الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العراقيون يسارعون إلى تخزين وقود التدفئة استعداداً للشتاء

العراقيون يسارعون إلى تخزين وقود التدفئة استعداداً للشتاء
7 نوفمبر 2007 01:11
يقف آلاف الأشخاص يوميا في طوابير أمام محطات تعبئة الوقود في مختلف أنحاء العراق للحصول على كميات من وقود التدفئة استعدادا لموسم الشتاء البارد، وهي الكميات التي توزع وفق مقررات البطاقة التموينية المعتمدة في البلاد منذ عام ·1990 وبموجب تعليمات من وزارة النفط العراقية فإنه بإمكان المواطن العراقي الحصول على 200 لتر من النفط الأبيض (الكيروسين) الذي تستخدمه العائلات العراقية عامة كوقود للتدفئة، بسبب الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي وبالتالي عدم الاستفادة من أجهزة التدفئة التي تعمل بالكهرباء· ورغم أن انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء في غالبية المدن العراقية لا يستمر أكثر من أربعة أشهر، إلا أن ذلك لا يمنع أهل العراق من اتخاذ تدابير لمواجهة هذا الانخفاض عبر الإسراع في تخزين الوقود· وقال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني للصحفيين: ''نحن سعداء خلال العام الحالي لأننا استطعنا توزيع حصص المواطنين من النفط الأبيض (الكيروسين) في أغلب المدن فيما تأخر توزيعه في مدينتي الرمادي وبعقوبة بسبب الوضع الأمني غير المستقر''· وأضاف الشهرستاني بالقول: ''تم توزيع ما بين 50 إلى 80 مليار لتر لكل محافظة خلال فترة الصيف'' خشية مواجهة نقص في المشتقات النفطية خلال الشتاء· وبدأ العراق منذ عام 2003 استيراد كميات كبيرة من وقود التدفئة ووقود السيارات من الكويت وإيران وتركيا والأردن لسد النقص الذي يعاني منه في هذا الشأن بسبب عدم قدرة مصافي التكرير العراقية على تحقيق الاكتفاء الذاتي جراء أعمال التخريب التي طالت عشرات خطوط النقل والآبار وحقول الإنتاج· وقال الشهرستاني: ''نحن نعاني كثيرا من عمليات التخريب التي تطال المنشآت النفطية بما يؤثر على عدم إيصال المنتج في الوقت المناسب للمواطنين''· وأضاف: ''خلال العام الحالي تعرضت المنشآت النفطية إلى 210 عمليات تخريبية كبرى تتوزع بين ضرب الحقول وحرق الآبار النفطية وضرب الأنابيب رغم التحسن الأمني''· وقال: ''نأمل خلال فترة قصيرة ألا نحتاج إلى أي استيراد للمشتقات النفطية بعد اعتماد مشاريع لبناء مصاف جديدة لتكرير النفط الخام موزعة على مدن الناصرية وكربلاء والسماوة والعمارة وكركوك ومدن أخرى''· ولدى العراق مصاف كبيرة لتكرير النفط الخام في بيجي والدورة والبصرة، لكن طاقة إنتاجها انخفضت إلى أدنى مستوياتها جراء تعرضها لأعمال عسكرية وقصف جوي خلال الحروب التي خاضتها البلاد منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، وكذلك بسبب أعمال العنف، فضلا عن تقادم بعض خطوط الإنتاج وعدم قدرتها على تأمين الاستهلاك المحلي المتزايد· ويلجأ العراقيون إلى تخزين كميات كبيرة من الكيروسين في جميع المدن وحتى في الأحياء الراقية منذ وقت مبكر وخلال فترة الصيف استعدادا لفصل الشتاء، حيث يختفي الكيروسين وترتفع أسعاره في السوق السوداء بشكل جنوني يثقل كاهل الأسر الفقيرة· ونجحت السلطات العراقية خلال العام الحالي في القضاء على المشكلات التي كانت تقلل من حجم المعروض من المشتقات النفطية وذلك بعد أن أبعدت عناصر المليشيات المسلحة التي كانت تسيطر على بعض محطات التعبئة، بجانب تأمين الطرق للصهاريج الكبيرة التي تنقل الكيروسين من دول الجوار وتوزيعه بشكل منتظم على الأهالي وفق نظام الكوبونات الغذائية· ويخزن العراقيون الكيروسين بداخل براميل حديدية كبيرة أو ما يصطلح عليه محليا ''الجليكان'' وذلك في ظل ظروف تخزين غاية في الخطورة· ويشاهد العراقيون من مختلف الأعمار، وهم يقفون أمام محطات تعبئة الوقود في طوابير طويلة يخصص جانب منها للرجال وآخر للنساء، ويبدأ الوقوف في هذه الطوابير منذ ساعة مبكرة من الصباح· وتستعين إدارات محطات تعبئة الوقود بقوات من الجيش والشرطة لتطويق مناطق الطوابير خشية تسلل مسلح لتفجير نفسه وسط الجموع· وقالت سندس البدري ''37 عاما''، وهي ربة بيت: ''العام الحالي أفضل بكثير من الأعوام الماضية· استطعنا خزن 300 لتر من النفط الأبيض (الكيروسين) وهو كاف خلال فترة الشتاء''· وأضافت: ''إذا تحسن وضع التيار الكهربائي فإننا نضمن خزن جزء منه للعام المقبل''· أما حسن هادي ''51 عاما''، وهو متقاعد كان يقف في طابور أمام محطة تعبئة الوقود في شارع فلسطين، فقال: ''كميات النفط الأبيض في المحطات هذا العام كافية على عكس الأعوام الماضية التي عشنا فيها مواقف وقصصا نادرة لا تخطر على بال أحد في بلد يطفو على بحر من النفط الخام''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©