الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرسان العشق الإلهي في حضرة الحبيب

فرسان العشق الإلهي في حضرة الحبيب
8 نوفمبر 2007 02:16
عندما تدخل ''تكية'' الشيخ كاكه في أربيل صباح الجمعة تشعر بحضور قوي للشيخ رشيد الجالس في المنتصف يستقبل مريديه وترى المريدين يقبلون يديه، ويستمر المشهد حتى يتجمع المئات ربما يتجاوز عددهم الـ500 شخص، ليبدأ المنشدون في تناغم فريد في ترديد المدائح النبوية على صوت الدفوف الذي يشبه هدير المياه المتدفقة من أعلى قمة جبل مشكلاً شلالاً وسط أصوات الحضور الغفير الذي يردد بدوره الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) بينما يصل بعض الدراويش من ذوي الشعور الطويلة إلى حالة ''الوجد'' فيفقدون الوعي ويبكي بعضهم بحرارة ويسقطون على الأرض، في مشهد يدخلك إلى عالم آخر، أنه عالم الصوفية· ''تكية'' الشيخ كاكه الدخول إلى عالم الصوفية في كردستان، هو بمثابة الدخول إلى عالم مغلق، تثار حوله الأساطير بينما يبقى أبطال الأسطورة احياءً يعيدون انتاجها ليعيشوا لحظات يعتقدون فيها أنها الأقرب إلى الله·· وفي تكية الشيخ كاكه، تعقد حلقة الذكر الجماعية يوم الجمعة داخل المسجد، حيث يتحلق الجميع في حلقات دائرية يتوسطهم عدد من الدراويش من ذوي الشعور الطويلة· وتبدأ حلقة الذكر بتعظيم وتمجيد الحق سبحانه وتعالى، وعلى قرع الطبول وضرب الدفوف يقوم الدراويش أصحاب الشعور الطويلة في الدوران والتمايل يمنة ويسرة، فيما يقوم بقية المريدين بالتمايل في أماكنهم في خشوع وتأمل والجميع يردد الأذكار· منها (الله حي ·· الله·· الله)· ويتولى أحد المشايخ إدارة الحلقة وتنظيم عملية الذكر، والانتقال من ذكر إلى آخر وتنظيم الحلقات، وإدخال القادمين الجدد إلى الحلقة لسد الفراغات، فيما يقف الشيخ رشيد كاكه وبعض كبار المشايخ في محراب المسجد مشاركين في الذكر· وبينما يشتد قرع الطبول ويزداد الحماس والتفاعل، يصل أحد الدراويش من ذوي الشعور الطويلة إلى حالة من الوجد وفقدان الوعي فارتفع صوته، وأخذ في النحيب والبكاء إلى أن سقط مصروعاً مغشياً عليه· وبعد الانتهاء من حلقة الذكر الجماعية داخل المسجد، يأخذ الجميع فترة استراحة قصيرة ليبدأوا بعدها حلقة الذكر خارج المسجد بنفس الطريقة التي تقرع فيها الطبول والدفوف، وتردد فيها الأذكار الصوفية· و''تكية'' الشيخ كاكه الشهير تتبع الطريقة القادرية ويديرها نجله الشيخ رشيد والذي يتولى إدارة حلقات الذكر وشؤون المريدين ورعاية الدراويش· ويعتبر المريدون والدراويش حلقات الذكر الجماعية في التكية نوعاً من العبادات الروحية السامية التي تربط بين العبد والله، وتعمل هذه العبادة -وفقاً للصوفية- على السمو بالروح ومقاومة الشهوات، وانتزاع النفس من دركات الملذات للارتقاء بها إلى مصافي الأولياء· ويوم الجمعة في تكية الشيخ رشيد شيخ كاكه ملتقى أسبوعي يلتئم فيه شمل المريدين من مختلف مناطق أربيل والقرى المحيطة بها للمشاركة في هذه المناسبة الدينية والاجتماعية الأسبوعية· كما يستقبل الشيخ رشيد في تكيته الزوار والضيوف الذين يقدمون للسلام عليه، ومنهم ضيوف عرب يأتون من سامراء وديالى والموصل وبغداد· وبعد خطبة صلاة الجمعة يستضيف الشيخ رشيد الزوار والمريدين، وتفرش سفرة طعام الغداء ليجلس الجميع في حالة من الأخوة الروحية يأكلون الطعام معاً قبل الانصراف· النشأة نشأت الصوفية وانتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري في أشخاص كانوا يدعون إلى الزهد والعبادة وترك ملذات الدنيا في رد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري الذي ساد بين المسلمين في ذلك الوقت· ثم