النصر يعاني صدمة السقوط من الطابق الثالث !

هل كانت صدمة أم ثورة، أم هو حزن مبلل بالغضب ذلك الذي انتاب فريق الكرة في أعقاب سقوط الأمل من ''الطابق الثالث'' بنادي النصر عشية أمس الأول، عندما تقدم في قفزة ثلاثية ليصل بالنتيجة الى 3/1 في مرمى ضيفه العنيد فريق الشعب ثم انتهى به الحال إلى 3/3 في ختام اللقاء المثير الذي جمع الفريقين على أرض النصر في الأسبوع الثالث لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم، فتوقف رصيد النصر عند نقطة واحدة واحتفظ الشعب بموقع متميز عند المركز الثاني في جدول المسابقة برصيد 7 نقاط· عقب المباراة انتظر الصحفيون طويلا ولكن الجهاز الفني للنصر بقيادة البرازيلي فاجنر مانسيني وأعضاء الفريق أغلقوا عليهم الأبواب فيما يشبه الصدمة، فيما ظلت جماهيرهم تهتف طويلا ضد حكم الدرجة الأولى محمد عبدالله حسن الذي أدار اللقاء واتسمت قراراته بالكثير من علامات التعجب، خاصة عندما احتسب ضربتي جزاء للشعب وطرد لاعب النصر درويش أحمد بدلا من أن يحتسب لصالحه ضربة جزاء طالب بها هو وفريقه، كما ألغى هدفاً للنصر قبل نهاية المباراة بقدم عدنان حسين محتسباً اللعبة تسللاً· وبين أجواء النصر المشحونة، هلل ''الشعباوية'' كثيراً مرحبين بالتعادل الذي جاء بطعم الفوز·· وتحدث المدرب الكرواتي زلاتكو مؤكدا انه كان لاعب كرة ويدرك تماما صعوبة الموقف الذي واجهه الفريق قبل بداية الشوط الثاني، قال: لقد كان علينا ان نبادر ''بمغامرة كبرى'' بعد ان انتهى الشوط الأول بتقدم النصر بهدفين ولم يكن من السهل ان اقنع فريقي داخل غرفة تبديل الملابس بأن في وسعهم العودة الى المباراة وانتزاع الفوز أو التعادل على أقل تقدير·· لم يكن اللاعبون ليصدقوا ذلك، ولم يكن الجهاز الفني يمسك بعصا سحرية يستطيع بها أن يعيد الثقة المفقودة، لولا حالة التفاهم الكبيرة والثقة المتبادلة بيني وبين اللاعبين·· لقد صدقوني تماما عندما حاولت إقناعهم أن المباراة لم تهرب بعد، وأنها لازالت بين أقدامهم، وأننا سنجري تغييرات تكتيكية هجومية نصل بها الى عمق المرمى المنافس ونقلب النتيجة· واضاف زلاتكو: لقد دفعنا بالمهاجم عبدالله عيسى على حساب المدافع ابراهيم خليل ثم توالت التغييرات الهجومية وسيطرنا على الوسط وكان من المتوقع ان يحدث أي شيء·· ان نحرز اهدافا كثيرة او يستقبل مرمانا المزيد من الأهداف، وصارت المباراة فوق صفيح ساخن متجهة نحو المجهول، لكن المغامرة نجحت وتحلى اللاعبون بالثقة والعزيمة وسيطروا على مجريات الشوط على الرغم من الهدف الثالث الذي أحرزه النصر بعد دقائق من الهدف الذي اقتربنا به الى 2/·1 لقد كانت المباراة عبارة عن شوطين متناقضين تماما·· فقد أصيب فريقي بصدمة تكتيكية في الشوط الأول ولم يستطع التصرف، حيث كنا قد أعددنا خططنا على اساس ان النصر سيهاجم ويترك لنا مساحات كبيرة في الملعب، ولكنه لم يفعل ذلك رغم سيطرته السلبية على الكرة، ووجد فريقي المساحات ضيقة فارتبك وترك