الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الانخفاض المتواصل للدولار يفاقم ضغوط الأسواق المجهدة

الانخفاض المتواصل للدولار يفاقم ضغوط الأسواق المجهدة
9 نوفمبر 2007 00:47
يبدو أن الانخفاض المستمر للدولار قد تحول يوم الأربعاء إلى مسار من شأنه تشكيل المزيد من الضغوط على الأسواق العالمية المجهدة ويتطلب تدخلاً شفهياً أو عملياً من البنوك المركزية في العالم، وكان انخفاض الدولار إلى مستويات قياسية أمام العملات الرئيسية في أغلب أوقات عام 2007 بطيئاً، وأزعج المصدرين وصناع القرار في منطقة اليورو، لكن أمكن تحمله بدرجة كبيرة كثمن يتعين عليهم دفعه للمساعدة في مواجهة ضعف الاقتصاد الأميركي وللتعويض عن ارتفاع أسعار النفط· وتغاضى صناع القرار في البنوك المركزية على مستوى العالم عن انخفاض الدولار نتيجة لذلك فتجنبوا الحديث عن خطوط معينة سيدافعون عنها وفضلوا تكرار شعارات عن الحفاظ على انتظام آليات الأسواق بدلا من التدخل لتغيير قيمة العملات· لكن الخبراء يقولون إن هذا الموقف قد يتعين تغييره بعد يوم الأربعاء بالتحديد، لأن انخفاض الدولار بدأ يحدث اثراً سلبياً ويؤثر بشكل مباشر على أسواق الأصول التي أجهدتها بالفعل أزمة الائتمان المستمرة منذ شهور· وقال مصرفيون: إن غياب قلق واضح من جانب وزارة الخزانة الأميركية او مسؤولين ماليين آخرين في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تم تفسيره باعتباره موافقة على انخفاض الدولار وبدأ الرهان على العملة في اتجاه واحد· وقال جيم اونيل، كبير الاقتصاديين في جولدمان ساكس أمس الأول: ''إذا نظرنا إلى الأسبوعين الماضيين· نجد أن العوامل الاقتصادية الدورية التي كان من شأنها رفع الدولار لم تفعل شيئاً لتغيير اتجاهه''· وأضاف: ''الأمر الرئيسي الذي حدث الأربعاء هو أن أسواق الأصول تنخفض بسبب هبوط الدولار· وهذا لم يحدث منذ سنوات''، وتابع أنه يعتقد أن وزارة الخزانة الأميركية والبنك المركزي الأوروبي قد يحتاجان الآن إلى اعلان استيائهما· ورغم أن خفض أسعار الفائدة الأمريكية لمواجهة أزمة سوق الاسكان المحلية وازمة الائتمان كان من الأسباب الرئيسية لانخفاض الدولار، إلا ان المحللين يرون أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيجد خفض الفائدة أكثر خطورة إذا استمر هبوط الدولار غير المحكوم· والخوف هو أن تظهر حلقة مفرغة تدور فيها اسواق المال في كل مكان مما يفاقم المشكلات التي دفعت بنوكا عالمية إلى شطب مليارات الدولارات من الديون في الأشهر القليلة الماضية وتشديد شروط الاقراض على الجميع· وأمس الخميس انتعش الدولار عن أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر أمام الين في أواخر معاملات آسيا، لكنه ظل تحت ضغط أمام العملات الاخرى مع تنامي المخاوف من تعرض المؤسسات المالية لخسائر محتملة بسبب متاعب أسواق الائتمان· وبلغ مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة العملة الاميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية 75,565 بعد أن هبط الأربعاء إلى أدنى مستوى على الاطلاق عند ·75,77 ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو، وبلغ 1,4635 دولار بعد أن ارتفع الاربعاء إلى أعلى مستوى على الاطلاق مسجلا 1,4731 دولار· وهبط الدولار 0,1 بالمئة الى 112,70 ين بعد أن صعد في وقت سابق يناً واحداً عن أدني مستوى في ثلاثة أشهر عند 112,0 ين على منصة إي·بي·اس للمعاملات الالكترونية· وتسارعت وتيرة هبوط الدولار الأربعاء في آسيا بعد أن أبدى مسؤول صيني شكوك بكين بشأن وضع الدولار كعملة للاحتياطيات العالمية، ولكنه عوض في وقت لاحق بعضاً من أكبر انخفاض له خلال يوم واحد· وارتفع سعر اليورو أمام الدولار بأكثر من 11 بالمئة هذا العام منها تسعة بالمئة في الأشهر الثلاثة الماضية· ويوم الأربعاء بلغ مستوى قياسيا عند 1,4730 دولار، لكن الانخفاض الحاد في اسواق الأسهم في التعاملات المبكرة الأربعاء أثار دهشة الكثيرين كما أن سلعاً رئيسية مقومة بالدولار مثل النفط الخام والذهب ارتفعت بدرجة كبيرة باتجاه مستويات قياسية جديدة بسبب انخفاض الدولار· وقال كريس ترنر، محلل العملات في آي·ان·جي: ''الدولار يدخل مرحلة بالغة الخطر مختلفة عن الانخفاض المعقول الذي شهده على مدى السنوات القليلة الماضية والذي كان يرتبط بدرجة كبيرة بارتفاع أسعار الأصول''، وقال ترنر في مذكرة للعملاء أمس الأول: ''لا شك أن صناع القرار سينظرون بقلق للانخفاض الحاد في أسعار الأسهم العالمية هذا الصباح''· لكن محاولات صناع القرار تهدئة تحركات أسعار العملات تهدد بزيادة حدة المواجهة مع أسواق الصرف التي تميل في العادة الى دفع الاسعار لمستويات تحفز صناع القرار على الاستجابة· وترى صناديق التحوط المتخصصة في المضاربات على العملات وأسعار الفائدة ومؤشرات الأسهم فرصة للكسب· فهي تتوقع صراعاً داخل مجلس الاحتياطي الاتحادي بين احتواء التضخم والحيلولة دون تطور أزمات سوق الاسكان والائتمان الى حالة كساد اقتصادي وفقد للوظائف، والعديد من المتعاملين مستعدون للمراهنة على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيختار منع الركود، مما يقود إلى المزيد من خفض الفائدة وتحمل المزيد من التضخم وانخفاض الدولار· وقال افيناش بيرسود، رئيس شركة انتليجانس كابيتال الاستشارية: ''صناديق التحوط تحب هذا الصراع لأنها تعلم أن شيئا سيحدث بطريقة أو بأخرى''، وأضاف: ''فإما أن ينهار سوق العمل في الولايات المتحدة ويحدث الركود أو أن تحدث أزمة في الدولار، وهي تراهن على أن صناع القرار سيسعون لحماية سوق العمل''، وقال بيرسود: ''السوق أصبحت مضطربة والأسعار تنخفض والمشترون بأحجام كبيرة غير موجودين لذلك يجب أن نتوقع تدخلاً من جانب البنوك المركزية''· وأظهر استطلاع أجرته رويترز هذا الاسبوع توقع 31 محللا فرصة واحد إلى خمسة أن يتدخل البنك المركزي الأوروبي سواء منفرداً أو مع بنوك مركزية أخرى خلال العام المقبل بائعاً لليورو ومشترياً للدولار·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©