3 نوفمبر 2007 23:43
يبدأ محمد زياد مستثمر اردني يومه منذ السابعة صباحا بقراءة الصحف وتصفح مواقع الإنترنت ومن ثم يتوجه الى سوق أبوظبي للأوراق المالية عند الساعة التاسعة والنصف ''استعداداً ليوم حافل بالتداول'' كما يقول·
ومثل زياد عشرات من المستثمرين لايكتفون بمتابعة الصحف والمواقع الإلكترونية وإنما تجدهم أيضاً يتابعون التغطية الحية للتداولات التي تبثها قنوات التلفاز للتداولات والتحليلات التي تلي أوقات التداول، ليتابعوا من خلالها ما يحدث في الأسواق وآراء الخبراء حول حركة الأسوق والأسهم ،ويسترشد معظمهم بما يجري، وترى كثيراً منهم يتركون مشاهدة التلفاز لإجراء مكالمة هاتفية عاجلة بالبيع او الشراء جراء هذا التحليل او ذاك·
وكشف استطلاع لـ''الاتحاد'' على عينة من المستثمرين في الأسهم بسوق أبوظبي للأوراق المالية أن 66% من المستثمرين في أسواق المال المحلية تتأثر قرارتهم الاستثمارية ''جزئيا'' بما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة من تغطيات واخبار عن الشركات المدرجة في اسواق المال في الدولة، فيما يثق بها بشكل جيد 43% فقط·
مستثمرون جدد
وكانت اسواق المال شهدت خلال الأسابيع الأخيرة موجة من التداول لم تعهدها خلال السنتين المنصرمتين وسجلت ارقاما قياسية جديدة سواء في مستويات الاسعار ام حركة المؤشر والسيولة وعدد الصفقات·
كل هذه المعطيات دفعت بالآلاف من المستثمرين الجدد الى دخول السوق واحيت آمال البعض الآخر ممن تعرضوا الى خسائر في الماضي لتعويض ما خسروه ''فالفرصة مواتية ومناســــبة تماما ''كـــــما يقول محمد·
ولا يمكن بحال من الأحوال التقليل من شأن وسائل الإعلام قاطبة في التأثير على قرار المستثمر في البيع او الشراء خاصة اذا كانت هذه الوسائل تقدم تحليلا او خبرا مجردا بعيدا عن أية مصالح شخصية تهدف الى التأثير على قرار المستثمرين والأسواق بهدف مصالح شخصية لذلك المحلل او الصحفي، وهذا الأمر غير مستبعد حيث تطالعنا وسائل الإعلام ، خاصة تلك المنشورة عبر الإنترنت، باخبار غير دقيقة وتسريبات او شائعات تسري في اوساط المستثمرين كسريان النار في الهشيم ؛ فنشهد موجات شراء مسعورة جراء هذه الأخبار او موجات بيع غير مبررة لينطبق على الأسواق ما يطلق عليه بتعامل القطيع·
ايا كان ما ينشر في وسائل الإعلام فان دورها عموما يؤثر في المجتمع بشكل عام وقمنا في جريدة ''الاتحاد'' باجراء استبيان لقياس مدى ثقة المستثمرين في وسائل الإعلام المختلفة ومدى تأثر قرارهم الاستثماري بما يتابعوه ويشاهدوه في وسائل الإعلام المختلفة، وكانت النتائج اكبر من التوقعات حيث اثبتت أن المستثمرين يعتمدون على وسائل الاعلام في تحديد تحركاتهم وقراراتهم وان كانت كما قال الجزء الأكبر منهم بشكل جزئي·
وأجاب غالبية المستطلعين في رد على سؤال الى أي مدى تعتمد على ماينشر في وسائل الإعلام في اتخاذ قرارك الاستثماري، ان اعتمادهم عليها يكون بشكل جزئي، بينما لم يجب احد بنعم على الاعتماد الكلي· وقال 26% منهم انهم يعتمدون عليه بشكل نادر فيما قال 8% انهم لا يعتمدون عليه مطلقا·
افراد ومؤسسات
وكان الاستبيان الذي اجرته ''الاتحاد''، ونفذناه بالطريقة المباشرة ،تم على عينة عشوائية من 100 مستثمر في اسواق المال بين مستثمرين افراد ومكاتب وساطة وشركات من جنسيات مختلفة·
وحازت وسائل الإعلام المكتوبة على النسبة الأعلى من المتابعة والثقة حيث قال 35% منهم انهم يتابعون ما ينشر في الصحف بينما جاءت الصحافة الإلكترونية في المرتبة الثانية بفارق نقطة واحد فقط عن الصحافة المكتوبة حيث حازت على 34% ·بينما جاء التلفزيون في المرتبة الثالثة بنسبة متابعة بلغت 30% فيما احتل المذياع المرتبة الأخيرة بنسبة 1%·
وقال عدد من المستثمرين إن الصحافة الإلكترونية مهمة حيث تزخر باخبار وتحليلات من الصعب ان تنشر في وسائل الإعلام الرسمية هنا وهو ما يفتح افاقا اوسع امام المستثمرين لمعرفة ما يجري في الأسواق·
وقال 55 % من المستطلعين ان مستوى ما ينشر من تغطيات وتحليلات حول الأسهم في وسائل الإعلام مقبول، بينما اعتبره 41% منهم جيد فيما قال 4% منهم انه سيء·
وحول ثقتهم فيما تنشره وسائل الإعلام قال 62% منهم إنه مقبول بينما رأي 34% منهم انه جيد فيما اعتبر 4% من العينة انه سيء، وكان 92% من المستطلعين قالوا إنهم يتابعون تغطية وسائل الاعلام الاقتصادية دائما بينما قال 8% منهم ان متابعتهم لها تأتي بين الحين والآخر·
عدد اليوم
