الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صباح مراد: أتمنى المشاركة في «رالي» لذوي الاحتياجات الخاصة

صباح مراد: أتمنى المشاركة في «رالي» لذوي الاحتياجات الخاصة
28 ابريل 2009 00:10
تخطّت صباح مراد حدود إعاقتها الجسدية، واستنهضت طموحها، متحديّة العراقيل، فحملت لقب أوّل امرأة مقعدة منذ الطفولة تقود سيارة في لبنان منذ العام 1988. صارت صباح تعلّم اليوم أصول القيادة لجميع المقعدين الذين يبحثون عن الاستقلالية في التنقّل. أصيبت صباح مراد بشلل الأطفال منذ الصّغر، وهي تتنقّل اليوم بواسطة عكازيّن. ولكنّها تلجأ إلى الكرسي المتنقّل لقطع مسافات أطول، خصوصاً لدى تجوالها في المتاجر الكبرى وبعض الأماكن العامّة. وتقول إن حالتها من المتوقّع أن تسوء مع التقدّم في السّن إذ تصبح همّتها أثقل بطبيعة الحال. ومن خلال منصبها الوظيفي في مؤسسة CRC التي تُعنى بشؤون المعوّقين جسدياً في لبنان، تعلّمت صباح قيادة السيارة على يد موظف غير معوّق، ثمّ خضعت لدورة تدريبية أصبحت بفضلها مسؤولة عن تعليم أصول القيادة لزملائها وزميلاتها. وترى أنّه يحقّ لكلّ مقعد أن يقود وفقاً للقانون، شرط أن تكون حواسه سليمة، وحالته مقبولة ولا يعوقه ذلك بالتالي عن استخدام السيارة. «ينبغي أن يكون للمعوّق ذراعاً أو ساقاً سليمان كي يحقّ له قيادة سيارة أوتوماتيكيّة تحديداً. أمّا المصابون بالشلل الرباعي فحالتهم لا تسمح لهم بالقيادة». وتشرح صباح ميكانيكيّة السيارة المخصّصة للمعوّق فتقول: «لا يوجد في لبنان سيارات مصنوعة خصّيصاً لأصحاب الاحتياجات الخاصة. يمكن استيراد سيارة من أوروبا، مزوّدة بدعسات الفرامل والوقود كي يتّم استخدامها باليد. أمّا في لبنان فنلجأ إلى بعض الميكانيكيّين البارعين الذين يجهّزون السيّارة الأوتوماتيكيّة بقساطل يوصلونها من الدعسات السّفلية إلى المقود، بحيث يستطيع المعوّق استخدام يده أو حتى رجله على الفرامل أو الوقود. أهميّة هذه السيارة المجهزة في لبنان أنّها ثنائية الاستخدام بين الإنسان السليم والمعوّق، بينما السيارات المستوردة من الخارج فهي مخصّصة فقط للمعوّقين جسدياً ولا يستطيع الشخص السليم قيادتها». وثمّة مراحل لوجستية تؤخذ بعين الاعتبار قبل بدء الدروس التي تشتمل على 20 ساعة من الدروس العملية، و4 ساعات من الدروس النظريّة. إذ يحتاج المعاق إلى تقرير طبّي بأنّه سليم الحواس، وإعاقته جسدية نصفياً. ثمّ تتوجه مراد مكلّفة من قبل المؤسسة إلى دائرة تسجيل السيارات في بيروت، وتقدّم التقرير الطبّي. فتعرض الإدارة المعوّق مرّة ثانية على لجنة طبيّة مخوّلة البتّ بحقّ المعوّق بالقيادة وفقاً لحالته. وتؤكّد مراد أنّها تؤيّد القانون، وضرورة أن يقود الناس «أصّحاء ومعاقين» سياراتهم وفقاً لرخصة السّوق، ومن واجب شرطي السّير أن ينظّم محضر ضبط للمخالفين حتى ولو كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصّة. طريقة تدريب مراد «للطلبة» المقعدين تقوم على إعطائهم فكرة شاملة عن قانون السير وحفظ إشارات المرور. القيادة تكون في المرحلة الأولى في ساحة مقفلة، وهي جالسة إلى جانب السائق، في المرحلة الثانية تترجّل مراد من السيارة كي تفتح المجال للمُقعد كي يقود منفرداً. بعد ذلك تخرج برفقته إلى الشارع وتمرّنه ليتأقلم مع السيارات والمستديرات والمفارق. «هنا تنتهي مهمّتي، تقول، إذ يجب على كلّ منهم أن يتدرّب لوحده بمنأى عنّي، ووفقاً لسيّارته الخاصة. ثمّ يأتي دور الامتحان الذي يخضع له المعوّق في مصلحة تسجيل السّيارات، فثمّة من يرسب ويضطر إلى إعادة الدورة التدريبية ثمّ خوض امتحانا ثانيا». ولعلّ أبرز الصعوبات التي تواجه المعاق جسدياً حين يقود سيارة، أنّه مضطر إلى حمل الكرسي المتنقّل ووضعه في الصندوق، وغالباً ما يطلب المساعدة من الآخرين، نظراً لثقل وزن الكرسيّ. والصعوبة الثانية بحسب مراد تكمن في عدم تجهيز العديد من الأماكن العامّة والمطاعم والمسارح ودور السينما بمداخل مخصّصة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما أنّ بعض الناس لا يحترمون وجود مواقف خاصة لسيارات المعوّقين، فيركنون مكانهم. لهذه الأسباب تحمل سيارات المعوّقين شارات للتنويه بأنّها تخصّ ذوي الاحتياجات الخاصة». ومراد مولعة بالقيادة بسرعة، وإنّما ضمن احترام قانون السّير، كما تؤكّد، فهي غير مستعدة أن تخالف إطلاقاً. «أتمنى أن أشارك في رالي سيارات خاص بالمعاقين جسدياً. أظنّ أني سأكون السبّاقة، إن في إطلاق هذا المشروع أو في تحقيق الفوز بالمرتبة الأولى». ثمّة مفاجآت لا تنسى في حياة كلّ منّا عندما يقود سيارة، وبالنسبة إلى مراد فإنّ غير المتوقّع يحصل أحياناً كثيرة في منتصف الليل، خلال عودتها إلى البيت. الإطار يثقب فجأة، فتضطر أن تترجّل من السيارة، في محاولة لتغيير المثقوب واستبداله بآخر سليم. «ولحسن الحظ، تقول، هناك دائماً من يوقف سيارته بمحاذاة الرصيف، ويسارع إلى مساعدتي، أوّلاً لأنني امرأة، وثانياً لأنني مقعدة. أفرح كثيراً بهمّة هؤلاء المارّة المندفعين للخدمة الإنسانية».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©