51 قتيلاً بينهم 10 إثيوبيين و100 جريح بمعارك مقديشو

استمرت المعارك العنيفة بين القوات الاثيوبية والمسلحين الصوماليين المناهضين لها في العاصمة الصومالية مقديشو لليوم الثاني على التوالي أمس موقعة عشرات القتلى والجرحى، فيما استبعد أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون نشر قوة دولية لحفظ السلام في الصومال· وذكر شهود عيان ومسؤولو مستشفى ''مدينة'' الرئيسي والعيادات والمراكز الطبية أن 51 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب 100 آخرون بجروح خلال القتال الأكثر دموية منذ عدة أشهر· وأوضحوا أن الغضب استبد بالجنود الاثيوبيين، غداة سحل جثة أحدهم بعد معركة حامية قتل فيها 10 جنود على الأقل، فخرجوا في شوارع المدينة بحثاً عن المسلحين وشرعوا في إطلاق الرصاص على المدنيين دون تفرقة· وتمركزت دبابات اثيوبية في حي بلاك سي وأطلقت النار على مواقع مفترضة للمتمردين، فقُتِل 8 أشخاص بينهم امرأة وابنها جراء سقوط قذيفة دبابة على مدنيين في سوق بكارا· ودمرت قذائف الهاون عدة منازل في أحياء أخرى بعد تجدد الاشتباكات صباح أمس· واكتظت شوارع مقديشو الضيقة بالجثث والجرحى· وقال شاهد عيان يدعى عبد العزيز ''إن الأشلاء ملقاة في الشوارع ولا يمكن جمعها لأن القتال مستمر''· وعثر الأهالي على جثث 9 مدنيين بينهم نساء و3أطفال في حي سوق حولاها وعلى جثث 4 نساء في حي حمر الجديد· وفي نيويورك، أعلن بان كي مون في تقرير بشأن الصومال قدمه إلى مجلس الأمن الدولي أن نشر قوة سلام من الامم المتحدة في الصومال لتحل القوات الإثيوبية والأوغندية ليس ''خياراً واقعياً'' بسبب المشاكل الامنية والسياسية الراهنة· واقترح ''خيارات أخرى'' منها إرسال ''قوة متعددة الجنسيات تتألف من تحالف للبلدان المتطوعة يمكن أن تكون قليلة العدد في البداية ثم يزيد عددها كلما تحقق تقدم على الصعيدين السياسي والأمني ليصل في النهاية الى مستوى يسمح بانسحاب القوات الاثيوبية من الصومال''· وأضاف أنه لا يمكن حتى إرسال فريق تقييم إلى الصومال بسبب غياب الأمن· وحض الحكومة الصومالية على المضي قدما في المصالحة الوطنية، قائلا انها يجب عليها ان تمد يدها لجماعات المعارضة وان تنفذ تعهدات مثل التحضير لانتخابات في عام ·2009 وفي مدينة بيداوا وسط جنوب الصومال، حيث مقر البرلمان الصومالي، حض منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الصومال اريك لاروش النواب على التحرك بسرعة لمنع تفاقم الأزمة الانسانية· وقال لهم ''أريد ان أوضح أمامكم اليوم ان 1,5 مليون صومالي في حاجة الى معونات عاجلة وان عدد النازحين من ديارهم ارتفع الى 850 ألف نازح، علينا ان نكون قادرين على مساعدتهم لكننا نجد صعوبة في الوصول اليهم''·