تطورت تلك النزعات حتى صارت طرقاً مميزة معروفة باسم الصوفية· وتطور الفكر والممارسة الصوفية وتعددت مدارسهما في العالم الإسلامي، وهي تجمع فيما بينها على تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة· وفي كردستان ازدهر التصوف بسرعة مع انتشار الدين الاسلامي وساعد في ذلك قربها من المدن الإسلامية التي ظهرت فيها بدايات الفكر الصوفي كبغداد والبصرة والكوفة وبخارى وغيرها· وكانت بداية ظهوره في كردستان كتيار فلسفي ديني في القرن الرابع الهجري على يد محمد نور بخش وعرفت طريقته بـ ''النوربخشية'' أي مانحة النور· ولا يمكن عند الحديث عن التصوف في إقليم كردستان إلا من خلال ربطه بالنظام الاجتماعي القبلي والعشائري السائد عند الأكراد، حيث تغلغلت المدارس والطرق الصوفية بين القبائل الكردية وحازت طوال تاريخها على دعم شيوخ العشائر، وفي نفس الوقت كانت هذه الطرق والمدارس الصوفية ومشايخها بمثابة السلطة الدينية التي تمنح للقبيلة الشرعية لبسط نفوذها وانتشارها على مختلف المناطق الكردية· وينتشر في إقليم كردستان العراق عدد من الطرق الصوفية التقليدية كالقادرية والنقشبندية، حيث التزم شيوخ هذه الطرق ومريدوهم باتباع تعاليم الطريقة، فيما آثر بعض المشايخ على الاستقلال بطرق خاصة بهم وإن كانوا يلتزمون بالأطر العامة للطريقة الأم· ويقول الشيخ محمد الخيلاني شيخ تكية الخيلاني القادرية في أربيل إن الذكر عند القادرية ذكر علني أما عند النقشبندية فهو سري، وكل من الطريقتين على حق لأنهما يبتغيان الله في أذكارهما· ومن آداب الذكر في الطريقة القادرية أنهم يذكرون الله قياماً وقعوداً عملاً بقوله تعالى: ''الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم··''· وبالرغم من أن الذكر عند القادرية علني إلا أن حقيقة سر هذه العلاقة بين العبد وربه· ويشير الشيخ رشيد شيخ كاكه إلى أن ''عبادة الذكر تعمل على تنقية نفس العبد المؤمن من الشوائب، وهي علاقة خاصة بين الذاكر وبين الله، ولا يعرف مدى صدق العبد إلا الخالق سبحانه وتعالى، مؤكداً أن المتصوف الحقيقي لا يحب أن يطلع الناس على خصوصية وسر علاقته بالله حتى لا تشوبه شائبة النفاق''· ويقول الشيخ رشيد إن ''الصوفية هي لب الدين الإسلامي وجوهره، لأنها تلامس حقيقة العلاقة بين العبد وربه، ويتحقق عن طريقها هدف العبودية الذي خلق الله الإنسان من أجلها·'' ورداً على سؤالنا حول وجـــود عدة طرق صوفية، وما إذا كانت هناك اختـــلافات كبيرة بين هذه الطرق، قال الشيخ رشيد كاكه ''الطرق الصوفية وإن اختلفت في النهج، إلا أنها جــميعا تتفق في الغاية التي هي تربية النفس والــسمو بها بغية الوصول إلى المعرفة الحقة لله سبحانه وتعالى·'' الحضور السياسي يرى الباحث الكردي سلام إبراهيم أن الطرق الصوفية تعددت في كردستان العراق واستخدم أصحابها مريديهم أو دراويشهم لأغراض سياسية، ولاقت الصوفية الرواج بين الكرد لتحمسهم الشديد للدين وسرعة انقيادهم لما يلقى عليهم من دعايات لها صبغة دينية· واعتبر أن العالم أو الفقيه الكردي مهما بدا قوياً في المعرفة والعلم والإقناع لم يكن باستطاعته ان يستولي على المشاعر الشخصية بقدر ما يستولي عليها صاحب الطريقة الصوفية بالإشارات الخفية· لكن بعض هذه الطرق تبنت المطالب القومية للأكراد ومنها ما بقيت فيها عناصر إيجابية تخدم أهدافاً عادلة خاصة ما قام به شيوخ الطريقة النقشبندية في دعم الثورة الكردية بين الثلاثينات والسبعينات من خلال القطب النقشبندي الملا مصطفى بارزاني· كما شهدت كردستان ولاء رجال الدين الكرد لـ''حركة التحرر الوطني الكردستانية'' والانخراط فيها وفي صفوف الحركة