باب الترشيحات لانتخابات اتحاد كرة القدم سيغلق بعد 11 يوماً، وبعدها سيدخل المرشحون سباق الفوز بعضوية أكبر اتحاد استعداداً لبدء مرحلة جديدة من عمر كرة الإمارات·
لكن العجيب أن الكل ينتظر كشف أوراقه الترشيحية ولم يقدم أحد بشكل رسمي أوراق ترشيحه في اتحاد الكرة وإن أعلن البعض عن أسماء مرشحين قد يدخلون السباق·
هذا الانتظار ربما له أكثر من وجه لدى الأعضاء، حيث يفضل البعض التريث حتى يعرف الشخصيات التي ستدخل الترشيحات، ومن ثم يبحث عن موقعه بين هؤلاء في حال ترشيحه·
فإذا وجد أن هناك فرصة لنجاحه فسوف يرشح نفسه ويدخل السباق حتى لو لم يمتلك برنامجاً واضحاً له سيشارك به في المرحلة المقبلة واستراتيجية ذات معالم واضحة يبني عليها تلك الأفكار·
فدخول الانتخابات يحتاج في البداية إلى قناعة من قبل المرشح بأن لديه إضافة سوف يقدمها وبصمة جديدة، وذلك من خلال رؤى وأفكار وعمل يستطيع أن يترجمه على أرض الواقع·
أما المناورة وإن كانت مطلوبة ولها مكانة في العملية الانتخابية في أي مجال·· إلا أنها لا يجب أن تحتل المكانة الأولى، لأن الوجه السلبي منها لا يفيد العملية الانتخابية·
وكلنا يعرف هذا الوجه الذي نقصده وهو ما يتعلق بالتكتلات والتربيطات والتي في غالب الأمر ما تخرج عن الاختيارات الموضوعية وتعتمد على خفة الدم والجلسة في الكافية و''الطلعة'' إلى البر وما شابه ذلك!!
نحن نريد اتحاداً يجمع أعضاءه التجانسُ والانسجامُ والتفاهمُ في العمل·· لكن قبل كل ذلك رفع شعار خدمة الوطن والحرية في التفكير والإبداع، والشيء الأهم يكمن في التدريب على ثقافة الاختلاف·
نعم ثقافة الاختلاف تلك المعضلة المهمة التي لا يمتلك أغلبنا مقوماتها·· فعندما تختلف مع زميل لك أو أي فرد مرة واثنتين وثلاثاً يتحول الاختلاف في الرأي إلى عداوة شخصية وتدخل ''البلاك لست''!!
إن لغة الحوار هي الوحيدة التي تستطيع أن تبني عملاً ناجحاً وتخلق أجيالاً يفكرون بحرية دون الدخول في حسابات الإبعاد والتهميش والتربص·
لذلك نعود إلى ما طرحناه في البداية ويتعلق بالترشيح لاتحاد الكرة لأطالب كل من يفكر في ترشيح نفسه أن يمسك بزمام المبادرة ويفصح عن ذلك وعلى الملأ، مغلفاً هذا الإعلان ببرنامج واضح يساهم من خلاله في الانطلاقة الكروية الجديدة·
فنحن لا نريد أن نعود إلى الوراء بأي شكل من الأشكال، بل نريد أن ننفض الغبار المتراكم حتى نستطيع أن نواكب التطور المتلاحق في شتى مناحي الحياة·
كنت أتمنى ظهور المرشحين على الملأ والسعي إلى عرض برامجهم وحتى الدخول في مناظرات تليفزيونية وإعلامية من أجل إثراء الساحة وكشف مخططاتهم حتى نعطي الذين سيدلون بدلوهم فرصة لاختيار أفضل المرشحين·
أما أن يعتبرها البعض أسراراً عسكرية·· فنقول له: إن الموضوع أبسط من ''كده'' بكثير، وبالتالي إذا كنت خائفاً من السقوط فهذا يعني أنك لا تملك شيئاً لتقدمه، والأفضل لنا ولك أن تستريح لتريح!!
عدد اليوم
