الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعمال مشتركة ومصالح متناقضة... أين الحد الفاصل؟

أعمال مشتركة ومصالح متناقضة... أين الحد الفاصل؟
28 ابريل 2009 00:29
«في جعبتي الكثير من الانتقادات»، باحت زميلة في «الإمارات اليوم» علا الشيخ، حين اتصلت بها أسألها عن العلاقة مع «جماعة» العلاقات العامة... فقد راجت أخيراً، وفي العقد الأخير تحديداً، شركات العلاقات العامة التي تروج لزبائنها وتسعى لنشر أخبارهم في الصحف والمجلات مما يستدعي إنشاء علاقات جيدة مع أهل الإعلام لقطع الطريق أمام عدم النشر، خصوصاً إذا كانت الأخبار تحمل طابعاً إعلانياً. وبما أن معظم الصحف والمجلات تبتعد قدر المستطاع عن نشر أخبار ذات طابع إعلاني، إلا إذا كانت خدمة مقابل إعلانات، فإن هذه الشركات تنشط بمندوبيها لتوثيق العلاقة مع الصحفيين من جهة ولتوفير كمّ من الأخبار تهمّ أهل الإعلام فتدمج بين غاياتها وغايات الإعلاميين في ملاحقة الوجوه المهمة من ممثلين وفنانين وسواهم. البعض يصف العلاقة بين مندوبي العلاقات العامة في الشركات والإعلاميين بعلاقة المصلحة البحتة، فحين تزول هذه المصلحة تختفي هذه العلاقة الطيّبة ويتوقف هاتفك عن الرنين، وهذا رأي الطرفين. أما علا الشيخ، فتقول: «أكثر ما يزعجني أن تتم دعوتي إلى مؤتمر صحفي، وقبل أن أؤكد حضوري يعلنون لي أن هناك حفل غداء أو عشاء في المناسبة، متوقعين أن هذه هي كلمة السرّ التي ستدفعني إلى الحضور، لذا أعتذر في هذه الحال؛ لأنه من المؤسف الاعتقاد بأن الصحفي سيأتي لتغطية المؤتمر لهذا السبب... فهل هي رشوة من نوع آخر؟... وأقصد إذا كان لا بد من حضور المؤتمر أن أنسحب مباشرة من دون المشاركة في فعاليات الغداء أو العشاء». من جهة ثانية، يقول أحد مندوبي العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة رسمية أن عدداً من الصحفيين والإعلاميين، وليسوا جميعاً، يسألون أحياناً عن الهدية المرافقة للمؤتمر الصحفي». ويضيف: «يتوقعون سلّة من الهدايا في كل مؤتمر، ولكن ليس الجميع بهذا الشكل، لكن للأسف «يذهب الصالح بظهر الطالح... فأشعر بالخجل من الموضوع». وهذا ما لا تنفي وجوده في الوسط الإعلامي الزميلة علا، إذ تقول: «هناك عدد ضئيل من الإعلاميين الذين يعطون صورة تعمّم للأسف، بأن الصحفي ينتظر الحفلات والهدايا، فتعتقد شركات العلاقات العامة أن هذه هي وسيلتها الناجعة لجذب الإعلاميين والصحفيين لكتابة الخبر. حتى أن البعض يصطحبون أفراد عائلاتهم معهم في مناسبات الغداء والعشاء، والصيت يعمّم». أما عن العلاقة التي تنشأ بين الطرفين، فتقول زميلة تعمل في جريدة إلكترونية إنه ومن دون شك هناك مصالح مشتركة، خصوصاً أن بعض الفعاليات الثقافية توكل لتنظيم العلاقات العامة والإعلام لشركات علاقات عامة، وأية مقابلة نريد أن نجريها أو معلومات نود الحصول عليها، ليس لنا إلا