بتروشاينا تزاحم الكبار

إذا جاز لنا أن نصدق المستثمرين في شنغهاي فإن ذلك يعني أن قيمة شركة بتروشاينا أصبحت ضعف ما تستحقه شركة اكسون موبيل والتي ظلت تعتبر حتى يوم الاثنين الماضي الشركة الأكبر في العالم لجهة رأسمالها السوقي· وبعد تسجيل بتروشاينــا في الســوق الصيني في ذلك اليــوم فــإن ذلك الســــعر لا يعتبر سوى القيمة التي استقرت عليها الاسهم في ذلك الوقت· ولكن جموع المنتقدين في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية بدأوا يتساءلون بدهشة عن كيف أن شركة لم تنتج سوى ما يعادل 2,9 مليون برميل يومياً من النفط في العام الماضي واستمرت تركز بكثافة على سوقها المحلي يمكن مقارنتها بأكبر شركة نفطية خاصة في العالم درجت على انتاج ما مقداره 4,2 مليون برميل من النفط والغاز يومياً بينما تحظى باعجاب العالم كله لما تتسم به من امتياز وجودة في عملياتها التشغيلية· وأغلب الظن أن عملية تعويم أسهم بتروشاينا في شنغهاي والتي تم التعامل فقط في 2 في المائة من أسهمها بات يعني أن الحسابات الوطنية للقيمة السوقية للشركة بحوالى 1000 مليار دولار أمر يدعو إلى التشكك حيث أن الندرة هي التي أدت إلى هذا التضخم الهائل للسوق· ولكن هذا الأمر لا يفضي مطلقاً أن الأعمال التجارية لبتروشاينا تنطوي على إمكانيات هائلة وبشكل أصبح يحق فيه للشركة ان تنظر بثقة وندية إلى اكسون موبيل ناهيك عن اعتبار نفسها مجرد أحد كبار المنافسين· فعبر مقارنة سريعة لسجل الشركتين الحالي الذي وفرته شركة بي اف سي للبحوث والاستشارات نجد أن اكسون أصبحت تتسم بالقليل فقط من المميزات· ففي خلال فترة السنوات الخمس الماضية تمكنت العملاقة الأميركية من إضافة نسبة 6 في المائة لاحتياطياتها من النفط والغاز بينما نجحت بتروشاينا في إضافة معدل بنحو 19 في المائة· بل إن اجمالي الاحتياطي الذي تتمتع به بتروشاينا قد أصبح أصلاً يعادل الاحتياطي الذي تملكه اكسون موبيل وبات في طريقه لأن يتجاوزه في موعد قريب· إذ أن جميع التقارير أجمعت تفيد بأن شركات النفط الصينية ظلت تستثمر المزيد من الأموال في عمليات الاستكشاف والتطوير وبقدر أكبر مما تنفقه الشركات الغربية· كما يعتقد بأن استكشاف حقل نانبو من قبل شركة بتروشاينا سوف يحمل في طياته كمية بمقدار 11 مليار برميل من النفط ما يجعله أكبر اكتشاف للنفط من نوعه في الصين في عقود عديدة· وإلى ذلك فإن بتروشاينا تمارس معظم عملياتها للاستكشاف في وراء البحار في 12 دولة بمن فيها كازاخستان وفنزويلا التي خرجت منها اكسون موبيل وعبر شركة سي ان بي سي للبحوث والتطوير التي تمتلكها مناصفة شركة بتروشاينا ومجموعة سي إن بي سي وفي ظل ما أصبحت تكتسبه الشركات الصينية من مقدرات تكنولوجية متقدمة وبوتيرة متسارعة فإن أغلب الظن أن المنتقدين سوف يتذكرون ذلك اليوم الذي سخر فيه الناس من فكرة أن شركة تويوتا سوف تطيح في المستقبل بشركة جنرال موتورز وتحتل القمة بدلاً عنها في صناعة السيارات، وهو ما حدث بالضبط في السنوات اللاحقة قبل أن يصبح الأمر اعتيادياً ومتعارفاً عليه· ولله في خلقه شؤون· المحرر mohamed.batta@gmail.com