الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيديو .. المخرج نورمان لاتوريل يصف «كفاليا» بأسطورة الإرث الثقافي

فيديو .. المخرج نورمان لاتوريل يصف «كفاليا» بأسطورة الإرث الثقافي
20 فبراير 2014 09:17
نسرين درزي (أبوظبي) - مع اقتراب موعد افتتاح مهرجان قصر الحصن في دورته الثانية من 20 فبراير حتى 1 مارس المقبل، تسلط الأضواء على عرض كفاليا، الذي يقدم أضخم ملحمة فنية عن أصالة التراث المحلي، وفيما أعمال التدريب على قدم وساق في كواليس المسرح المعد خصيصا للمناسبة، أعرب المخرج نورمان لاتوريل مؤسس «كفاليا» ومديرها الفني عن سروره بحجم الأهمية الممنوحة لهذا العمل التاريخي، وهو الذي يعتبر من أبرز رواد سيرك دوسوليه «1985 - 1990»، ووصف «كفاليا - قصر الحصن» بأسطورة الإرث الثقافي، حيث تحتشد أحدث التقنيات والمؤثرات الإبداعية في لوحة جمالية آسرة تجمع بين الإنسان والخيل في أداء مفرط الإحساس. وسط ورشة لا تهدأ من العمل المتواصل لإنجاز بيئة حاضنة تنسجم مع مكانة قصر الحصن معلما وعنوانا للمهرجان الثقافي التراثي الأكثر عراقة وشمولية، تخرج أبوظبي من ألبوم الماضي. كل شيء هنا يدل على أنها تلملم محطاتها التاريخية بدءا من الباحة الخارجية للقصر الشاهد على مراحل المجد والعز والحكمة والاتحاد. من على رمال الصحراء وبين أشجار النخيل المستحدثة تتراءى حكايات الأجداد التي استمتع نورمان لاتوريل الكندي الأصل وفريقه بالغوص في أعماقها وترجمة أجمل ملفاتها من شريط الذكريات إلى منصات الحاضر أرشيفا أمينا يبقى للمستقبل. ويتحدث المخرج نورمان لاتوريل لـ «الاتحاد» عن الأيام الأخيرة التي تفصله عن «كفاليا - قصر الحصن»، حيث لا يخفي توترا ناجما عن حرصه على إخراج العرض في أبهى حلة تليق بأبوظبي. وهو الذي كان يحلم قبل 4 أعوام خلال زيارته الأولى للعاصمة، بأن يقدم فيها عملا يكرس له كل أدوات الإبهار المسرحي التي يتقنها. إذ إن فن «كفاليا» الذي أسسه قبل 11 عاما، ينطلق من استعراضات الخيول في تفاعل فريد مع فناني الخفة على المسرح. ويقول إنه منذ ذلك الوقت لم يترك فرصة للبحث والاستكشاف فيما يخص حياة البادية والصحراء، إلا وطرقها سعيا لتحقيق مبتغاه. وهذا ما كان له فعلا عندما دعي لاجتماع تشاوري حول إمكانية المشاركة هذا العام في الدورة الثانية لمهرجان قصر الحصن، عبر تقديم ملحمة فنية بحجم المناسبة، ويذكر أن التحضير للعمل الذي يضم فريقا من 120 مؤديا عالميا استغرق 3 أشهر من التدريبات المتواصلة التي بدأت في أستراليا حيث تجتمع الفرقة. ومن ثم تم استكمالها على أرض الحدث مع وصول الفنانين إلى أبوظبي قبل شهر، ومن بعدهم الخيول المشاركة في العمل وعددها 50 حصانا. شريط أحداث فنية وعن الخصوصية التي تميز «كفاليا - قصر الحصن» عن باقي العروض التي جالت فيها الفرقة كاملة على عواصم العالم، يقول نورمان لاتوريل إنها المرة الأولى التي يكتب فيها عملا فنيا مقتبسا من بيئة المكان الذي يعرض فيه. إذ إن محطاته السابقة بمعدل 12 مسرحا في السنة (ما يوازي 244 عرضا) كانت كلها مبنية على سيناريو فني عام ليس فيه إلا المشهدية الخيالية التي يفترضها ويجسدها بالحركة. في حين أنه وبناء على طلب من القائمين على مهرجان قصر الحصن، سخر لـ»كفاليا - أبوظبي» كل أدوات الحبكة المسرحية التي تخاطب أمجاد الاستعراض الجامع بين عراقة الماضي وآخر خطوط التقنيات والمؤثرات المبهرة صوتا ومشهدا ومفرادت من البيئة المحلية. وقد استعان لاتوريل لتنفيذ رؤيته بقراءاته عن تاريخ أبوظبي والزيارات التي قام بها إلى عدد من المتاحف وإلى صحراء الربع الخالي حيث أقام في منتجع قصر السراب. وقد شكلت له هذه الأماكن أرضية خصبة لأفكار غزيرة حولها كلها إلى