المندوبين في الشركة نتعاون معهم ويتعاونون معنا، لكنهم يخضعون بحكم عملهم لضغوطات هائلة تجعلهم يتصلون لمرات عديدة في اليوم الواحد من أجل أن يتأكدوا مثلاً من موعد نشر الخبر، وإذا تأخر موعد النشر يتصلون لمعرفة السبب إلى درجة نشعر فيها أنهم يتحكمون في عملنا، وهذا ما نضع له حدّاً. هم لا يقصدون ذلك، ولكن ضغط العمل يدفعهم إلى فعل ذلك كما يدفعنا ضغط العمل للاتصال مراراً بمصدر ما لإقناعه بالإدلاء بحديث لنا». وفي ذلك تقول علا: «ليس من حق أي جهة نجري معها حواراً أن تسأل عن موعد النشر؛ لأن الصحفي في الأساس لا علاقة له بذلك، فهو عليه أن يسلّم مادته ورئيس قسمه يقرر النشر أو عدمه، كما يقرّر متى ينشر المادة، وهذا ما لا يصدقه المندوبون فيروحوا يلحّون علينا لمعرفة هذه التفاصيل، إنما يبقى أن هناك مندوبين يعرفون تماماً مهنتهم وما تتطلبه منهم فيتعاملون مع الصحفيين مهنياً وباحترام وهؤلاء يكسبون الحترام والمودة». ويقول بول إستروف، موظف في شركة علاقات عامة: «أصف العلاقة بالجيدة مع الصحفيين والإعلاميين خصوصاً أن لدى الطرفين مصالح مشتركة، ولكن أحياناً نتصل بأحدهم ويكون مزاجه متعكراً فنرجئ حديث العمل لوقت آخر؛ لأننا كلنا بشر ويتعرض مزاجنا للتقلب في بعض الأيام». تنشأ في معظم الأحيان صداقات بين مندوبي العلاقات العامة وبين الإعلاميين، لا يكون عنوانها المصلحة المهنية، إذ ينتهي مشروع ما إنما يبقي الطرفان على التواصل الإنساني فيما بينهم. وبعض مندوبي العلاقات العامة، وكذلك بعض الإعلاميين، يسعون بقصد إبقاء العلاقات الجيدة بين الطرفين لعلّ موسم عمل آخر يستجدّ فيستفيدون من متابعتهم لهذا الاتصال. بعض المندوبين هم صحفيون في الأساس، انتقلوا إلى هذا المجال بعد العمل الصحفي، وبحكم هذا الواقع فإنهم على علاقة بشريحة واسعة من الإعلاميين، فتسهل عليهم متابعة العلاقة الإنسانية التي تحكمها مصالح الطرفين. كما أن هؤلاء يعرفون من جراء خبرتهم ما يزعج الصحفيين وما يريحهم، فيلعبون في الميدان الذي تشرّبوا فنّه وقد يبرعون في مجالهم. وتقول علا: «تبقى الاتصالات بيننا وبين المندوبين الذين نشأت صداقات معهم إنما لم تتخط يوماً من خلال تجربتي الخاصة علاقة العمل نحو العلاقات الاجتماعية، إنما لهؤلاء ود واحترام ومحبة تؤثر ايجاباً على عملنا من دون أدنى شك». وفي ذلك، يقول إستورف إنه كوّن صداقات مع الصحفيين خلال عمله لم تنقطع مع انتهاء العمل معهم. وبحكم عمله، يشير إلى أنه من النوع الذي يحافظ على اتصالاته مع الصحفيين حتى بعد انتهاء عمل معيّن ينجزه للزبائن، ويقول: «أنا بطبعي اجتماعي وأحب أن أتحدث إلى الناس». ويعلّق ضاحكاً: «يبقى دفتر أرقام الهواتف في رأسي». وفي ذلك يشترك مع الصحفيين؛ لأن بناء لائحة بأرقام الهواتف وعدم إعطائها للآخرين شأن عادي في المهنة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©