الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«سوربون- أبوظبي».. استعراضات علمية تبهر الكبار والصغار

«سوربون- أبوظبي».. استعراضات علمية تبهر الكبار والصغار
16 ابريل 2016 22:21
أحمد السعداوي (أبوظبي) يواصل مهرجان أبوظبي للثقافة والفنون تقديم لآلئ الإبداع من رؤى وأفكار مبتكرة، ضمن فعاليات نسخته الثالثة، والتي توزعت أنشطته في أنحاء أبوظبي وسط إقبال جماهيري لافت، ومنها ما شهدته جامعة السوربون باريس-أبوظبي، أمس الأول من فقرات علمية مدهشة على خشبة المسرح الملحق بالجامعة، تضمنت انفجارات مثيرة وتركيبات كيميائية متنوعة قدمت إلى الجمهور في إطار من دهشة الكبار ومرح الصغار بالاستعراض الفريد من نوعه والذي حمل اسم «وزارة العلوم- العرض الحي»، وقدمه مجموعة من الباحثين الأميركيين الذين تخصصوا في تقديم العلوم والمعارف الأساسية بهذا الشكل الجديد، حتى يرسخوا علاقة قوية بين الأجيال الجديدة وعالم العلوم والابتكارات عبر هذا الأسلوب الفريد من نوعه الذي تشهده جامعة سوربون- أبوظبي على مدار يومين. حضور كبير الاستعراض الذي انطلق ظهر أمس، ويقدم اليوم في الساعتين 9 و11 ونصف صباحا ويستمر ساعتين لكل عرض، حضره عدد كبير من العائلات من مواطنين ومقيمين، مصطحبين أطفالهم إلى هذه الرحلة العلمية الفريدة، متضمنة ألعابا علمية مثيرة، منها ما اتخذ شكل مدفع مكون من أنابيب بلاسيتكية يلقى على الجمهور بزجاجات مياه فارغة، عبر وضع شعلة بسيطة في أسفل المدفع، وهي الفقرة التي أدهشت الحضور خاصة من صغار السن الذين ترسخت أولى خطواتهم في حب العلوم والمواد المتعلقة بها عبر استعراضات مدهشة متنوعة منها قذف الجمهور بدوائر دخانية بسيطة أضفت أجواء تفاعلية جميلة على المسرح. فقرة أخرى، استعرضت صورا متلاحقة لمجموعة من أبرز العلماء في التاريخ منهم، توماس اديسون، لويس باستير، جيمس وات، هنري فورد، ماري كوري، مصحوبة بإلقاء نبذة قصيرة بأسلوب مشوق عن حياتهم العلمية التي أعطت الكثير للبشرية، مشيرة إلى أننا لا نزال نحيا في رحاب مجهوداتهم العلمية العظيمة، فكانت هذه الإطلالة على سيَر هؤلاء العلماء وسيلة جذابة للتعرف إلى قيمة العلماء والعلم في تاريخ الإنسان وإسهامهم المحوري في تطور الحياة البشرية في الماضي والحاضر والمستقبل. أعقب ذلك استعراضا آخر، على هيئة تجربة علمية مثيرة أبهرت الأطفال الذين تنافسوا على المشاركة فيها رافعين أيديهم للمطالبة بذلك قبل أن يختار مقدم الفقرة أحد الأطفال ليصعد إلى خشبة المسرح، ويجلس على مقعد يعيش من خلاله تجربة خيالية للإبحار والتعرف على جزء من علوم المياه، والعناصر المؤثرة في تكوينها حتى نرى الماء في النهاية بالشكل الذي نعرفه. نجاحات متوالية تحدث إلى «الاتحاد»، مارك تومسون، مؤلف ومخرج العرض، وقال إنه يقدم هذا النوع من الفقرات للمرة الثانية في أبوظبي عبر مهرجان أبوظبي للثقافة والفنون، الذي يشهد نجاحات متوالية قبل انطلاقه قبل ثلاث سنوات مؤكداً على القيمة الكبرى التي باتت تمثلها أبوظبي في المنطقة كمنصة حضارية تحتضن مختلف الفنون والثقافات والعلوم، كونها العناصر الأكثر أهمية للإنسان في كل زمان ومكان. وذكر أن الفكرة العامة للاستعراض، تدور حول الطبيعة وما تمدنا به