الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رمزي كيلو يجمع ثقافتي الشرق والغرب في معرضه بأبوظبي

رمزي كيلو يجمع ثقافتي الشرق والغرب في معرضه بأبوظبي
6 نوفمبر 2007 00:09
في المعرض الشخصي للتشكيلي الكندي من أصل لبناني رمزي كيلو والذي ولد في حيفا بفلسطين، اجتمعت ثقافات متعددة وأزمان مختلفة وأماكن متنوعة، مما أعطى الحشد الكبير من الأعمال التشكيلية التي قدمها في معرضه المقام في المجمع الثقافي بأبوظبي والذي افتتحه مساء امس الأول زكي نسيبة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بحضور عبدالله العامري مدير مؤسسة الثقافة والفنون في الهيئة· وقد بلغ عدد اللوحات التي عرضها كيلو في المعرض 135 لوحة تراوحت أحجامها بين كبيرة ومتوسطة يشاهدها الزائر، بينما صفت على طاولة مجاورة في القاعة 30 عملاً تشكيلياً لم تتسع الجدران لعرضها، أعطى رؤية بانورامية تنقل فيها الفنان من ذاكرة الطفولة الى مشاهداته عبر البلدان التي قطنها أو مر بها وخاصة الإمارات التي شكلت معايشاته لعالمها ومكانها بؤرة مهمة في هذا التاريخ الإبداعي الذي ناهز الـ50 عاماً والذي يتوج معرضه هذا بكلمة احتفائية ''احتفالاً باليوبيل الذهبي للنجاح''· الفنان التشكيلي رمزي كيلو وبتعدد انتماءاته لكونه من فلسطين ولادة، ومن لبنان نشأة، ومن الإمارات سكناً، ومن كندا في نهاية الأمر، قاده الى تنوع لوني وخبرات ثقافية مختلفة، فمنذ صغره اهتم بالرسم إلا أنه يرى أن معلمه الأول هو ''نورمان روكوبل'' فقد درس في مدرسة هيلثرلي للفنون الجميلة في لندن التي أعطته طريقة في تناول العوالم التي ليست شرقية الانتماء ولا غربية التأثر، بل امتلك بنظرته الثاقبة مزيجاً حقيقياً لفن حضارتين مهمتين أثرتا في العالم· في عام 1959 حاز على الجائزة الأولى في معرض ''كفاح امرأة'' الذي أقامته وزارة الإعلام الكويتية، ثم انتقل الى كندا (1971) نال بعد ذلك جوائز متعددة وقام بتنظيم معارض كثيرة فتنقل بأعماله عبر اوروبا والشرق الأوسط· تنوعت الطرق الإبداعية المستخدمة في لوحات كيلو، فمن قلم الرصاص الممزوج بالحبر الصيني ومن الحبر والاكريليك على السيلوفان وانتقالاً إلى الألوان المائية والألوان الزيتية والجواش (المائي السميك) والباستيل على ورق الجدران صاغ رمزي كيلو رؤيته، فتنوعت رسوماته التي بدا فيها بارعاً في اقتناص الجزئيات عند اللوحات المائية خاصة وهي الأعمال التي استدعى فيها عبر ذاكرته الحية وطفولته في فلسطين، وربما تقترب تلك الأزقة الحجرية والشناشيل والطرقات الضيقة والمشربيات المرصوفة من أعمال المستشرقين وهو بهذا قدم أعمالاً مائية قوية تتبع فيها الجزئيات الصغيرة بمهارة عالية وخاصة في لوحاته ''عند قبة الصخرة'' و''شارع في فلسطين'' و''لاجئون فلسطينيون'' والاخيرة هي مجموعة أعمال بالابيض والاسود· التقت ''الاتحاد'' بالفنان التشكيلي عبدالله العامري مدير مؤسسة الثقافة والفنون بالهيئة واستطلعت رأيه في هذا المعرض وقراءته لما قدم من اعمال فيه فقال: المعرض عبارة عن ذاكرة زمانية ومكانية حاول الفنان تجميعها في هذا العدد والكم الكبير من اعماله التي تلخص اربع مراحل وهي مرحلة الطفولة ''فلسطين'' ومرحلة النشأة ''بيروت'' ومرحلة الإمارات واخيراً مرحلة وجوده في كندا· ثم يضيف العامري: أن الذي يميز أعمال التشكيلي رمزي كيلو من خلال مشاهدتي لها أنه يتعامل مع اكثر من تقنية بحيث يمزج بينها حتى يوصل معنى أو هدف العمل الفني برمته الى اقصى طاقة بحيث إنه استخدم كل المواد المتاحة والمتنوعة ''زيوت، ومائية، وحبر صيني، وقلم رصاص''، وهذا بحد ذاته يدل على براعة نادرة· استخدم رمزي كيلو طريقة تجميع اللوحات المشتركة في الموضوعة الواحدة ومنها ''ما تقوله الايدي'' وهو بحث في تعبيرات اليد التي تهدف حركتها الى تأكيد معنى·· ولوحات الخيول والصيادين والمراكب المبحرة والبيوتات القديمة والأبواب التراثية، والحصاد في كندا، والاكسسوارات المزخرفة، والطبيعة الصامتة والأباريق النحاسية، وفي كل ذلك بدا الإنسان حاضراً والمرأة خاصة في أعماله التي تناولت جزءاً من حياة طفولته في فلسطين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©