السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصمت عن باكستان··· خيار الأميركيين الأنسب

الصمت عن باكستان··· خيار الأميركيين الأنسب
6 نوفمبر 2007 00:06
أكدت إدارة الرئيس بوش يوم الأحد الماضي أنها ستستمر على الأرجح في ضخ المليارات من الدولارات إلى الجيش الباكستاني، وذلك رغم اعتقال نظام الجنرال ''برويز مشرف'' للناشطين في مجال حقوق الإنسان وزعماء المعارضة السياسية· وفي تصريحات علنية اتسمت بالتوازن وأخرى خاصة كانت أكثر جرأة حول محدودية التأثير الأميركي على الجنرال ''مشرف'' -الرجل الذي وصفه الرئيس بوش بأنه أحد أوثق حلفائه- أقر المسؤولون الأميركيون بخطورة ترك الاضطرابات السياسية في باكستان تتدخل في جهود طرد ''القاعدة'' و''طالبان'' من المناطق القبلية لباكستان لأن ذلك سيكون له نتائج عكسية· فيما قالت وزيرة الخارجية الأميركية ''كوندليزا رايس'' أمام الصحفيين في القدس إن الولايات المتحدة ''ستراجع مسألة المساعدات''، أكدت من جهة أخرى، وفي ثلاث مرات، أن أكثر ما يشغل الرئيس بوش هو ''حماية أميركا والمواطنين الأميركيين من خلال مواصلة الحرب على الإرهاب''؛ وأوضحت ''رايس'' قائلة: ''يعني ذلك أن نأخذ بعين الاعتبار عمليات مكافحة الإرهاب التي نقوم بها حاليا، وعلينا أن نعي بأن بعض المساعدات الموجهة إلى باكستان تذهب إلى جهود محاربة الإرهاب''· في ''إسلام أباد'' قال مساعدو الرئيس ''مشرف'' - من الذين رفضوا دعوات السيدة ''رايس'' و''آدم ويليام فالون''، القائد العسكري الأميركي البارز في الشرق الأوسط، بتجنب إعلان حالة الطوارئ- إنهم توقعوا النتائج غير المهمة لقرار إعلان حالة الطوارئ، وقد وصفوا ردة الفعل الأميركية ''بالصامتة''، مؤكدين عدم تلقي ''مشرف'' أية مكالمات هاتفية من ''بوش''، أو مسؤولين أميركيين آخرين تحتج على الأمر· وفي عبارات صريحة وغير مألوفة قال مساعدو الرئيس مشرف إن المسؤولين الأميركيين يغلبون الاستقرار على الديمقراطية، وعبر عن ذلك ''طارق عزيم خان'' -وزير الإعلام الباكستاني- قائلا: ''إنهم يفضلون الاستقرار في باكستان-رغم بعض القيود-، على ديمقراطية قد تسقط في يد المتشددين، وعند الحسم أعرف ماذا سيختار أصدقاؤنا الأميركيون''· وقد كان لافتاً الشعور بالثقة الذي أبداه المسؤولون الباكستانيون عندما أعلنوا بأن الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر يناير المقبل قد يتم تأجيلها إلى نهاية السنة المقبلة· لكن قبل إطلاعها على الإعلان الباكستاني باحتمال تأجيل الانتخابات قالت ''رايس'': ''نحن واضحون فيما يتعلق بضرورة تنظيم الانتخابات في موعدها، أي بداية السنة المقبلة''· وقد اعترف المسؤولون في واشنطن أنهم يسعون إلى إقامة التوازن بين إصرار أميركا على مواصلة باكستان لمسيرتها الديمقراطية، وعدم رغبة مشرف في المخاطرة باستقرار البلاد إذا ما سمح لتنظيم ''القاعدة'' و''طالبان'' بحرية العمل· وفي هذا الصدد قال مسؤول أميركي بارز منخرط في محاولة إقناع الجنرال مشرف الالتزام بتعهده في تنظيم انتخابات برلمانية وقيادة البلاد كمدني ''الرهانات في باكستان عظيمة، ولدينا جنود أميركيون وآخرون من قوات حلف شمال الأطلسي يموتون في أفغانستان، بالإضافة إلى الحرب على الإرهاب''، وبالطبع لا تستطيع أميركا إيقاف ذلك بينما يسعى ''مشرف'' إلى تعزيز سلطاته في البلاد· ليس واضحاً بعد درجة الخطورة التي لمسها الرئيس مشرف ليعلن حالة الطوارئ ويعلق العمل بالحريات العامة· غير أن عدداً من المسؤولين في الإدارة الأميركية عبروا عن استغرابهم للسياسة المتشددة التي اتبعها مشرف في ملاحقة المعارضة يوم السبت الماضي؛ فقبل أيام قليلة منح الرئيس مشرف ضمانات بأن أي إعلان لحالة الطوارئ سيكون فقط لفترة وجيزة، إلا أنه بعد الملاحقات التي داهمت رموز المعارضة، أصبحت الأزمة أكثر حدة· ومع أن الرئيس بوش جعل من نشر الديمقراطية أحد أولويات سياسته الخارجية، وسعى إلى دفع الجنرال مشرف طيلة الأشهر الماضية للانفتاح على المعارضة واقتسام السلطة إلى حد التوسط بينه وبين ''بينظير بوتو''، إلا أنه التزم الصمت إزاء التحرك الأخير للجنرال ''برويز مشرف''· يتناقض صمت الرئيس بوش هذا مع ردة فعله تجاه قمع المعارضين في ''ميانمار'' خلال الشهر الماضي! ففي تلك الحالة اتخذ الرئيس ''بوش'' خطوات محددة ضد حكام ''ميانمار''، لكن فيما يتعلق بباكستان، يرى المسؤولون الأميركيون، أنها تشكل وضعاً مختلفاً، لا سيما وأنها بلد نووي خصه بوش بوضع ''الحليف الأساسي من خارج الناتو''· ويخشى المراقبون الغربيون في ''إسلام أباد'' من أن تضيق خيارات بوش إذا ما تدهورت الأوضـــاع إثر انـــدلاع المظاهرات، كمـــا اشتكـــى المسؤولون من أن جهود الرئيس مشرف ركزت طيلة الأشهر السابقة على إضعاف المعارضة أكثر من تركيزها على محاربة الإرهاب· فلأكثر عن عام، -قبل إعلان الجنرال مشرف حالة الطوارئ- عبر المسؤولون الأميركيون عن استيائهم من الأداء الضعيف لباكستان ضد ''القاعدة'' وطالبان''، وحتى الجهود التي بذلها مشرف لعقد صفقة مع مقاتلي الجماعات الإسلامية في المناطق القبلية باءت بالفشل، وعندما أرسل جنوده إليها خلال الشهور الأخيرة تعرض الكثير منهم للقتل، أو الاختطاف؛ وفي لقاءات أجريت مع دبلوماسيين غربيين ومسؤولين عسكريين باكستانيين قبل وبعد إعلان حالة الطوارئ، فإنهم اتفقوا على أن أداء الجنرال ''مشرف'' في محاربة الخطر المتصاعد للمقاتلين الإسلاميين كان ضعيفاً، حيث جاء تحرك الحكومة بطيئاً، واستعدادها للعمليات سيئاً، فضلا عن مهادنتها أحياناً للجماعات المسلحة· محرر الشؤون الخارجية في نيويورك تايمز ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©