شريط أحداث فنية تضم كل أدوات ثقافة الاستعراض. وهي بحسب خبرته وإيمانه بما يقدمه من أعمال خالدة، تجمع بين الموسيقى والصور والأفلام والحركة الجسدية. ويقول «نحن سعداء باستقدام عرض كفاليا إلى أبوظبي للمشاركة في مهرجان قصر الحصن. إذ يتميز هذا العمل باختلافه عن أي عرض آخر للفرقة من حيث الشكل والمضمون». تقاليد البيئة الصحراوية وبالإضاءة على دور الخيول الأساسي في العمل الاستعراضي الضخم كفاليا يذكر نورمان لاتوريل أنه من دواعي فخره تقديم هذه الملحمة الفنية في عاصمة الإمارات حيث يعد الخيل رمزا متأصلا في ثقافة الدولة وتاريخها. ويلفت إلى أن معظم الخيول التي ترتكز عليها عروض كفاليا هي من أصول عربية، ما يدعم أحقيتها في اللعب ضمن موطنها الأول لإبراز الجوانب الإبداعية في أدائها وحسن حركتها واستجابتها على المسرح. ويشير إلى أنه لإنجاح العرض - الحلم بالنسبة له، فقد عمل على إخراجه لإبراز أهمية قصر الحصن والتعريف بدوره المهم في الثقافة المحلية عموما. وقد تطلب ذلك من فريق العمل إعداد البحوث اللازمة وإدخال التعديلات على طريقة الحركة وما يناسبها من أزياء تتوافق مع الموسيقى المقتبسة من تقاليد البيئة الصحراوية. وقد اهتم الموسيقيون باختيار النغمات العربية لما لها من دور أساسي في المؤثرات الإبهارية، إذ لا يعتمد العرض على الكلام بقدر اعتماده على الأداء المسرحي وتسلسل الأحداث المشهدية. وهذا برأي مؤسس العمل ومديره ومخرجه ما يستدعي انتباه الجمهور ويستحوذ على رضاه. وقد توصل نورمان لاتوريل إلى هذه القناعة بعد خبرة مهنية تزيد على 40 عاما من العمل في الفنون الأدائية. وهو انتقل خلال مسيرته بين مختلف المجالات المسرحية وشغل عدة مناصب تضمنت عمله كمصمم إضاءة ووكيل أعمال ومدير إنتاج ومخرج فني. وكل ذلك أهله فيما بعد ليكون من مؤسسي «سيرك دوسوليه» الذي عمل فيه خلال الفترة من عام 1985 حتى عام 1990. ويوضح المخرج نورمان لاتوريل أن عرض كفاليا يمزج بين حركة الخيول وأداء الفنانين بتناغم وانسجام أمام خلفية من الصور والأضواء دائمة التغيير والتي تعرض على شاشة بعرض 60 مترا. ومعه تنطلق الخيول بحرية ترسم أجمل أداء يمكن مشاهدته حيث تشارك 11 سلالة من الخيول بينها العربية الأصيلة والإسبانية. ويعد لاتوريل جمهور مهرجان قصر الحصن بعروض آسرة مستلهمة من القيم والصفات النبيلة التي يرمز إليها الخيل، بما فيها الاحترام المتبادل والتعاطف والصبر والثقة. وهذا ما ينسجم مع مكانة قصر الحصن في الذاكرة الحية لمجتمع أبوظبي، كأقدم مبنى تاريخي في الإمارة والذي يعد رمزا لنشأة العاصمة ومثالا للشموخ والأصالة والتقاليد. جائزة كيبيك يعد نورمان لاتوريل مؤسس ومخرج الاستعراض العالمي «كفاليا - قصر الحصن» صاحب التأثير والقوة المحفزة لعدد كبير من الفعاليات المهمة. وإضافة لبصمته الأساسية في «سيرك دوسوليه» وفي إطلاق عروض كفاليا نحو العالم، كان له الدور الأبرز في عرض الصوت والإضاءة على هضبة البرلمان في أوتاوا، والاحتفالات بالذكرى 350 لتأسيس مونتريال. وقد حاز عام 2007 جائزة كيبيك الوطنية في كندا لما حققه من إنجازات في عالم الاستعراض المسرحي الشامل. رؤية وابتكار منذ عام 2003 يكرس المبدع نورمان لاتوريل كل وقته لكتابة سيناريو العروض لـ«كفاليا». وهو يحرص باستمرار على إظهار ما يتمتع به من مواهب ومخيلة واسعة مع كل عرض يقدمه مؤكدا شغفه بعالم الاستعراضات. ويشتهر صاحب الرؤية والسعي المتواصل نحو الابتكار، بجمعه ما بين أنماط مختلفة من أساليب التعبير الفنية وتغييره لشكل مسرح العرض. وذلك كله بهدف منح جمهور المشاهدين أسلوبا جديدا وأبعادا إضافية للاستمتاع بالعروض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©