المياه الملحية تنجح في زراعة المسطحات الخضراء بالسمالية

شهدت جزيرة السمالية التابعة لنادي تراث الإمارات في أبوظبي خلال فصل الصيف الماضي نجاح تجربة استخدام المياه المالحة مباشرة من الخليج العربي وذلك من أجل ري مسطحاتها الطبيعية الخضراء، التي لها انعكاسات إيجابية في حل مشاكل إدارة المياه في دولة الإمارات والمنسجمة مع التوجهات البيئية الحديثة للدولة· وتم خلال هذه التجربة طرح نتائجها الايجابية الناجحة وذلك في المؤتمر الأميركي الدولي لتعمير المسطحات الخضراء الذي عقد في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأميركية في شهر أكتوبر الماضي بمشاركة أكثر من 6500 من العلماء والمهتمين بهذه التكنولوجيا الحديثة، والتي طبقت في أربعة مواقع تجريبية على جزيرة السمالية، حيث برهنت على إمكانية توفير نحو 80% من المياه العذبة لزراعة ونمو الأعشاب والأعلاف والأشجار وفق نظام صحي قادر على التوسع في زراعة النباتات باستخدام المياه المالحة من الخليج العربي· وصرح الدكتور رونالد أنتوني لوكلاند مدير مركز البحوث البيئية بنادي تراث الإمارات ان الإمارات كان لها السبق في أبحاث المياه المالحة وتطبيقها لعقود عديدة، وأن التكنولوجيا الجديدة التي تستخدم المياه المالحة للري الآن ستوفر موارد المياه العذبة التي تستخدم عادة لري المسطحات الطبيعية، إضافةً إلى أن المياه المالحة في الماضي كان استخدامها مقصوراً على أغراض الري في المناطق الساحلية فقط، حيث تزداد المياه المالحة ويمكن تصريفها بعيداً عن طريق حركة المد والجزر، في حين أن تكنولوجيا الري الحديثة التي طورت في الولايات المتحدة الأميركية تعمل بنظام فعال للغاية تحت سطح الأرض، بما يسمح باستخدام المياه المالحة مباشرة من الخليج أو من الآبار المالحة الواقعة في الصحراء من أجل ري المزارع وإنبات الأعلاف· وبين لوكلاند أن استخدام تكنولوجيا الري الحديثة واستخدام المواد النباتية المحلية في الإمارات التي تتكيف مع ارتفاع نسبة الملوحة وطبيعة المناخ الحار، يمكننا من زيادة مساحة المسطحات الطبيعية الخضراء في المنطقة، بطريقة تتفادى أي أضرار بالبيئة· ويشار الى أن نتائج البحث التي تم عرضها على خلال المؤتمر كانت محل اهتمام كبير من جانب المهتمين بشؤون تنسيق المسطحات الخضراء في أميركا، لذا تم تكرار عرض نتائج التجربة الإماراتية في أكثر من يوم من أيام المؤتمر·