تركيا تتمسك بخيار ضرب المتمردين في العراق

وصف الرئيس الأميركي جورج بوش حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي المحظور بأنه ''عدو للولايات المتحدة'' وأعلن شراكة جديدة بين الولايات المتحدة وتركيا والعراق عبر تشكيل لجنة عسكرية ثلاثية لتطوير تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن نشاطه، فيما أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أن خيار شن الجيش التركي عملية عسكرية عبر الحدود لضرب قواعد متمردي الحزب في شمال العراق مازال قائماً· وقال بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أردوجان عقب محادثاتهما في البيت الأبيض الليلة قبل الماضية ''لقد بحثنا كيفية العمل معا لحماية أنفسنا من حزب العمال الكردستاني وناقشنا الحاجة إلى الإبقاء على اتصال مستمر بين جيشينا وتحدثنا عن الحاجة إلى تحسين مستوى تبادل المعلومات الاستخبارية بيننا واتفقنا على تشكيل لجنة تنسيق عسكرية لهذا الغرض تضم كبار قادة الجيش الأميركي في العراق''· وأضاف ''أوضحت بجلاء لرئيس الوزراء أننا نريد أن نعمل بطريقة وثيقة للتعامل مع هذه المشكلة''· وتابع ''إن معلومات استخبارية خاطئة تعني اننا لا نستطيع ان نحل المشكلة ومعلومات استخبارية جيدة وصحيحة ومقدمة في الوقت المناسب باستعمال التكنولوجيا الحديثة من شأنها ان تجعل التصدي لحزب العمال الكردستاني أكثر سهولة''· واوضح بوش ايضا ان الولايات المتحدة مستعدة ''للذهاب أبعد'' في مجال مكافحة المتمردين الاكراد خصوصا في مسائل ''الترانزيت'' في المطارات'' وتحويل الأموال· وقال ''نحن ندرك ان هناك مشاكل في المطارات وندرك ان هناك مشاكل خاصة بالاموال، لذلك نتخذ بعض الخطوات بهذا الشأن ولكن الخطوة الاولى هي ضمان ان يكون تبادل المعلومات جيدا''· وذكر أن أردوجان حض بقوة الولايات المتحدة على العمل مع الزعماء العراقيين لقطع تدفقات الاموال عن الحزب· وأعلن ''تركيا شريك استراتيجي وحليف قوي للولايات المتحدة· حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية، إنه عد لتركيا وعد وللعراق وعدو للولايات المتحدة''· وامتنع بوش عن الاجابة على سؤال بشأن الآثار المحتملة لتوغل عسكري تركي في شمال العراق قائلا إنه سؤال ''افتراضي''· وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن تقاسم المعلومات الاستخبارية يهدف إلى مساعدة تركيا على شن ''مناورات محدودة ومستهدفة فحسب ضد حزب العمال الكردستاني''· من جانبه، شدد أردوجان على أن صبر بلاده حيال حزب العمال الكردستاني قد نفد وأنها لا تنوي سحب 100 ألف جندي حشدتهم عند الحدود مع العراق لكنه نفى وجود أطماع توسعية لها في العراق، قائلاً ''إن الاستقرار في شمال العراق استقرار لنا أيضا وسنبقي على هذه الاجراءات الاحترازية· إن الدماء التي سفكت جراء هجمات حزب العمال الكردستاني تواصل تصعيد مشاعر الإحباط بين المواطنين الأتراك في كل يوم··لا توجد دولة بوسعها غض الطرف عن مثل هذه الأعمال''· وأضاف ''نحن نضع أولوية لتقاسم المعلومات الاستخبارية· من المهم أن نعمل بشكل مشترك وبالتضامن مع شريكنا الاستراتيجي، الولايات المتحدة''· وأوضح لاحقاً خلال كلمة ألقاها في نادي الصحافة في واشنطن ''نحن لا نسعى الى الحرب· لدينا تفويض من البرلمان التركي لشن عملية عبر الحدود ضد حزب العمال الكردستاني فقط، وتركيا لا تزال مصرة على اتخاذ الاجراءات السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي اجازها لها البرلمان لمكافحة البؤر الإرهابية''· وأضاف ''مسألة بدء عملية بدأت بالفعل بموافقة البرلمان وما نفعله هو تمهيد أرضية شرعية لاتخاذ خطوات ولا أحد يقول لنا: لا تقوموا بعملية''· وتابع ''نريد أن نرى الحكومتين الاميركية والعراقية تتخذان اجراءات ملموسة سريعا تتجاوز الكلام لإزالة حزب العمال الكردستاني من شمال العراق''· وبدا مسرورا بشكل خاص لوصف بوش حزب العمال الكردستاني بأنه ''عدو''، وقال ''أعتقد انني لست بحاجة لأشرح ما نفهمه من كلمة عدو''· وخلال اجتماع بوش وأردوجان تظاهر مئات من الاكراد خارج البيت الأبيض مرددين هتاف ''أوقفوا الاجتياح التركي''· وقال متحدث باسمهم ''نريد توجيه رسالة واضحة إلى الرئيس بوش كي لا يوافق على غزو تركي لكردستان العراق''·