من عناصر وموارد مختلفة، وكيف أن العلماء استطاعوا الاستفادة من هذه المكونات وجعلوا حياة الإنسان أكثر راحة ورفاهية عبر الاستغلال الأمثل لتلك الموارد عبر أفكارهم وابتكاراتهم واختراعاتهم، وهو ما ينبغي تعليمه للأجيال الجديدة حتى تزداد إدراكا وتعلقاً بالعلم والعلماء. وهناك 10 فقرات علمية موجهة للأطفال مصحوبة بورش عمل تفاعلية على خشبة المسرح يشارك فيها الأطفال الحاضرين، ومن هذه الفقرات عروض الليزر، الكيمياء وتركيباتها كأن تمزج الماء الساخن بالبارد وما ينجم عن ذلك من تفاعلات، وعمل بالونات بغازات معينة، والاستشعارات الكهربائية وغيرها من الفقرات مثل فقاعات غاز الميثان: يشمل هذا المشهد كيف تعمل وتخلق فقاعات غاز الميثان ويتم اضافة مواد خلق لهب كبير على خشبة المسرح.. المدفع البشري: تتمحور حول مهمة الرجل الأولى إلى القمر، حيث يستعرض المدربون عما تحتاجه لتحقيق الوصول إلى الفضاء.. الكهرباء: يتم المشاركة والتفاعل مع الجمهور على المسرح حيث يستخدمون العلماء بطريقة آمنة كرة البلازما وآلة الضغط العالي. ويتم شرح الفرق بين التيار والكهرباء الساكنة.. النيتروجين السائل: تتضمن سلسلة من العروض الحية والتوضيحية منها تجميد الزهور وكسرها، بالون مملوء بالهواء يتم تبريده لإنتاج سحابة على خشبة المسرح. ولفت تومسون إلى أن مقدمي الفقرات هم مجموعة من الباحثين الأميركيين، وفي الوقت ذاته اتخذوا هذا الأسلوب لتقديم تجاربهم العلمية في أنحاء العالم بهذا الشكل الجاذب ليكسروا حاجز النمطية عن الطريقة التي تدرس بها العلوم. أسلوب سحري ومن الجمهور قالت فاطمة عبدالله الكثيري، التي تدرس علاقات عامة بجامعة زايد، إن أكثر ما جذبها في العرض هو تقديم العلوم بأسلوب سحري، وما صاحبها من انفجارات مثيرة خاصة حين تم مزج ماء بدرجة حرارة 180 بماء مثلج ما أدى إلى حدوث انفجار على خشبة المسرح، وهذا النوع من العروض يندر أن يتكرر، مبينة أن العلم يمكن أن يدرس بأسلوب ممتع وجميل يحبب الأطفال فيه وهو ما بدا عبر الإقبال الكبير للأطفال وذويهم في المسرح. أما زميلتها نور عبدالحميد المرزوقي، فأشادت بتجربة «وزارة العلوم»، مبينة أنها كانت ممتعة ومسلية للصغار والكبار على حد سواء، وأجمل ما فيها انهم استطاعوا بمهارة دمج المعلومات العلمية بالألعاب، وعلى الصعيد الشخصي زادت معارفها العلمية ومن ذلك أن البالون يكون محملا بالشحنات الكهربائية التي تجعل شعر الرأس يقف، إذا ما تم وضع هذه البالونات أعلى الرأس. تشجيع الأبناء راشد اليوسفي الذي كان بصحبة ولده حمد، يبين أنه جاء إلى الفعالية تشجيعاً لابنه الطالب بالصف الثامن بمدرسة ريبيتون، بأبوظبي، والذي يعشق الرياضيات والعلوم، ولذلك كان من واجبه حضور فعالية تضمنت كثيراً من الفوائد أهمها استماع ابنه لنبذة مختصرة عن تاريخ بعض العلماء ودورهم في تطور البشرية.. فمثل هذه التجارب للأطفال في المراحل العمرية الصغيرة، تجعلهم أكثر نضجاً وتسهم في تكوين شخصياتهم بشكل سليم وخلق النموذج والقدوة الصالحة الواجب اتباعها في الحياة، وليس أفضل من أهل العلم لأن يتخذهم الإنسان قدوة خاصة في سنوات عمره الأولى والتي تتشكل فيها جوانب شخصيته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©