قفزت أسعار النفط الى مستويات قياسية جديدة أمس وبلغت 98 دولارا للبرميل مع هبوط الدولار الى مستويات منخفضة جديدة ووسط مخاوف من نقص في امدادات الوقود خلال الشتاء بسبب تراجع مخزونات النفط وعاصفة في بحر الشمال· وتأهبا لمزيد من الآثار السلبية الناجمة عن أزمة سوق الرهن العقاري عالي المخاطر بالولايات المتحدة وسعيا للعثور على ملاذ من هبوط الدولار الاميركي، دفع المستثمرون أسعار النفط للارتفاع نحو 30 دولارا للبرميل منذ منتصف اغسطس الماضي، وأقبلوا على شراء سلع أولية أخرى مثل الذهب الذي بلغ الآن أعلى مستوى خلال 28 عاما·
وسجل مزيج برنت والخام الاميركي الخفيف مستويات قياسية جديدة أمس مدعومين بهبوط الدولار والمخاوف بشأن إمدادات الشتاء التي عززتها عاصفة في بحر الشمال وانخفاض متوقع في مخزونات النفط الاميركية· وبلغ برنت أعلى مستوى على الاطلاق عند 95 دولارا للبرميل، في حين قفز الخام الاميركي ايضا الى مستوى قياسي عند 98,43 دولار للبرميل· وقالت ماري هوبنكز من مؤسسة ام·اف جلوبال: ''هناك إجماع على صعود النفط والاتجاه العام في السوق هو الوصول الى مستوى 100 دولار (للبرميل)''·
وقالت الوحدة النرويجية لشركة النفط البريطانية الكبرى بي·بي أمس إنها ستغلق حقل فالهال الذي ينتج 80 الف برميل يوميا اعتبارا من مساء اليوم بسبب عاصفة في بحر الشمال· كما قالت مجموعة كونوكو فيلبس الاميركية الثلاثاء إن العاصفة قد ترغمها على اغلاق خمس منصات من بين 16 منصة لإنتاج النفط تشغلها في حقل ايكوفيسك للنفط والغاز في بحر الشمال· ومن المتوقع أن تظهر بيانات المخزونات الاميركية التي تصدر في وقت لاحق اليوم هبوط مخزونات الخام في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم بواقع 900 الف برميل الاسبوع الماضي بسبب مشاكل في الصادرات المكسيكية حسبما اظهر استطلاع اجرته رويترز· وفي صباح امس بلغ مزيج برنت في بورصة انتركونتننتال بلندن 95,0 دولارا للبرميل بارتفاع 1,74 دولار عن اغلاق امس، بينما ارتفع الخام الاميركي الخفيف 1,73 دولار الى 98,43 دولار للبرميل· وزاد سعر السولار 13,25 دولار الى 840,25 دولار للطن· وتأهبا لمزيد من الاثار السلبية الناجمة عن أزمة سوق الرهن العقاري عالي المخاطر بالولايات المتحدة وسعيا للعثور على ملاذ من هبوط الدولار الاميركي دفع المستثمرون أسعار النفط للارتفاع نحو 30 دولارا للبرميل منذ منتصف اغسطس الماضي كما اقبلوا على شراء سلع أولية اخرى مثل الذهب الذي بلغ اللآن أعلى مستوى في 28 عاما· وساهمت بوادر على تراجع مخزونات النفط العالمية قبيل اشتداد الطلب على النفط خلال فصل الشتاء في تعزيز موجة الارتفاع التي صعد فيها النفط نحو ثمانية بالمئة خلال الاسبوعين الماضيين وحدهما؛ مما دفع كثيرا من المحللين الى القول بأن المسألة مجرد وقت قصير قبل ان يصل النفط الى مستوى 100 دولار للبرميل·
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس في تقريرها السنوي ''توقعات الطاقة العالمية'' إن المستهلكين يواجهون ارتفاعا في أسعار النفط في السنوات المقبلة واحتمال عدم كفاية الانتاج لتلبية الطلب· كما رفعت الوكالة التي تقدم المشورة لست وعشرين دولة صناعية تقديرها لحجم الاستثمارات التي يحتاج العالم إلى إنفاقها على حقول النفط حتى عام 2030 إلى 5,4 تريليون دولار وحذرت من أن أي نقص في الاستثمارات سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في الاسعار·
ورغم أن أي مفاجأة في البيانات قد تؤدي الى عمليات بيع لجني أرباح فإن داريوج كوالجيك كبير المحللين في مؤسسة سي·اف·سي سيمور يقول إن مستوى 100 دولار للبرميل يبدو الآن حتميا· وقال: ''أعتقد أننا سنصل إلى هذا المستوى· العوامل التي تحرك المسار الاخير لا تزال قائمة''·
