان أوباما على صواب عندما اختار كلمة "الخندق"، إذ ليست هناك كلمة أفضل منها للتعبير عن العامين اللذين قضاهما "جيبس" متخندقاً في البيت الأبيض، يحارب الصحافة، لدرجة أن فريق المراسلين الصحفيين بالبيت الأبيض تعب من المعارك، وبات يتطلع إلى التمتع بقسط من الراحة، كما أن جيبس نفسه بات مرهقا. وفي نهاية الإيجاز اليومي الذي ألقاه جيبس عقب كلمة أوباما المشجعة، قرأ جدولاً يتضمن عدة بنود عن الأنشطة التي سيمارسها في اليوم التالي، كما جرت العادة أثناء عمله الرسمي. كانت هذه البنود كما يلي: يوم الاثنين سوف يصطحب السكرتير الصحفي السابق بالبيت الأبيض زوجته "إيثان جيبس" إلى المدرسة، وسوف يحاول ممارسة بعض الرياضة في سبورتس سنتر، أو يركب الدراجة إذا ما سمح الطقس. وفي فترة الظهيرة يأمل أن يتمكن من الاستمتاع بنومة القيلولة. وأنهى جيبس جدوله بالقول إنه لا يتوقع أي مناسبات عامة أخرى خلال الأيام المتبقية لنهاية الأسبوع. وبالنسبة لفريق الصحفيين الذين يحضرون إيجازات البيت الأبيض، لم يكن الإيجاز النهائي الذي ألقاه جيبس يوم الجمعة كلمة وداعية حميمة، بقدر ما كان استئذاناً لائقاً من قبل خصم شريف. كان هذا هو الانطباع السائد عن الطريقة التي تم بها إخراج حفل الوداع، ومما ساعد على ترسيخه أن الصحفيين اختاروا -لحسن الحظ- ألا يقدموا لجيبس أمام الكاميرات فطيرة التفاح الفاخرة التي قالوا إنهم أحضروها. وفيما بين الأسئلة عن مصر، قدم بعض المراسلين لمحات عن ذكريات حميمة لهم مع جيبس، بل وذكر بعضهم نكاتاً مرتبطة بالصحافة والصحفيين، وكذلك بعض المواقف الطريفة لهم مع المتحدث الرسمي. فقد قال له جيك تابر" الصحفي بشبكة "إيه بي سي" مازحاً: "قبل أن أوجه إليك آخر أسئلتي في هذه الغرفة، أتمنى لك حظاً موفقاً، وأتمنى أن تقضي وقتاً ممتعاً مع إيثان". ثم أضاف مداعباً: "وأين إجابات كافة الأسئلة التي وجهناها لك من قبل، وقلت إنك ستوافينا بإجابتها فيما بعد؟". ورد جيبس مازحاً وإن حاول أن يكتسي وجهه بلمحة جدية: "سوف يتولى جاي كارني، خليفتي في منصبي هذا الأمر، وسوف يحضر لكم الإجابات التي كنت قد وعدتكم بها". وكان السكرتير الصحفي للبيت الأبيض يحاول أن يتمتع بوقته في تلك المناسبة لأقصى حد، حيث كانت وقفته على المنصة غير رسمية حيث برز طرف من حذائه "الكاجوال" الذي يختلف عن الحذاء الرسمي اللامع ذي الرباط الذي اعتاد ارتداءه دوماً. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعضاً من آثار العامين العصيبين اللذين قضاهما في منصبه كانت تظهر من حين لآخر في ثنايا الحفل. فعلى سبيل المثال تقدم إليه "شب ريد"، مراسل شبكة "سي بي إس"، وقال له في لهجة رسمية بعض الشيء: "أهنئك على أدائك، فقد كان هذان العامان طيبين بالنسبة لك.. مثلما هما طيبان بالنسبة لنا". وقال جيب معقباً على ما قاله ريد، "إنه يحاول أن يلقي إليّ بطُعم". وقالت له "شيريل جاي ستولبيرج"، مراسلة النيويورك تايمز محاولةً إغاظته: "طالما أنك قد أصبحت حراً وسوف يتوافر لك المزيد من الفراغ... فهل سترد على المحادثات التليفونية والرسائل الإلكترونية التي سيرسلها الناس إليك، أم أنك لن تفعل كما كان الحال دائماً". وعندما سأله مراسل "فوكس نيوز" عن عنوان بريده الإلكتروني الشخصي حتى يتواصل معه بعد أن يخرج من منصبه، بدأ جيبس يتهجى ببطء حروف عنوان الإيميل الخاص بخليفته في منصبه "كارني"، ثم توقف في منتصف المسافة وكأنه قد استدرك شيئاً قائلاً: "إني أمزح معكم بالطبع". ومع ذلك فعندما ضغط عليه بعض الصحفيين لتقديم إجابة عن سؤال وجهوه إليه كثيراً، بدأ مرة أخرى يقرأ عنوان البريد الإلكتروني لـ"كارني"، بينما كانت الكاميرات تدور محاولة تسجيل تفاصيل المشهد. وعندما حان وقت مغادرة المنصة في نهاية المناسبة، اغرورقت عينا جيبس بالدموع وهو يقول بصوت حاول أن يجعله جدياً هذه المرة: "أتمنى لكم جميعاً التوفيق". فردت عليه "كارين بوهان"، الصحفية بوكالة "رويترز"، والتي كانت تجلس في الصف الأول: "هل حقاً تعني ما تقول؟". للمرة الأخيرة تجاهل جيبس السؤال -كما كان يفعل في بعض الأحيان- ومضى في طريقه خارجاً من القاعة. ينشر بترتيب مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©