الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

200 مليار يورو تكلفة حوادث الطرق الأوروبية

200 مليار يورو تكلفة حوادث الطرق الأوروبية
4 نوفمبر 2007 23:57
يثير ارتفاع أعداد ضحايا الطرق في الاتحاد ألأوروبي نزاعات عديدة بين مصنعي السيارات وأقارب الضحايا، ولكن مسألة قتلى الطرق في أوروبا ليست متعلقة فقط بالحزن الشخصي لأهل الضحايا، فالتكلفة الاقتصادية لقتلى الطرق تصل إلى 200 مليار يورو ''ما يعادل 288 مليار دولار'' أو ما نسبته 2 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي للاتحاد الأوروبي· وعندما يتعلق الأمر بالسلامة علي الطرق فإن الاتحاد الأوروبي يجد نفسه في ورطة!! فشركات تصنيع السيارات تفضل الحديث عن قوة محرك السيارة بدلا من الحديث عن الوسائد الهوائية؛ وجماعات الضغط التي يتزعمها أقارب ضحايا حوادث الطرق قد يقدمون نصائح مغلوطة بناء على العاطفة وليس العقل والمنطق· والنتيجة هي عمل يفتقر إلى التناسق يحتوي أحيانا على قواعد واستراتيجيات متضاربة في الاتحاد الذي يضم 27 دولة، ومن ناحية أخرى فإن المسئولين في بروكسل اعترفوا مجبرين بأن هدفهم الطموح، لخفض عدد ضحايا الحوادث إلى النصف في أوروبا بحلول ،2010 قد لا يتحقق· وطبقا لأحدث البيانات التي وفرتها مفوضية الاتحاد الأوروبي فإن عدد القتلى من حوادث الطرق بلغ 41600 شخص في عام 2005 متراجعا بنسبة 17,5 بالمئة فقط عن عام 2001 والذي بلغ 50 ألف شخص، في حين ارتفع عدد قتلى حوادث الدرجات النارية بنسبة 5,6 بالمئة في الفترة من 2000 إلى 2003 وجاء في مذكرة صادرة عن المفوضية بتاريخ 22 فبراير 2006 ''بالمعدل الحالي فإن عدد قتلى حوادث الطرق في الإتحاد الأوروبي عام 2010 سيصل إلى 32500 شخص وبالتالي فلن يتحقق هدفنا بتقليص هذا العدد إلى 25 ألف شخص فقط''· ويشير التباين الكبير في بيانات ضحايا حوادث الطرق في الإتحاد الأوروبي إلى إن الحكومات الوطنية تتحمل قسطاً كبيرا من المسئولية لتصبح طرقها أكثر أماناً· والدول صاحبة أفضل سجل في هذا المجال هي تلك التي اعتبرت هذه القضية أمرا ملحا وعاجلا، ففي هولندا والسويد وبريطانيا على سبيل المثال يتراوح عدد القتلى لكل مليون مواطن بين 50 إلي 60 شخصا وهو أقل كثيرا من متوسط الاتحاد الأوروبي الذي يبلغ 95 شخصا، وبالمقارنة فإن هذا الرقم يتجاوز المئتين في بعض الدول المنضمة حديثا للاتحاد مثل ليتوانيا ولاتفيا· ويقول ''أري فاتنين'' سائق الراليات الفنلندي السابق و عضو البرلمان الأوروبي الحالي وهو من المؤيدين لقضية السلامة على الطرق ''إن المشكلة هي أن على الحكومات الوطنية أن تطبق قواعد السلامة المرورية، وهي بدورها مترددة في إنفاق الأموال على تحسين الطرق''· ورغم أنه كان محظوظا عندما نجا من حادث كبير أثناء مشاركته في رالي أرجنتيني عام 1985 إلا أن فاتنين يشعر بالضيق إزاء من يطلق عليهم '' اللوبي المناهض للسيارات''، وقال فاتنين ''على السياسيين أن يعلموا أن الأمم الغنية لا تقيم بالضرورة طرقا جيدة، إلا أن الطرق الجيدة بالتأكيد تصنع غنى الامم، وقد لعبت بروكسل دورا مهما في تشجيع ما يطلق عليه '' السلامة السلبية'' للمركبات، وكانت المفوضية هي القوة الدافعة وراء القوانين التي جعلت ارتداء أحزمة الأمان أمرا إجباريا في كل دول الاتحاد، وترغب المفوضية الآن في أن تكون كل سيارة في أوروبا مزودة برادار لمنع الارتطام خلال السنوات العشر المقبلة· ولكن المسئولين في الإتحاد الأوروبي لم ينجحوا في توحيد معايير قواعد السلامة علي الطرق ويرجع ذلك بصورة كبيرة لآن هذه الأمور مازالت في يد الحكومات الوطنية، فإن حدود السرعة علي الطرق السريعة على سبيل المثال تختلف في أوروبا بين 100 كم في الساعة في قبرص مقارنة بـ 031 كم في الساعة في النمسا وفرنسا· ويقول كارميلو لينتينو عضو جماعة باستا اون اتيمو التي تعني ''إنها تستغرق لحظة فقط '' وهي جماعة ضغط معنية بنشر الوعي بالسلامة على الطرق بين الشباب الإيطالي '' إن حدود السرعة في إيطاليا هي 130 كم في الساعة فلماذا تصنع سيارات تصل سرعتها إلى 200 كم في الساعة''، وقال لينتينو ، الذي فقد صديقا عمره 16 عاما في حادث دراجة سكوتر، إنه بينما يعتبر تعاطي الكحول والمخدرات هو السبب الرئيسي لحوادث الطرق بين أقرانه إلا أن وضع مثل هذا القيد قد ''يرسل رسالة مهمة''· ويجادل فاتنين قائلا إنه بدلا من التركيز على التدابير الشائعة ولكن ليست فعالة، فعلى المسئولين أن يتأكدوا من أن قائدي السيارات يلتزمون بالقواعد المقررة بالفعل، ويقول سائق الراليات الذي تحول إلى السياسة '' إن السيارات ليست خطيرة ولكن السائقين هم من يشكل الخطورة· وعلى العموم فإن السكاكين مفيدة للغاية ولكنها قد تستخدم في القتل، هل هذا يعني أن نتوقف عن تصنيعها ؟''·
المصدر: بروكسل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©