وتسارعت موجة صعود النفط أمس بعد هبوط الدولار الاميركي الى مستوى جديد امام اليورو عند 1,4666 دولار، بينما استمرت التوقعات بخفض آخر في اسعار الفائدة الاميريكية وسط اضطرابات اسواق ائتمان العالمية· وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الثلاثاء إن امدادات النفط في الدول الصناعية ستنخفض بنهاية العام الجاري بنحو 20 مليون برميل عن متوسطها في خمس سنوات وسط طلب قوي واستمرار القيود على الإنتاج من منظمة أوبك· كما رفعت الادارة وهي الذراع الاحصائية لوزارة الطاقة الأميركية توقعاتها لأسعار النفط الأميركية في 2008 على نحو حاد إلى ما يقرب من 80 دولارا للبرميل من 73,50 دولار للبرميل في تقديراتها السابقة· ووجدت أسعار النفط مزيدا من الدعم يوم الثلاثاء الماض عندما قالت شركة كونوكو فيلبس إنها قد تغلق خمس منصات من بين 16 منصة لانتاج النفط تشغلها في حقل ايكوفيسك في بحر الشمال بسبب عاصفة·
من ناحية اخرى قالت منظمة أوبك أمس إن سعر سلة خاماتها القياسية واصل الارتفاع ليصل الى 89,13 دولار للبرميل يوم الثلاثاء من 88,13 دولار يوم الاثنين· وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام· وهذه الخامات هي خام صحاري الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي·سي·اف 17 من فنزويلا·
أكراد العراق يبرمون صفقات نفط
دبي ـ رويترز: وقعت المنطقة الكردية في العراق سبعة عقود نفط وغاز جديدة مع شركات دولية ومنحت أربعة عقود اخرى لشركة حكومية جديدة كما راجعت شروط عقود أبرمتها في وقت سابق حسبما ذكرت الحكومة الكردية في موقعها على الإنترنت· ورغم التهديد بهجوم تركي على المنطقة لتعقب ثوار حزب العمال الكردستاني الذين يشنون هجمات انطلاقاً من شمال العراق فقد مضت حكومة اقليم كردستان قدماً في خطط طويلة الأجل لاجتذاب شركات الطاقة العالمية· وتسعى حكومة كردستان الى تعزيز إنتاج النفط ليصل الى مليون برميل يومياً خلال خمس سنوات مقارنة مع مستواه الحالي الذي لا يتجاوز بضع آلاف من البراميل يومياً· وقال وزير الموارد الطبيعية في كردستان اشتي هوارمي في بيان على موقع الحكومة على الإنترنت: ''هذه العقود خطوة كبيرة نحو هدف إقليم كردستان بزيادة انتاج النفط الى مليون برميل يومياً· وستكون هناك اعلانات اخرى قريبا''·
وقالت حكومة اقليم كردستان إن من الشركات العالمية التي وقعت العقود الجديدة لتقاسم انتاج النفط والغاز ريلاينس الهندية او·ام·في النمساوية وام·او·ال المجرية· ومنحت الحكومة حق التنقيب في اربع مناطق اخرى لشركة كردستان للتنقيب والانتاج (كيبكو) الحكومية التي تأسست مؤخراً· وقالت حكومة كردستان إن كيبكو ستستعين بعدد كبير من شركات النفط العالمية كشركاء في مناطق التنقيب هذه لتقديم الدعمين الفني والمالي· واضافت ان كل الصفقات تمنح الشركات العاملة أرباحاً بنسبة 15 بالمئة على أي اكتشافات تجارية بينما يذهب الباقي للعراق· وذكر هوارمي أن خمس صفقات أخرى تنتظر المفاوضات النهائية عليها وأن الشركات العالمية أبدت اهتماماً قوياً بمناطق التنقيب عن النفط والغاز الاخرى التي لا تزال معروضة وعددها 24 منطقة· وقد نشبت خلافات بين الأكراد وبغداد بشأن صفقات النفط التي تبرمها بغداد ومسودة قانون النفط العراقي· ووسط شعور بالإحباط من التأخير في إقرار قانون النفط في بغداد أقر اقليم كردستان قانونه الخاص للنفط والغاز في اغسطس الماضي· وتقول الحكومة المركزية إن الصفقات التي أبرمت هذا العام غير قانونية في حين تقول المنطقة الكردية إن الصفقات تتفق مع القانون الجديد ومسودة القانون الاتحادي·
وأعاد مجلس النفط والغاز في كردستان النظر في خمس اتفاقات قديمة لتقاسم الانتاج وابلغ الشركات المعنية بنتائج المراجعة· لكن حكومة إقليم كردستان لم تقل ما اذا كان المجلس قد أجرى أي تعديلات في شروط العقود· وتشمل هذه العقود عقداً مع شركة دي·ان·او النرويجية التي كانت أول شركة نفط عالمية تحفر آبار نفط في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد في مارس ·2003 ومنحت حكومة كردستان عقد خدمات لشركة كردستان الوطنية للنفط التي ستطور حقل خورمالا وبناء مصفاة نفط بطاقة 50 الف برميل يومياً لتوفير إمدادات الغاز الطبيعي وزيت الوقود اللازمة لتوليد الطاقة· وقالت حكومة كردستان إنها تتوقع وصول ذروة الإنتاج من حقل خورمالا الى 250 الف برميل يومياً·
عدد اليوم
