باكستان تلمح إلى تأجيل الانتخابات لمدة عام

لمحت الحكومة الباكستانية إلى احتمال تأجيل موعد الانتخابات العامة المقرر إجراؤها مطلع العام المقبل، وسط تصاعد المعارضة السياسية والقانونية لإعلان الرئيس الباكستاني برويز مشرف فرض حالة الطوارئ في البلاد· وقال رئيس الوزراء شوكت عزيز في مؤتمر صحفي إن حكومته تجري مشاورات لاتخاذ قرار نهائي بشأن تأجيل موعد الانتخابات لمدة عام إضافي· وأوضح عزيز ''نحن ملتزمون بضمان إجراء الانتخابات وازدهار الديمقراطية في باكستان نتيجة لما حدث قد يكون هناك اختلاف في التوقيت ولكن لم يتخذ قرار'' بعد·وقال عزيز إن عدد من ''أوقفوا احترازيا'' منذ فرض الطوارئ مساء السبت بلغ ما بين 400 إلى 500 شخص·بينما ترددت انباء عن قيام الشرطة باعتقال اكثر من 1600 من انصار المعارضة ونشطاء حقوق الانسان·وأمل عزيز ان تنتهي حالة الطوارئ ''والا تستغرق وقتا طويلا''، من دون اعطاء ايضاحات اخرى· وعلى الرغم من اعلان مشرف حال الطوارئ الا ان عزيز شدد على ان حكومته ''ملتزمة التمديد للنظام البرلماني'' في باكستان· وقبيل هذا المؤتمر الصحافي اعلن نائب وزير الاعلام الباكستاني طارق عظيم ان ''الانتخابات ستجري لكن المواعيد قد تتغير بسبب حال الطوارئ في البلاد''· وكان مقررا ان تجري الانتخابات العامة لاختيار برلمان فدرالي جديد واعضاء المجالس الاقليمية الاربعة في باكستان منتصف يناير 2008 · وتزامنت حملة الاعتقالات مع انتشار الشرطة ووحدات شبه عسكرية حول الطرق المؤدية إلى البرلمان والقصر الرئاسي والمحكمة العليا ومحطات الإذاعة والتلفزيون والفنادق في العاصمة إسلام آباد· وفي هذا السياق شملت حملة الاعتقالات امس مدير المخابرات العسكرية السابق الجنرال المتقاعد حميد جول، وجويد هاشمي القائم بأعمال رئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف· وقال وكالة فرانس برس إن المعارض البارز زعيم حركة الإنصاف ونجم الكريكت السابق عمران خان هرب من منزله الذي كانت السلطات فرضت عليه الإقامة الجبرية فيه بلاهور إثر حثه الباكستانيين على الخروج إلى الشوارع للتعبير عن معارضتهم لقرار مشرف· كما اقتحمت القوات الباكستانية مقر لجنة حقوق الإنسان في لاهور عاصمة إقليم البنجاب واعتقلت جميع أفراد طاقم اللجنة·وقالت رئيسة اللجنة أسما جاهانجير إنها أبلغت بفرض الإقامة الجيرية عليها في منزلها لمدة 90 يوما· وكذلك فعلت بشخصيات عدة من المعارضة وبمحامين مقربين من القاضي افتخار محمد شودري الرئيس السابق للمحكمة العليا الذي اقاله مشرف · وقال خان ان ''مشرف يسعى الى التمسك بالسلطة بالوسائل كافة''· كما حاصرت الشرطة والقوات شبه العسكرية منزل قاض ينظر في الطعون المقدمة ضد اعادة انتخاب مشرف في السادس من اكتوبر· وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان القاضي خليل الرحمن رمضاي موجود في منزله الواقع في مدينة لاهور وضباط الأمن منعوا زواره من دخول المنزل· وبالموازاة انتشر عناصر من الشرطة ووحدات شبه عسكرية في محيط القصر الرئاسي والبرلمان والمحكمة العليا في العاصمة· وفتحت المحال التجارية ابوابها الا ان الشوارع خلت من المارة والسيارات· كما داهمت الشرطة الباكستانية مكاتب قناة تليفزيونية حيث حاولت مصادرة المعدات التي تستخدمها القناة في البث· وصرح أحد مديري القناة بأن ''الشرطة داهمت مكتبنا وحاول ضابط قضائي مصادرة أدواتنا'' ، موضحا أنه لم يكن بحوزتهم إذن قضائي·وقال المدير إن الشرطة كانت ترغب في مصادرة سيارة فان تستخدم في بث التغطية الحية للاحداث ، مضيفا أن رجال الشرطة ''نجحوا في اقتحام المكتب ، نحن نعيش في ظل ديكتاتورية · إننا ندين تصرف الشرطة بشدة''· وكان مشرف قد فرض قيودا شاملة على وسائل الاعلام واصدر قوانين تحظر على وسائل الاعلام بث او نشر بيانات تسخر منه او من كبار مسؤولي الحكومة والقوات المسلحة· كما منع ايضا وسائل الاعلام من نشر بيانات من المتشددين او صورهم·