النصر يتسلم الكرة بسهولة ويسيطر ثم ينطلق خلال النصف الثاني من الشوط نحو مرمانا ويمارس تميزه في الضربات الثابتة التي حذرت منها الفريق قبل اللقاء، والتي استطاع النصر أن يحرز منها هدفين· وتغير الحال في الشوط الثاني خاصة عندما دفعت بالمهاجم علي سامره العائد من الاصابة وكنت أدخره لوقت الحاجة، ويبدو أن الفريق يكتسب شحنة معنوية كبيرة بوجوده ويعرف طريقه الى مرمى المنافس· وعن الطرد الذي تعرض له النصر ولكنه رغم ذلك هدد مرمى الشعب أكثر من مرة، قال زلاتكو: لقد كان طبيعيا ان يتهدد المرميان في مثل هذه المباراة المفتوحة، ولو كان فريقي قد تحلى بالمزيد من الهدوء والتركيز لخرج فائزا واحرز الهدف الرابع لأننا هددنا مرمى النصر اكثر من مرة وضاعت اكثر من فرصة سانحة· اخيرا·· قال مدرب الشعب: إنني أهنئ فريقي الذي لم يفقد الثقة مع صعوبة الموقف خارج ارضه، كما أهنئ النصر الذي قدم مباراة جيدة تماما· محمد جلفار نائب رئيس مجلس النصر: اتحاد الكرة أخطأ في اختيار حكم درجة أولى رغم الحاجة الشديدة والملحة الى فوز يعيد رضا الجماهير وثقة العميد، لم تخرج إدارة النصر غاضبة على لاعبيها في اعقاب تعادلهم على ارضهم 3/3 مع الشعب، وانصب الغضب على حكم المباراة·· هذا ما عكسته تصريحات محمد عبدالكريم جلفار نائب رئيس مجلس النادي الذي جدد ثقة الادارة في الجهاز الفني· قال جلفار: لقد أدى الفريق مباراة جيدة تماما ونحن راضون عما قدمه اجمالا عبر الشوطين، خاصة في الشوط الأول الذي سيطر خلاله تماما وعزز سيطرته بهدفين ثم واصل تقدمه خلال الشوط الثاني 3/1 قبل ان تتسبب القرارات التحكيمية في تغيير النتيجة·· ورغم أنني لا أحب دائما أن أتحدث عن التحكيم وقرارات حكام الكرة، إلا أن ما حدث يدعوني للقول إن اتحاد الكرة للأسف الشديد لم يحسن اختيار حكم المباراة ولم يضع الحكم المناسب للمباراة المناسبة، فمثل هذا اللقاء كان بحاجة الى حكم دولي صاحب خبرة، وأخطأ اتحاد الكرة باختياره حكما من الدرجة الأولى لادارتها، فكانت أكبر من خبراته وخانه التوفيق في عدد من القرارات المهمة، خاصة في طرد درويش أحمد والذي تعرض للإعاقة داخل المنطقة، وبدلا من ان يمنح الحكم للنصر ضربة جزاء أشهر الكارت الأحمر في وجه درويش بعد ان كان قد أنذره في وقت سابق من المباراة، وهو قرار عكسي كان سببا مباشرا في تغيير مسار اللقاء، كما ان الهدف الذي أحرزه لاعب النصر عدنان حسين لدى مشاركته قبيل نهاية المباراة كان هدفا صحيحا وألغاه الحكم محتسبا اللعبة تسللا ولم تكن كذلك· واخيرا قال جلفار: إننا راضون كل الرضا عن اداء الفريق ونشعر أنه قدم الكثير خلال المباراة وبادر بأداء طيب كللته الأهداف وكان للتحكيم دور البطولة في تغيير المسار، وعلى الرغم من ان الفريق اقتصر رصيده على نقطة واحدة، إلا أن المشوار لايزال طويلا ولم نلعب غير مباراتين فقط، والدوري حتى الآن في بدايته وكلي ثقة في أن الفريق سوف يتمكن من تقديم الأفضل ويحقق نتائج جيدة·