السنيورة: الحكومة ملتزمة بالدستور حرفياً

عشية عودة التحرك العربي باتجاه الساحة اللبنانية، حيث من المقرر ان يصل اليوم الى بيروت موفد الجامعة العربية هشام يوسف لاستكشاف مدى فرص نجاح المبادرة العربية لمعالجة الاستحقاق الرئاسي غداة مؤتمر دول جوار العراق في اسطنبول، وبالتزامن مع القمة الاميركية - الفرنسية في واشنطن، صعد فريقا الأزمة اللبنانية سجالهما؛ ما أوحى للمراقبين في العاصمة اللبنانية بأن الأزمة تتجه الى المجهول، وأن جلسة 12 نوفمبر الجاري لن يكتب لها النجاح في انتخاب الرئيس العتيد· ووسط ''القصف'' الكلامي العنيف بين أقطاب الأكثرية والمعارضة، واستبعاد التوافق على اسم مرشح تسوية للرئاسة، طمأن رئيس البرلمان نبيه بري بأن لبنان سينتخب الرئيس قبل 23 نوفمبر الجاري، ولكنه رفض الكشف امام زواره ما يمتلك من معطيات تكرس تفاؤله المفرط بالحل، مستبعداً كما نقل عنه النائب غسان تويني انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 12 نوفمبر الجاري لأن التسويات في لبنان تحصل عادة في الربع ساعة الأخير· من جانبه، أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن حكومته مصممة على الالتزام حرفياً بالدستور، وانها لن تدخر أي وسيلة من اجل حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد· وقال ''علينا أن نعيد الاحترام لدستور البلاد والالتزام به، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع بأن يمارسوا حقهم وواجبهم الدستوري''· وأكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أنه ''مع بدء العد العكسي للمواعيد الدستورية المتصلة بالانتخابات الرئاسية اللبنانية تتزايد المخاطر الأمنية التي قد تأخذ أشكالا متنوعة مماثلة لأحداث ''نهر البارد'' أو مختلفة عنها بهدف تقويض الاستقرار الداخلي والدفع باتجاه التعطيل مجددا، وهي السياسة التي اعتمدت طوال الفترة الماضية من قبل النظام السوري وأعوانه في لبنان''· وتساءل في الموقف الاسبوعي لجريدة ''الأنباء'' الصادرة عن الحزب ''التقدمي الاشتراكي'' التي تصدر اليوم الثلاثاء عن صحة المعلومات التي قيل إنها وردت قبل أحداث ''نهر البارد'' وأشارت إلى حرية الحركة التي كان يتنقل بها شاكر العبسي من مخيم برج البراجنة إلى وادي الزينة ثم نهر البارد بعد أن كان دخل إلى لبنان من سوريا عبر قوسايا، فهل كانت الأجهزة الأمنية على علم بهذه الحركة وبهذه المعلومات، وهل عدم تحركها كان هفوة أم غفلة غير مقصودة؟ وهل نحن اليوم على مشارف تكرار تجربة نهر البارد مرة ثانية إنما في مخيم برج البراجنة ما سيضع الجيش مرة جديدة امام تجربة صعبة تلحق به خسائر كبيرة من الممكن تفاديها؟''· من جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الدبلوماسية الدولية والعربية تتابع بنشاط كبير واتصالات مكثفة تطور الوضع في لبنان وهو يدخل الأيام الأخيرة قبل الاستحقاق الرئاسي طبقا للدستور· وأنه من الطبيعي في هذا الاطار ان يتواصل العمل الدبلوماسي مع سوريا من جانب العديد من الاطراف العربية أو الاقليمية أو الدولية في كثير من الاوساط السياسية واللقاءات الدبلوماسية باعتبار دورها المهم في التطورات اللبنانية سواء بالاتصال المباشر معها أو بمناقشة دورها في لبنان، مشددا على ضرورة إنقاذ الاستحقاق الرئاسي اللبناني في موعده· من جانبه، عوّل مرشح الرئاسة اللبنانية النائب روبير غانم على دور جامعة الدول العربية في معالجة المشكلة اللبنانية، وقال غانم في حوار خاص مع قناة ''ابوظبي'' الفضائية وجريدة ''الاتحاد'' ''نحن نعلم تماماً الاهتمام البالغ الذي أبدته الجامعة بشخص أمينها العام، واعتبر ان زيارة وفد الجامعة الى بيروت هو بمثابة استمرار لما قام به عمرو موسى في الماضي، وهو اعادة التواصل لاستكشاف ما يمكن ان يصل اليه اللبنانيون، وفي النتيجة نحن نشكر كل من يدعم الجهود المبذولة للوصول الى الوفاق، لأن لبنان هو لبنان الوفاق وليس التصادم ومبرر وجوده هي وحدته، وعلينا نحن كلبنانيين اولاً ان نلتقي على امور معينة وكل دعم يأتي من الخارج يكون مرحباً به، ونحن نطالب ونريد أن يكون هذا الاستحقاق لبنانياً بامتياز