الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أبوظبي غيّرت مفهوم الاستثمار الرياضي في العالم

أبوظبي غيّرت مفهوم الاستثمار الرياضي في العالم
28 فبراير 2018 22:25
مصطفى الديب (أبوظبي) استعرض الإسباني فيران سوريانو الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، تجربة ناديه الناجحة في عالم الاستثمار الرياضي، وعرض الخطوط العريضة التي قامت عليها مؤسسة «سيتي جروب» الرياضية في شتى أنحاء العالم. جاء ذلك، خلال الجلسة الخاصة التي تحدث خلالها سوريانو ضمن جلسات ملتقى أسواق المال العالمية، الذي اختتم أمس بفندق قصر الإمارات بالعاصمة أبوظبي. بداية وصف سوريانو كرة القدم بأنها تجارة رابحة واستثمار ناجح إلى أبعد الحدود، مشيراً إلى أنها مجال يستحق الاستثمار فيه بأموال كبيرة مثلما يحدث حالياً من أصحاب رؤوس الأموال. وقال: ليس من الصعب إقناع رئيس بنك أو صاحب مال بالاستثمار في كرة القدم، بسبب النجاحات الكبيرة التي تتحقق على أرض الواقع والأمثلة الرائعة التي حدثت في السنوات الأخيرة، خاصة وأنها أصول قوية طويلة المدى، وتتنامى مع مرور الزمن بشكل غاية في القوة. وشدد على أنه شخصياً اكتسب العديد من الخبرات بالعمل تحت قيادة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة مالك مانشستر سيتي، ومعالي خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة النادي، منوهاً إلى أن العقلية الاقتصادية الرائعة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، تقود منظومة العمل بنجاح منقطع النظير، من خلال استراتيجية عمل طويلة المدى تسير وفق آليات تم وضعها مسبقاً. وتابع: من دون شك، إن مجموعة «سيتي جروب» لها وجهة نظر محددة في الاستثمار الرياضي بكرة القدم، من خلال الانتشار العرضي بمختلف أنحاء العالم، وحدث ذلك فعلياً من خلال تملك 6 أندية في 6 دول بخمس قارات، وظهر جلياً الجهد المبذول والرؤية الناجحة لقيادة المجموعة من خلال النجاحات التي تحققت على أرض الواقع. وشدد على أن اختيار الأندية التي تستثمر فيها «سيتي جروب» جاء بعناية فائقة، لاسيما وأن البعض يرى أن تملك ناد في أوروجواي أمر غريب، لكن الذي يعلمه المتخصصون أنها بلد من ضمن الدول صاحبة التاريخ التي فازت بكأس العالم مرتين، الأمر الذي يؤكد أن الاستثمار الرياضي فيها ضروري، رغم أن عدد سكانها 3 ملايين نسمة، كما أشار إلى أن امتلاك نادي يوكوهاما الياباني كان ضرورة، وحقق نجاحات كبيرة وصنع بطولات ومجداً جديداً لهذه المؤسسة اليابانية الرائعة، إضافة إلى نادي ملبورن سيتي في أستراليا، وكذلك نادي جيرونا الإسباني الذي أصبح واحداً من الأندية صاحبة التطور الكبير خلال هذه الفترة. وواصل: لقد أتمت المجموعة 10 سنوات كاملة منذ إنشائها، وبالنظر إلى الإنجازات نجد أن حقبة أبوظبي في هذه الأندية حققت نجاحات منقطعة النظير، خاصة في مانشستر سيتي الذي أصبح رقماً صعباً على مستوى العالم، مشيراً إلى أن النجاحات لم تتحقق فقط على صعيد البطولات، ولكنها شملت أيضاً الاستثمار المالي، حيث تحول النادي إلى رقم استثماري قوي، وحقق أرباحاً مجزية جعلت بعض المستثمرين الكبار على مستوى العالم يقبلون على تملك أسهم فيه. وتابع: لقد كانت بداية الاستثمارات بـ 600 مليون دولار وتنامت بدرجة كبيرة حتى دخل بعض المستثمرين من الصين بثلاثة مليارات دولار كجزء من هذا الكيان الكبير، وهو ما يؤكد أن المجموعة حققت نجاحات خيالية وتنامت المبالغ المالية وتضاعفت بدرجة سريعة للغاية. وأشار إلى أن «سيتي جروب» أصبحت ماركة مسجلة للنجاح على مستوى العالم، بسبب الفكر المتقدم للقيادة والسير وفق آليات عمل لا تتغير بتغير الأشخاص ووفق نهج محدد يهدف إلى الاستثمار في المستقبل بمعنى الكلمة. وعن آليات وأسباب النجاح التي حققتها المجموعة بشكل عام ونادي مانشستر سيتي بشكل خاص، حدد سوريانو ثلاثة محاور رئيسة لهذا النجاح، وهي الالتزام والتوازن والموهبة، مؤكداً أن توافر الثلاثة محاور تؤدي إلى النجاح بدرجة كبيرة في أي مؤسسة، سواء كانت رياضية أو اقتصادية، وأكد سوريانو إلى أن الالتزام هو المحور الرئيسي في نجاح أي عمل، لاسيما وأن على كل شخص أن يعي دوره بإتقان، وأن يقوم بواجبه على أكمل وجه دون تقصير فيه، حتى تتحقق النجاحات المطلوبة والأهداف المرجوة، وشدد على أن المال لا يعني بالضرورة عاملاً محفزاً على الالتزام، خاصة وأن الجميع يتحدث عن أشخاص ليسوا بحاجة إلى المادة في معظم الأحوال، لكن حب العمل والرغبة في النجاح وتحقيق إنجازات غير مسبوقة هو السبب الرئيسي وراء التزام أي شخص وتحديداً لاعب كرة القدم المشهور. وأضاف: بكل تأكيد التوازن في تنفيذ الإستراتيجيات هو أحد أهم أسباب النجاح، وليس مهماً أن تمتك الأفضل ولكن المهم كيف تدير هذه المجموعة وهذا الكم من المواهب. وضرب الرئيس التنفيذي للسيتي مثالاً بما حدث معه عندما كان يعمل في برشلونة عام 2007، عندما انفك عقد الفريق بسبب عدم التوازن في التعامل مع النجوم وفقدان الالتزام من اللاعبين إضافة إلى عدم قدرة المدرب على قيادة الفريق. وأكد أن برشلونة حقق كل الألقاب في العام السابق للانتكاسة مباشرة بسبب الاستراتيجية الناجحة والتعامل بتوازن مع مختلف التحديات. واختتم الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر سيتي حديثه خلال الملتقى، بالتأكيد على أن مباراة كرة القدم هي حياة كاملة في 90 دقيقة، يحدث فيها كل شيء فشل ونجاح تراجع وتقدم خسارة ومكسب كل شيء يمكن أن يتخيله أي شخص، لذلك القائد الناجح هو الذي يدير هذه الحياة بنجاح من خلال رؤية ثاقبة وخبرات متراكمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©