الديمقراطية العراقية والمساهمة في فورات 1920 و1941 و،1958 مثلما شهدت استخدام الدين للدفاع عن مصالح الحاكمين والاقطاع· وتسخير الدراويش وبعض الفرق الدينية للتجوال في الريف لإخماد المد الثوري بين الفلاحين· وهناك من يتهم الحكومات المتعاقبة على العراق منذ عصر الاحتلال الانجليزي حتى النظام البعثي السابق باستغلالها للمشاعر الفلاحية الكردية البسيطة بتقديس الاولياء وفي التصوف، وعملت على تقديم العون لكبار الإقطاعيين من الأغوات والامراء والبيكوات والشيوخ لتذليل إقامة الشعائر الدينية وتحمل نفقاتها، وحرف النضالات الفلاحية عن مساراتها الوطنية التحررية· من جانب آخر يرى الباحث العراقي الكردي الدكتور محمد صالح أن الطرق الصوفية في كردستان أدخلت في السابق سلطان الأتراك، وحافظت عليه وكانت أداة تمزيق للشعب الكردي، كما كانت وسيلة إضعاف له· ويضيف أن الشيخ الصوفي الاصيل يرتبط به خلفاؤه حال حياته، فإذا مات الشيخ الأصيل تمزق خلفاؤه من بعده وانقسموا على أنفسهم، حيث يستقل كل خلفية ليصبح أصلاً جديداً، وليكون شيخاً كاملاً له اتباعه وخلفاؤه وعالمه الأوحد، وهذا ما أدى إلى تمزق المجتمع الكردي، وجعل الأكراد مجموعات تضرب بعضها بعضاً في الداخل· رغم كل هذه الآراء فإن الطرق الصوفية في كردستان تبقى أحد معالم الساحة السياسية، فمشايخ الصوفية بما لهم من نفوذ وتأثير على مريديهم يتحولون إلى أحد مرتكزات السلطة في كثير من الأحيان لتمرير السياسات والمواقف المختلفة، ولكن في النهاية تظل محاولة ''الدراويش'' الوصول إلى الله كل جمعة في حلقة الذكر مشهدا روحانيا يثير الاهتمام بعيداً عن كافة الإسقاطات والخلفيات الاجتماعية والسياسية· · الدراويش في التكية ''الدرويش'' عند الصوفية هو الشخص الذي نذر نفسه للتعبد والتجرد في العمل لله· وتختلف ممارسات الدرويش حسب الطريقة المتبعة وهي في الغالب تتفق على فلسفة أن كل شيء في هذا الكون يدور كالأرض والشمس والقمر والمجرات والنجوم والكواكب والدورة الدموية في الجسم· ففكرة الدراويش أو كما يطلق عليها المولوية في بلاد الشام مستوحاة من الدوران اعترافاً بالخالق· ويلقب الدراويش أنفسهم بأنهم فرسان ''العشق الإلهي''، وهم يفتلون طرباً على الإيقاعات الدينية التي تبتهل وتدعو الله عز وجل بالغفران والتوبة· والدروشة في الصوفية خاصة بالرجال وذلك لصعوبتها وخطورتها، وجوهر هذه الرياضة السيطرة الكاملة على النفس وتتم عادة بإشراف الشيخ ومنحه الإذن بذلك أمر مهم للغاية في نجاحها· وأن يتجرد مؤديها من نزعة الظهور والفخر بما يفعله على الآخرين بمعنى أن تكون خالصة للذكر· والدرويش غالباً ما يتربى منذ صغره على حضور التكايا وحلقات الذكر والحضرات الصوفية ويتعلم من والده الدرويش فنون وممارسات الدروشة، وهي عند بعض القادرية تقاس بمدى القدرة على إدخال أدوات حادة في مناطق الجسم المختلفة بغض النظر عن خطورتها، حتى لدرجة إدخال الخنجر في عظمة الجمجمة بمساعدة المطرقة ! وكذلك بلع الزجاج ومقاومة النار وشرب لهيبها أو مقاومة لدغات الأفاعي والعقارب· وأوضح زكريا عبدالجواد المتخصص في الفكر الفلسفي الصوفي أن القائمين بهذه الممارسات يرون أن الهدف منها هو إرجاع النفس إلى طريق الحق والصواب، لكنها ليست أمراً لابد للمريد من فعله· إلا أن بعض المتصوفة ممن لا يتفق مع مثل هذه الأفعال من ضرب وتعذيب للنفس، تقتصر ممارسات ''الدراويش'' عندهم على إطالة الشعر تأسّياً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم على حد قولهم وكما رأيناهم في تكية الشيخ رشيد كاكه، والمشاركة في حلقات الذكر بالرقص والدوران للوصول إلى مراتب الوجد