الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

لانج: أبوظبي نموذج للانفتاح الحضاري وملتقى للثقافة العالمية

لانج: أبوظبي نموذج للانفتاح الحضاري وملتقى للثقافة العالمية
10 نوفمبر 2007 01:41
أكد معالي البروفيسور جاك لانج وزير الثقافة والتعليم الوطني السابق في فرنسا أن إمارة أبوظبي في طريقها لتصبح ملتقى طرق ثقافياً عالمياً بفضل المشاريع الثقافية الجديدة، وذلك بعد أن اختارت حكومة أبوظبي منارتين فرنسيتين بارزتين ''متحف اللوفر وجامعة السوربون'' إلى جانب بعض المتاحف والمعالم الدولية الأخرى لتعطي المثل على الانفتاح الحضاري ''العصرنة'' مع التمسك في نفس الوقت بالتقاليد المحلية والمحافظة عليها· وأوضح في حديث خاص مع وكالة أنباء الإمارات انه كان من المتحمسين لافتتاح لوفر أبوظبي وكذلك جامعة السوربون باريس أبوظبي، مشيراً إلى انه أعرب عن ارتياحه من هذين المشروعين الثقافي والتعليمي خلال لقائه مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث· وأشاد بهذه المناسبة بما لمسه من انفتاح ثقافي واسع لدى سمو وزير الخارجية ومعالي رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وعزمهما وتصميمهما على تنفيذ المشاريع الثقافية التي تخدم الإمارات وتساعد في إرساء السلام الدولي، مشيراً إلى أن أبوظبي مزجت بين الأصالة والمعاصرة· وعن السبب ''في رأيه'' الذي جعل أبوظبي تقدم على مثل هذه الخطوة الانفتاحية في مجال الثقافة والتعليم عبر البروفيسور لانج عن اعتقاده بان لدى حكومة أبوظبي طموحاً ثقافياً وتعليمياً وفنياً لتطوير الإمارة من خلال تنويع الثقافة والتعليم والاخذ بالتعددية في هذين المجالين وعدم الاكتفاء بتجربة واحدة فيهما· وقال إن اختيار منارتين عظيمتين من فرنسا ''اللوفر والسوربون'' يمثل فكرة جريئة وهو دليل ذكاء متقد لدى المسؤولين في إمارة أبوظبي· وأعرب عن سعادته بعد أن زار ثانوية لوي ماسينيون الفرنسية في أبوظبي حيث وجد طلاباً من كل الجنسيات ''كما هو الامر في جامعة السوربون باريس أبوظبي'' يتعلمون اللغات، مشيراً إلى اقتناعه بانهم يمثلون المستقبل لبلدانهم ولذلك فإن أبوظبي بالنسبة لهم تمثل ملتقى طرق ثقافياً عالمياً· وعن المردود الذي ستجنيه أبوظبي من مشروع ''متحف اللوفر'' أكد أن مدينة أبوظبي ستطور نشاطيها السياحي والثقافي وسيكون ذلك بمثابة نجاح كبير· وقال إنه يزور الإمارات لاول مرة بدعوة من معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان ليشكره على دفاعه عن المشروع عندما ناقشته الجهات المختصة في فرنسا ووقف البعض ضده، مشيراً إلى انه جاء ماراً قبل ذلك مع الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران والتقيا لساعات قليلة مع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وصفه بانه ''كان تنويرياً وانسانياً ويلتقي مع ميتران في كثير من الصفات كحب الانسانية والعمل على تطوير مجتمعاتها''· وأكد أن الناس يرون ان هذا الميراث الروحي لزايد مستمر من خلال المسؤولين في أبوظبي ومن خلال المشروعات الثقافية والتعليمية التي يتم تنفيذها· وحول وضع الثقافة العربية في فرنسا أكد الوزير السابق ان هذه الثقافة أصبحت اليوم بارزة اكثر عن ذي قبل حيث تنتشر المكتبات العربية وصالات السينما التي تعرض الأفلام العربية والمعارض الفنية والأسابيع الثقافية العربية· مشيراً إلى ان باريس ساعدت قبل أكثر من عقدين في إنشاء معهد العالم العربي الذي يسهم في تعريف الفرنسيين والأوروبيين عموما وزوار باريس الاجانب بالحضارة العربية الإسلامية· وأكد انه ساهم شخصياً في إنشاء وظائف تتصل باللغة العربية في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية الفرنسية وشجع على تعليم اللغات الحية منذ مراحل التعليم الأولى بما فيها العربية الفصحى· وفيما يتعلق بانتشار الثقافة الأميركية في مختلف أنحاء العالم وهيمنة العولمة· قال إنه لا خوف على الثقافة المحلية للشعوب إلا من المسؤولين الذين يتخلون عن ثقافتهم الوطنية، داعياً العرب بشكل خاص إلى الدفاع عن ثقافتهم وعاداتهم وان يكثروا من الأصدقاء والحلفاء· وأشار في هذا الصدد إلى أن فرنسا صديقة وحليفة طبيعية للعرب الذين اذا ما اتحدوا شكلوا قوة سلام قوية· وأكد ان احد الحلول الممكنة للقضاء على ظاهرة الإرهاب يتمثل في التعليم وفي المشاريع الثقافية التنويرية وهو ما تقوم به أبوظبي وغيرها من المدن والدول في أنحاء العالم، مشيداً في هذا الخصوص بمشروع ''دبي العطاء'' الذي أطلقه مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' لتوفير التعليم لنحو مليون طفل فقير في العالم· وقال إنه فيما يتعلق بإيران والسلاح النووي فإن المطلوب من الجميع البحث عن حل يتمثل في اتفاق عالمي مع طهران يكون ذا طابع اقتصادي سياسي وجيواستراتيجي وغير مفروض من هذه الدولة أو تلك· ودعا بهذه المناسبة دول مجلس التعاون إلى أن تقول كلمتها في هذا الموضوع، والا فإن الحرب ستكون ''كارثية'' على المنطقة وعلى العالم· ''وام'' قسم للفنون الإسلامية في اللوفر كشف وزير الثقافة والتعليم الوطني السابق في فرنسا عن اعتزام لوفر باريس فتح قسم للفنون الإسلامية الراقية خلال العامين المقبلين ليساعد في الفهم الحقيقي للحضارة الإسلامية والدور العلمي الذي قام به العلماء المسلمون في العصور الماضية· فريد من نوعه وصف البروفيسور جاك لانج مشروع ''لوفر أبوظبي'' بأنه مشروع مثالي يعكس جودة العلاقات بين الإمارات وفرنسا حيث نجحت باريس وحكومة أبوظبي في إعداد مشروع حقيقي مشترك يعتبر فريداً من نوعه إذ لن يوجد متحف يضاهيه من حيث المقتنيات التي تمثل كل الحضارات وكل العصور التاريخية والفترة المعاصرة والمجموعات الخاصة بإمارة أبوظبي نفسها· مشيراً إلى أن الزائر سيجد فيه ما لا يوجد في لوفر باريس·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©