سعى الرئيس الباكستاني برويز مشرف امس في اليوم السادس لإعلان حالة الطوارئ الى طمأنة الغرب بشأن اجراء الانتخابات التشريعية لكن بتأخير شهر عن موعدها، أي في فبراير بدلا من يناير، كما وعد بالتخلي عن منصبه كقائد للجيش قبل تسلمه مهام ولايته الرئاسية الثانية· في وقت حذرت الشرطة من أن ''انتحاريين'' يستعدون لتنفيذ اعتداءات في روالبندي بضاحية اسلام آباد، حيث التجمع الحاشد المقرر اليوم بدعوة من رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو التي اعتبرت من جانبها أن تعهد مشرف بإجراء الانتخابات قبل 15 فبراير ضبابي· وقالت في مؤتمر صحافي ''نريد موعدا محددا وبرنامجا زمنيا واضحا للعملية الانتخابية ولاستقالة مشرف من مهماته كقائد للجيش''، وأضافت ''نحن امام اعلان ضبابي جديد·· نريد أن يتخلى عن قيادة الجيش قبل 15 نوفمبر'' (موعد نهاية ولاية البرلمان الحالي والتاريخ المقرر لأداء مشرف اليمين كرئيس في حال صادقت المحكمة العليا على اعادة انتخابه)·
فقد أعلن مشرف امس أن الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في منتصف يناير المقبل ستجري قبل 15 فبراير، وجدد وعده بأن يتخلى عن منصب قيادة الجيش قبل ادائه اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الجديدة لكن من دون تحديد أي تاريخ معين لذلك· وجاء كلام مشرف مؤيدا لما كان أعلنه المدعي العام الباكستاني مالك محمد القيوم بأن الانتخابات التشريعية تأجلت الى فبراير وأن حالة الطوارئ سترفع قبل هذا التاريخ خلال شهر او شهرين وربما في ديسمبر المقبل·
جاء ذلك، في وقت حذرت الشرطة الباكستانية من أن انتحاريين يستعدون لتنفيذ اعتداءات في روالبندي، حيث دعت بوتو انصارها الى تجمع حاشد اليوم الجمعة احتجاجا على اعلان حالة الطوارئ· وقال قائد الشرطة سعود عزيز ''لدينا معلومات دقيقة جدا مصدرها اجهزة استخبارات ومفادها أن نحو 7 الى 8 انتحاريين مستعدون لتفجير قنابلهم دخلوا الى روالبندي لاستهداف تجمعات كبيرة وقتل اشخاص أبرياء''، وأضاف ان الشرطة ابلغت بوتو بأن التهديدات جدية جدا اذا اصرت على اجتماع حزبها لا سيما ان حالة الطوارئ تحظر عقد الاجتماعات، وتابع قائلا ''لا نريد تكرارا لحادث كراتشي'' (الهجوم الانتحاري الشهر الماضي الذي استهدف موكب بوتو لدى عودتها وأسفر عن سقوط 139 قتيلا على الاقل)·
وفي المقابل، اتهم حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو الشرطة باعتقال آلاف من ناشطي الحزب فجر امس بعد ساعات من تحدث الرئيس الاميركي جورج بوش هاتفيا مع مشرف لحثه على انهاء حالة الطوارئ والتخلي عن منصبه العسكري· وقالت المتحدثة باسم الحزب في اقليم البنجاب فرزانا رجاء ''أغاروا على منازل نشطائنا في شتى انحاء البنجاب وعدد المعتقلين يقدر بالآلاف''· وقال رئيس الحزب في البنجاب غلام عباس ''الشرطة قامت بعملية مطاردة لأعضاء حزبنا في القرى والمدن الكبرى والصغرى واعتقلت حوالى 600 من جماعتنا في مختلف مناطق البنجاب''· لكن مسؤولا في شرطة البنجاب قال انه تم اعتقال بين 40 و50 عنصرا من حزب الشعب قاموا باضطرابات بموجب قانون النظام العام· فيما نفى مسؤول حكومي وجود أي اوامر بعملية مطاردة لمناصري حزب الشعب·
من جهة ثانية، أمرت محكمة باكستانية امس بالإفراج بكفالة عن 331 محاميا اعتقلوا في تظاهرات ضد الطوارئ، وقالت مصادر في الشرطة ان نحو ثلاثة آلاف شخص اعتقلوا او وضعوا قيد الإقامة الجبرية منذ فرض الطوارئ السبت الماضي معظمهم محامون او قضاة اضافة الى اعضاء في منظمات تدافع عن حقوق الانسان وقادة في احزاب معارضة· وقال المحامي افتاب احمد بجوا ان المحامين الـ331 المفرج عنهم بكفالة كانوا معتقلين في لاهور بتهمة الارهاب والمشاركة في اعمال شغب وقد أمرت محكمة مكافحة الارهاب في لاهور بالإفراج عنهم جميعا مقابل كفالة قيمتها عشرون الف روبية باكستانية (333 دولارا) عن كل منهم، لكنه اضاف ان 20 محاميا ومدافعا عن حقوق الانسان تتهمهم الشرطة بانهم نظموا التظاهرات لا يزالون معتقلين في لاهور·
واتهمت السلطات الباكستانية ثلاثة سياسيين ونقابيا بالتمرد بعدما رفضوا اعلان حال الطوارئ، وقال مصدر قضائي ان الاربعة وضعوا قيد التوقيف الاحتياطي لاسبوعين في كراتشي بعد يومين من اعتقالهم لانتقادهم مشرف في نادي الصحافة بالمدينة وهم هزيل بيزنجو أحد القادة القوميين في محافظة بالوشستان ورئيس حزبه ايوب قرشي، ويوسف موستخانو نائب رئيس حزب العمال الوطني المعارض والمسؤول النقابي لياقات ساهي· وأوضح المصدر ان هؤلاء الاربعة متهمون ايضا بتوزيع منشورات ترفض الطوارئ·
الى ذلك، وصف محللون النداء الذي وجهته بوتو للتظاهر ضد حالة الطوارئ بأنه ''لعبة مزدوجة'' تأمل من خلاله تقاسم السلطة مع مشرف، وقال نجم سيثي رئيس تحرير صحيفة ''ديلي تايمز'' الباكستانية ''انها تريد زيادة الضغط على مشرف لإرغامه على ابرام اتفاق يسمح لها بالتوجه الى الانتخابات نظيفة اليدين·· الايهام بأن ضغط الشارع هو الذي اجبر مشرف على تليين موقفه وانها لم تعقد معه اي صفقة بأي حال من الاحوال''· وقال احد المصادر القريبة من المفاوضات ''الاتصالات لا تزال نشطة ونتوقع نتيجة ايجابية·· مشرف مستعد اكثر من أي وقت مضى لضمها الى فريقه من أجل مواصلة سياسة المصالحة الوطنية''·
عدد اليوم
