الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مؤتمر دولي لأصدقاء سوريا في تونس 24 فبراير

13 فبراير 2012
القاهرة (الاتحاد) - أعلن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي، أنه تقرر عقد المؤتمر الدولي لأصدقاء سوريا في تونس يوم 24 فبراير الجاري. وقال بن جاسم، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للوزاري العربي بالقاهرة أمس، إن مجلس الجامعة العربية يعود إلى الانعقاد على المستوى الوزاري في ظل تزايد وتيرة العنف وسياسة الحل الأمني التي تنتهجها الحكومة السورية، غير عابئة بالمأساة الإنسانية التي خلقتها هذه السياسة، ولا بالمحاولات كافة لإخراج سوريا من هذا النفق المظلم والخطير الذي أدخلته فيها تلك السياسة. وأضاف “لا بد من القول وللأسف إن ما ساهم في تشجيع هذا التصعيد وهذه الحرب المجنونة التي تقوم بها سلطة ضد شعبها كان الفيتو المزدوج الروسي الصيني، وذلك رغم كل المحاولات والتنازلات التي قمنا بها وأبدينا خلالها كل المرونة والتي أدت إلى تصويت 13 دولة، بجانب مشروع القرار، ولكن فشل مجلس الأمن في تحمل مسؤولياته في دعم المبادرة العربية واحتضانها، وتوجيه رسالة واضحة وحازمة باسم المجتمع الدولي إلى الحكومة السورية بضرورة الوقف الفوري لسياسة العنف والقتل، وبضرورة التجاوب الفعلي والكلي مع المبادرة العربية التي تهدف إلى إيجاد حل شامل لهذه الأزمة، وإنهاء هذه المأساة التي صارت تهدد سوريا والمجتمع الدولي، وسوريا هي جزء عزيز من بيتنا العربي وعلينا واجب أخلاقي وإنساني قبل أن يكون مسؤولية استراتيجية وسياسية لإنقاذها”. وأكد بن جاسم مجدداً أنه رغم كل العوائق والصعاب التي تواجهنا، ما زلنا متمسكين بالحل العربي، لأنه الحل العملي والواقعي الوحيد لإنقاذ سوريا. ولكن هذا الحل العربي يحتاج إلى كل الدعم من المجتمع الدولي من أجل إعطائه مزيداً من الفاعلية. وقال “سنستمر في إجراء الاتصالات الضرورية كافة مع مختلف الأطراف المعنية، ومنها الدولية بغية التأكيد على أهمية دعم المبادرة العربية الشاملة لإنقاذ سوريا، وأقول وبكل صراحة، إنه يجب ممارسة أقصى الضغوط الممكنة على النظام السوري للتجاوب الكلي مع هذه المبادرة وليس التعامل مع أجزاء منها وبشكل انتقائي ومحاولة تطويعها وإعطائها تفسيرات مختلفة وتلافي أو تجاهل أجزاء أخرى”. وأضاف “أؤكد ضرورة انضمام مراقبين دوليين باسم الأمم المتحدة إلى بعثة الجامعة، وأن تكون البعثة مكلفة حفظ السلام، كما أشار الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر، حيث حان الوقت لذلك ويجب أن تتمتع البعثة بالحرية الكاملة والضرورية للقيام بمهامها على أفضل وجه، ودون ذلك سيكون استمرار مهمة البعثة بمثابة أداة وأقولها وللأسف وبكل صراحة، وسيلة تسهل استمرار مهمة الحكومة السورية في سياسة الحل الأمني من خلال الاختباء وراء هذه المهمة لكسب مزيد من الوقت خدمة لتلك السياسة، بالإضافة إلى ذلك، لا بد من فتح باب التبرعات من العالم العربي والحكومات من أجل توفير المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة، خاصة الغذاء والدواء للشعب السوري الشقيق”. وخاطب بن جاسم وزراء الخارجية قائلاً “نحن اليوم أمام مسؤولية تاريخية لإنقاذ عضو عزيز في أسرتنا العربية وشعب عظيم قدم ويقدم الكثير من أجل كرامته وحريته، فعلينا أن نكون على مستوى المسؤولية”. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، إن ما تشهده سوريا يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أنها ليست حرباً عرقية أو طائفية أو حرب عصابات، بل هي حملة تطهير جماعية للتنكيل بالشعب السوري وفرض سيطرة الدولة عليه دون أي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية أو دينية. وأضاف “هل يستدعي حفظ الأمن - كما يدعي النظام - تدمير أحياء بالكامل بالأسلحة الثقيلة والصواريخ؟ وكيف يمكن التسليم بزعم أنها حرب إرهابية، فهل يصدق العقل امتلاك الإرهابيين دبابات يقصفون بها المدن؟ ولأي غرض؟”. وقال “ألا يحق لنا أن نتساءل: إلى متى نبقى متفرجين تجاه ما يحدث للشعب السوري الشقيق؟ وإلى متى نظل نمنح النظام السوري المهلة تلو المهلة لكي يرتكب المزيد من المذابح ضد شعبه؟ إننا مطالبون باتخاذ إجراءات حاسمة بعد أن فشلت أنصاف الحلول في وقف مجزرة سوريا التي ما فتئت تتفاقم دون أي بارقة أمل لحل قريب يرفع معاناة الشعب السوري الشقيق ويحقن دماءه”. وأضاف الفيصل “ومن هذا المنطلق أرى أن مجلسنا لا ينبغي أن يتهاون مع حجم التصعيد الخطير الذي تشهده سوريا في ظل خيبة الأمل من موقف مجلس الأمن الدولي، كما يتعين على الجامعة أن تنظر مجدداً في مبادرتها على نحو يتفق مع هذه المستجدات، والعمل على اتخاذ إجراءات فورية وصارمة ضد النظام السوري والتشديد في تطبيق عقوباتها الاقتصادية والسياسية، وفتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية وتقديم أشكال الدعم كافة لها. وقال “ينبغي أن تكون على رأس أولوياتنا الاستجابة للظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري للتخفيف من معاناته الإنسانية، وتوفير ما يحتاجه من دواء وغذاء ومأوى، وحث المنظمات الدولية المعنية كافة للقيام بمسؤولياتها وواجباتها في هذا الشأن”. واقترح الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي للضغط على سوريا من أجل الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وإطلاق النار من أي مصدر كان، وإنشاء قوة مراقبين مشتركة بين الجامعة العربية والأمم المتحدة، ويتم تجهيزها وزيادة عددها لتتولى الإشراف على وقف جميع أعمال العنف في مختلف أنحاء الأراضي السورية، ومراقبة تنفيذ الوقف الشامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين من أعمال العنف والانتهاكات، وكذلك الإشراف على تنسيق مهمات الإغاثة الإنسانية العاجلة للمتضررين من الأحداث الأخيرة. كما اقترح تعيين ممثل خاص للجامعة لتنسيق المواقف والعمل على التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، على أن يتولى الممثل الخاص الإعداد لمؤتمر الحوار الوطني السوري تحت رعاية الجامعة، ولإجراء الاتصالات مع الحكومة وأطراف المعارضة السورية ومختلف الأطراف المعنية من أجل الاتفاق على ترتيبات عقد هذا المؤتمر وآليات التنفيذ لما يصدر عنه من مقررات، ويتولى عملية المفاوضات والاتصالات مع مختلف الأطراف المعنية من أجل وضع إطار الحل السياسي وما يستلزمه من ترتيبات أمنية تتعلق بمهمة المراقبين. وقال العربي “إننا وأمام هذا التصعيد لأعمال العنف وانسداد أفق الحلول والمعالجات السياسية للأزمة السورية، أصبح من المحتم علينا كمجموعة عربية التحرك سريعاً ومن خلال مجلس الأمن من أجل حشد التأييد الدولي وجهود مختلف الأطراف المعنية لوقف أو كسر دائرة العنف الجارية حالياً، والانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة تتحقق فيها تطلعات الشعب السوري في الحرية والتغيير إلى مستقبل أفضل”. واقترح وزير خارجية تونس رفيق عبد السلام عقد مؤتمر دولي لأصدقاء سوريا، يلتزم بإدانة كل أعمال القتل العشوائي والمجازر الواسعة التي يتعرض لها الشعب السوري، وتضامنه مع مطالب الشعب السوري في الحرية. وشدد على ضرورة التزام المؤتمر بمقتضيات الحل العربي تحت مظلة الجامعة العربية ورفض التدخل الأجنبي، مؤكداً أن تونس لن تكون مطية للتدخلات الأجنبية في أي بلد من بلداننا العربية. وقال إننا نتابع عمليات القتل العشوائي في سوريا، وإن تونس التي كانت منطلقاً للثورات العربية وما أحدثته من تغييرات في المنطقة، ومن موقع الالتزام الأخلاقي والسياسي في مساندة الأشقاء، فإنها تتضامن مع المطالب المشروعة للشعب السوري. وأضاف أن الشعب السوري ليس أقل حقاً من الشعب في تونس ومصر وليبيا وغيره في الحرية. وقال إن الحكومة التونسية ترحب بانعقاد مؤتمر دولي لأصدقاء سوريا يضم الأطراف الدولية كافة والعربية المؤثرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©