والصرع· وللنساء عند القادرية أيضاً حلقات خاصة تدير الحلقة امرأة تعرف بـ''خليفة الشيخ''· و''التكية'' أو''الخانقاه'' هي دور العبادة الصوفية التي تتخذ من المساجد مراكز لها يقوم على رأس الطريقة الشيخ أو ''البير'' وهو الدليل أو المرشد والزعيم الروحي للمريدين والتلامذة الدراويش· وهي مخصصة لإيواء الدراويش الذين ينقطعون للنسك والعبادة· والتكية يستخدمها أتباع الطريقة القادرية وهي كلمة كردية تتكون من كلمتي تاك وتعني العزلة وكاه تعني المكان، فهي مكان العزلة أو الخلوة· أما ''الخانقاه'' فهي عند النقشبندية وهي كلمة تركية الأصل تتكون من كلمتي الخان أي الأمير أو السلطان، وقاه أي المكان، وهو مكان الذكر والعبادة· وغالبا ما تقام هذه التكايا أو الخانقاهات في المساجد، ويوجد بجوارها أو ملاصقاً لجدار المسجد ضريح شيخ التكية إن كان قد توفي، حيث يأتي المريدون إلى الضريح للتبرك بالمسح على الجدار وتقبيل الأقفال والتوسل ودعاء الله بحق صاحب الضريح أن يزيل كربة أو يمنح مولوداً أو يشفي مريضاً وغيرها من المطالب· وقد تغيرت أسماء بيوت الصوفية عبر الزمان فهي ''الزاوية'' ثم ''الرباط ''في العصر العباسي المتأخر، و''الخانقاه'' في العهد العثماني· الضريح يختلف المتصوفة في معتقداتهم حول طريقة التعامل مع الأضرحة وقبور الأولياء، فبعض غلاتهم يعتقدون قدرة الولي على جلب الخير ودفع الشر وأن بيده مقادير الأمور، وهو نوع من الشرك حرمه علماء السنة من المسلمين· ومنهم من يتخذ الولي وسيلة وواسطة عند طلب حاجة من الله، فيدعو الله بحق فلان عندك أو بجاه صاحب هذا القبر، وهذا أجازه بعض علماء السلف فيما شدد على تحريمه آخرون· ويحكي النقشبنديون كيفية حصول العلم وتلقي الحكمة من القبور وحسب ما جاء في كتاب ''السعادة الأبدية فيما جاء به النقشبندية''، فيقولون لمريديهم إنه من أراد أن يزور قبور الصالحين ويستمد من روحانيتهم المقدسة، فينبغي له أن يسلم على صاحب القبر· ثم يقف في طرفه اليمين قريباً من رجليه ويضع يده اليمنى على اليسرى فوق سرته ويطرق رأسه على صدره· ثم يقرأ الفاتحة مرة والإخلاص إحدى عشرة مرة وآية الكرسي مرة· وبعدها عليه أن يتصور روحانيته نوراً مجرداً عن الكيفيات المحسوسة ويحفظ ذلك النور في قلبه حتى يحصل له فيض من فيوضه· القادرية الطريقة القادرية وتسمى أيضا الجيلانية نسبة إلى مؤسسها الشيخ عبدالقادر الجيلاني المتوفي سنة 561 هـ· وانتشرت هذه الطريقة الصوفية في كردستان على يد ''البرزنجة'' وهم أوائل من نشروا هذه الطريقة في منطقة السليمانية، وكذلك الشيوخ الطلبانيون من الأسرة الطلبانية ومقرهم في مدينة كركوك وأطرافها· ومن أشهر أعلام الطريقة القادرية في كردستان العلامة الكردي الكبير الشيخ معروف النودهي البرزنجي (1752 - 1838م) مرشد الطريقة القادرية في كردستان في القرن التاسع عشر، النقشبندية مؤسس الطريقة النقشبندية هو الشيخ بهاء الدين محمد بن البخاري الملقب بشاه نقشبند الذي ولد سنة 1389 ميلادية· و''نقشبند'' كلمة فارسية تعني مهنة النقش على القماش· وأدخل الطريقة النقشبندية إلى كردستان الشيخ خالد الجاف الذي ولد في منطقة قرّداغ سنة 1779 ميلادية، وهو من عشيرة الجاف الكردية، حيث كانت الطريقة القادرية قد وصلت إلى ذروة ازدهارها في كردستان· وتعتمد النقشبندية ثلاث طرق للوصول إلى المراد وهي الدوام على الذكر القلبي والمراقبة وطاعة المرشد· ومن رموز الشيوخ النقشبندية الشيخ أحمد سردار سركه لويي، والشيخ محمد عثمان سراج الدين النقشبندي المتوفي سنة 1997 وله آلاف المريدين في إيران وتركيا ودول أخرى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©